يا شرخاً في سيمفونية العصر ويا جرحاً في قلب الوطنِ أتظلِّين كما أنت.. مكفَّنة العمر بلا قبر وبلا كفن.. ؟ الأيامُ حواليك فتوحٌ ترعش عينيْ هذا الزمن وهنا أنتِ كما أنتِ تنامين على ذلِّ العَفَنِ لم يقتربِ الموعدُ منك ولم تقتربي نحوَ الوعدِ الحسنِ تختبئين وراء الليل الدَّامي في «شرشفك» الممتهن تمشين على أنقاض الأجداد وخلفَ عطور الدِّمن لم تحرقكِ شموسُ الفجر ولم تلسعْكِ جحيمُ المحن من لي بفتاة لم ترضخ للأبوين ولم ترهبْ لم تَهُنِ من لي بتمرُّدِ كلِّ بنات العصرِ على التاريخ النَّتنِ يتفجَّرْنَ بوجهِ الأوهام يثُرْنَ على الضعفِ على الوَهنِ يتحدَّين هنا جدرانَ البيت وينسفن مراسيمَ السَّكنِ ينفُضنَ غبارَ الليل يعِشنَ بلا ليل وبلا وسنِ ما عدتُ أطيقُ المرأة أن تبقى خلف الجدران كإحدى المهن أهواها خمراً يصرع أعصابي لا كأساً من لبنِ تتحرَّك كالنَّار بأعماقي تنبش في نفسي أسرارَ الحزن حرمتُها عندي أن ألقاها إحدى أسباب الفتن تجتاز على صحوتها كلَّ قرى الآلام وتسحقُ كلَّ المدن تعبر كلَّ القاراتِ بلا حرسٍ وبلا جُندٍ.. وبلا سفن لم تجر وراها سيَّاراتُ الإنقاذِ ولم ترجع .. لم تلن تطحن سجن الروح وتجتاح على ثورتها سجن البدن أن تتخطى كل حدود الإمكان وتدفعَ فيه كلَّ الثمن