قال لي: العشقُ إبتلاء... ولا سبيل للخلاص منه..إلاّ بالغوص فيه أعمق..بإدراك ظُلمة القاع.. بتنفّس الغرق. قال لي: العشقُ إبتلاء.. أرضٌ بلا سماءْ...رملٌ ممزوج بدم.. هو طين الخلق و مُرتقى الإنتهاءْ. غاص بشهيقه حتى ظننتُ بأنّ صخرةً جثمت على صدره.. ثمّ زفر. قال لي: العشقُ إبتلاء... نصفٌ بلا نصيف.. ردفٌ بلا رديف.. قسمة كل شيء على إثنين.. صفرٌ للإثنين. قال لي: العشقُ إبتلاء.. فحرارةُ اللقاء.. لا تنطفي. وبرودةُ الجفاء.. لا تنجلي. وأول اللقاء.. هو أول الفراق... هو أول الإشتياق. قال لي: العشقُ إبتلاء.. فإمّا أن تملكه... وإمّا أن يُهلكك. وغاص بشهيقه.. حتى ظننتُ أنّ مسالك الأرض تجمّعت بين يديه... ثمّ زفر. قال لي: العشقُ إبتلاء... لا ترمهِ بحجرْ. فشجرتُك المثمرة تشتهيه. وإمرأتك في خمارها اللؤلؤي المزخرف تشتهيه. وعيون عبيدك..وقلوب إمائك..تشتهيه... وأنت ..تشتهيه !! قال لي: العشقُ إبتلاء.. أوّله صبر.. وآخره صبر.. وشوكهُ صبر.. ووردهُ صبر... يعبر بك المعابر من أوّل إنحناءة الصاد .. إلى آآآخر إنزلاق الراء .! و غاص بشهيقه.. حتى ظننت بأن نار السماء تكاد تخرج من عينيه.. وتحرقني.... ثمّ زفر. قال لي: العشقُ إبتلاء.. لا يعلم المُبتلى به.. بأنّ له مُريدين.. وأنّه أحدهم... قد يكونُ أوّلهم.. ولكنه... ليس بآخرهم. قال لي: العشقُ إبتلاء... وقميصُ يوسف..حجّتي. أزاح نظره عنّي.... نحو السماء... قال لي: ارفعْ عن عينيك الحُجُبْ.. واحملْ قلبك.... نحوكْ. واشرب من ماء الإدراك.. لتُدركْ... واحملْ قلبك.... نحوكْ. وانزعْ عنك.. رداء الغفلة.. واحملْ قلبك.... نحوكْ. لا تدر ظهرك له.. بل استقبله في حضنك.. دعه ينام معك... واحملْ قلبك.... نحوكْ. احملْ...قلبك.............. نحوكْ. غاص بشهيقه... حتى أدركتُ.. أنّه مات.