دعت دراسة حديثة «القوى الدولية إلى العمل على تمكين دول القرن الإفريقي من قيام تعاون وشراكة فاعلة فيما بينها، وإزالة المخاوف التي هزت الثقة المتبادلة فيما بينها، والدفع بالعلاقات الإثيوبية الصومالية، والإثيوبية الإرتيرية صوب آفاق أرحب في مجالات التعاون، وتبادل المصالح المعبرة عن حسن الجوار والمرسخة للثقة واحترام السيادة لكل بلد.. وأكدت الدراسة التي استعرضها عضو مجلس الشورى الدكتور احمد الاصبحي في ندوة اليمن والقرن الإفريقي التي نظمتها السفارة الفرنسية وجامعة صنعاء على أن الدور الدولي يعتبر محوراً بالغ الأهمية لمساعدة الصومال في تنفيذ المهام الحيوية اللازمة لإنهاء غياب السلطة المركزية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، باعتبار أن قدرات الصومال المحلية حالياً غير متوفرة، ولا يمكن أن تدفع عنها ما تعانيه من أخطار الإرهاب، وما آلت إليه الأوضاع المتدهورة من بروز ظاهرة القرصنة، واشارت الى ان الجهد الدولي الداعم يقع بدرجة أساسية على الولاياتالمتحدةالأمريكية، والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودول الإقليم المقتدرة، وذلك وفق خطة عملية وتموين دولي لإحياء مشروع الأمل، وإحداث تنمية شاملة لدول القرن الإفريقي. وخلص الاصبحي في دراسته بحسب موقع «المؤتمرنت» إلى أنه ليس من الشراكة الدولية في شيء أن تغدو منطقة القرن الإفريقي مسرحاً للصراعات والفتن والحروب، وملاذاً للإرهاب والاتجار بالسلاح والمخدرات، تسفك فيها الدماء ويستباح الأمن، وتنهب الثروات، وتفتك بأهلها الأمراض الوبائية، وأمراض نقص التغذية، ويستبد بغالبيتهم الفقر والمجاعات والأمية والبطالة وتدفق الآلاف من اللاجئين إلى خارج بلدانهم هرباً من موت محقق، وهلاك مبين، حتى أضحى القرن الإفريقي قرن الفقراء بامتياز، ودون منازع في عصر يدعى فيه النظام العالمي الجديد أنه عصر الحقوق والحريات، بينما يرضخ فيه القرن الإفريقي تحت أغلال عصر صناعة الجوع. وبين الاصبحي أن وجود قوات بحرية بصورة مكثفة في المنطقة يجعل كل الاحتمالات مفتوحة، وعلى أقل تقدير لحماية مصالح الدول الكبرى، وتأكيد نفوذها وبسط هيمنتها، وحماية خط الملاحة الدولية وناقلات النفط والغاز، ناهيكم عن تنافسها على أهم بوابة للقارة الإفريقية قارة المستقبل.. واعتبرت الدراسة القرصنة نتاجاً لغياب دور دول القرن الإفريقي التي تعاني من عدم الثقة فيما بينها ومشاكل داخلية افقدتها الدور المركزي كما هو حال الصومال.. وتطرق الاصبحي إلى دور اليمن في سبيل التصدي للقرصنة البحرية والمبادرة مع مصر إلى توجيه دعوة مشتركة لعقد اجتماع للدول المطلة على البحر الأحمر لبحث ما يتعلق بأمنه، وبالوجود البحري المتعدد الجنسية عند مدخله الجنوبي، والتصدي للقرصنة،إضافة إلى توقيع اليمن على اتفاقية لإنشاء مركز إقليمي في صنعاء لمكافحة القرصنة بالتعاون بين وزارة النقل اليمنية، والمنظمة البحرية العالمية يتولى التنسيق بين الدول المطلة على خليج عدن والبحر الأحمر، وتبادل المعلومات وتنسيق القيام بمهمات مشتركة لمكافحة القرصنة، على غرار المركز الدولي لمكافحة القرصنة الموجود في كوالا لامبور.. واشار الاصبحي إلى ان الدور التاريخي لليمن في القرن الإفريقي، بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح، تجلى بتوالي العمل الحثيث على محاور ثلاثة يعنى الأول بتطوير العلاقات الثنائية بين اليمن وبين دول القرن؛ حيث احتضنت صنعاء العديد من اللقاءات على مختلف المستويات، وأهمها القمة الثلاثية التي جمعت اليمن والسودان وأثيوبيا أواخر عام 2002م، والتي أسفرت عن الاتفاق على قيام دول تجمع صنعاء للتعاون، كإطار يوحد رؤاها حول المسألة المرتبطة بمصالحها، ويؤسس لشراكة جديدة كنواة لجمع أوسع لدول الإقليم بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والأمني، وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة بما من شأنه خدمة ورفاهية شعوبه، وتحقيق تطلعاتها في التنمية والتطور والرخاء، وقد انضمت إلى عضوية التجمع لاحقاً كل من الصومال وجيبوتي، فيما يؤمل انضمام إرتيريا إلى هذا التجمع، وما زال الباب مفتوحاً أمام انضمام بقية الدول العربية المطلة على البحر الأحمر. ونوهت الدراسة إلى ان المحور الثاني يتمحور حول إعادة الاستقرار للصومال، ويتمثل ذلك في سعي اليمن المتواصل في إنجاح المصلحة الوطنية الصومالية، ومطالبة المجتمع الدولي مد يد المساعدة لإعادة بناء وإعمار الصومال.. اما المحور الثالث حسب الدراسة فتمثل في تحقيق الشراكة الإقليمية؛ حيث سعت القيادة اليمنية منذ إعلان قيام تجمع صنعاء للتعاون إلى أن يشمل كل دول المنطقة وتطوير تجمع صنعاء للتعاون بين دول الجزيرة العربية والقرن الإفريقي تحت مسمى: (منتدى التعاون لدول الجزيرة العربية والقرن الإفريقي).