[email protected] حيث أنت تعيش في أي مكان كان ، لا يمر يوم من عمرك دون أن تسمع عن حوادث غريبة تقشعر لها الأبدان ، وتنهمر الدموع من على العيون، ويدمى القلب لما يحدث من أحداث قد تكون جسيمة أو غيرها والذي يذهب ضحيتها كثير من الشباب فمنهم من لقي حتفه وهو في حرم الجامعة، ومنهم لاقوا حتفهم في ساحل البحر ومنهم من يتعرضون للقتل بمختلف الطرق والتي أصبحت مألوفة, والى اللحظة لم نر أو نسمع عن تحركات توقف هذه الجرائم التي أصبحت تستشري في أوساط مجتمعنا، قبل أيام وبعد مقتل الطالب الحوتي في حرم جامعة صنعاء.. وغرق ما يقارب 5 إلى 8 طلاب من كلية التربية بجامعة الحديدة في ساحل البحر، لم يمض على أولئك الذين لقوا حتفهم سوى أيام قلائل لم ننساها بل إنها لا تزال عالقة بالذاكرة، ولكن بعد تلك الأحداث المؤلمة والتي حلت بزملائنا من الشباب لم يتوقف ذلك السيناريو فقد وقعت حادثة مؤلمة كان بطلها الشاب/ جميل احمد ناصر (30 عاماً) قضاها بين هم ونكد ظروف الحياة الصعبة والتي يمر بها الكثير من الشباب، فجميل كان يقضي أيامه أحيانا في الضالع وأحيانا في إب وأحيانا في تعز، يذهب هنا وهناك عله يجد عملاً يكتسب من خلاله ما يسد رمقه ويحسن به ظروفه المعيشية مثله مثل غيره من الشباب الذين يحلمون بأن يعيشوا في امن وأمان وبعيداَ عن الفقر. ورغم تلك المتاعب والحياة القاسية التي كان يمر بها لم تجعله متجهماً كغيره، بل تراه مبتسماً ومرحاً طوال يومه لتزول تلك اليوم وتنتهي معها همومه التي لم يكشفها لأحد، بل انه يكتفي بأن يوزع ابتسامته في وجه كل من حوله بطلاقة دونما اختلاق أو مجاملة، ربما انه مل من الغربة في الوطن مابين الضالع وإبوتعز والتي يقضي فيها أيامآً وليالي من اجل أن يبحث عن السعادة التي يبحث عنها كل يوم وذلك من اجل أن يحسن من دخله ويعيش مثله مثل غيره ، لكن باتت الظروف أمامه تقهره ولم يستطيع بان يحتسي بالسعادة التي يحلم بها ، قرر أن يغادر أهله وأقاربه وقريته التي تقع في محافظة إب ، كي يرحل هذه المرة إلى خارج اليمن عله أن ينتشل نفسه من مستنقع الظروف الاقتصادية التي خيمت عليه وعلى الكثير من الشباب ، ربما أن هذه المرة رحلته ليست كالعادة التي يرحل بها إلى الضالع وإبوتعز ويعود إلى أهله بعد أيام سالماً ، لكن هذه المرة سوف يطول غيابه كثيراً دونما رجعة ودونما تحقيق أي حُلم حَلم به. انه غادر اليمن بأكملها ليذهب إلى المملكة العربية السعودية عن طريقة التهريب والتي صارت هي اقرب وسيلة للوصول إلى “السعودية” لمن لم يجد قيمة شراء إقامة ، لكن صار التهريب هو خير أمل يستظل في أكنافه الكثير من الشباب مثل جميل وأقرانه من الشباب ومن صعب عليه العيش حتى من فئة الأطفال والشيوخ ، جميل غادر اليمن لكنه لم يصل بعد إلى السعودية فالسيارة التي كانت تقلهم هو ومن معه تعرضت لحادث انقلاب قبل وصولها إلي الأراضي السعودية لتفارق روح جميل الحياة هناك ويعود إلى أهله جثة هامدة ، وبذلك لم يترك جميل خلفه سوى أحلام لم تتحقق ، وسواد حزن يخيم على أهله وكل من عرفه ، ربما أن حياة الشباب صارت شبه “ مجازفة” وأصبح الشاب في ظل الظروف الاقتصادية مخيراً بين البقاء في أحضان الفقر المدقع أو الخوض في غمار بين أن يكون أو لا يكون ، فيا ترى من المسئول عن أولئك الشباب الذين يلقون حتفهم على مرأى ومسمع الجميع؟ والى متى سيستمر هذا السيل الجارف من الدماء التي لم تتوقف بعد؟ ما نريده من حكومتنا هو أن يكون لديها رغبة وعزيمة جادة تجاه الشباب وتعمل على تذليل كافة الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم العلمية والعملية، ما نريده هو الفعل لا الكلام الذي تعودنا عليه ولم نجن من ورائه إلا حطام واغتراب خارج الوطن ، على حكومتنا أن تهتم بشريحة الشباب لأن الاهتمام بالشباب هو جزء من الاهتمام بالوطن..