تجمع حوله الأصدقاء والأحباب، ليلة يحسد عليه فقد علقت القناديل ورفعت الرايات ودقت الطبول تجمع الأحباب والأصدقاء في ليلة زفافه فهو ينتظر هذه الليلة بفارغ الصبر لم ير في هذه اللحظة إلا وجه حبيبته التي تجلس الآن في منصة الأفراح تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر كما هو الآن..أصلح نفسه واستعد للقاء العروس لم يبق له سوى أن يرى وجه الحبيبة المشتاق إليها إنها تظهر أمامه جلياً بدأت حفلة الزفاف دقت الطبول والزغاريد تسمع من بعيد لابد من ملاقاة الحبيبة. فكر كثيراً قبل أن يقدم على هذا الموضوع، بقي مدة طائلة عازباً التف حوله كثير من الأصدقاء هذه الليلة فقط أخذته الرهبة، اليوم فقط أحس بهذا الموقف لماذا الخوف؟ نهض وأصلح حاله لملاقاة الحبيبة، بالأمس اشترى كل مايحتاج من أثاث لمنزله الصغير اشترى حوائجه، اشترك مع حبيبته في كل صغيرة وكبيرة بدأ العرق يتصبب من جبينه ظل قلقاً طول جلوسه بين الأحباب، مسح العرق المتصبب بمنديل ورق أخذ من جانبه بعد أن أسدل كل ماهو ماضٍ. ظل قلقاً ضاق المكان به تماماً، نهض مسرعاً بعد أن نظر إلى ساعته لقد اقترب الزمن زمن اللقاء، راح يستعد لملاقاة عروسه بدأ قلبه يدق كطبل فارغ من محتواه، كانت دقات متسارعة هشة ليس لها معنى. الزغاريد جعلته يفقد توازنه نهض أصدقاؤه الذين بجانبه لإيصاله إلى صالة الأفراح في الخارج كان الجو مشحوناً بالقلق والخوف بكل الأشياء لايستطيع أن يفرق بين بوق سيارة أو صوت امرأة تزغرد، كان قد اتفق مع بعض أصدقائه على وضع زفة له يتحدث بها الزمن، أصدقاؤه لم يخالفوه الرأي. السيارات في الخارج بدأت بإطلاق أبواقها أصدقاؤه جهزوا سيارة للعريسين لم يبق من الوقت إلا القليل، تصبب العرق من جبينه بدأ الأصدقاء والأحباب يقبلونه «مبروك..مبروك» تخيل أشياءً كثيرة لايعرفها سابقاً..رسم صورةً لحبيبته انطلقت السيارة انطلقت بعدها الزغاريد تغامز الأصدقاء وهم ينطلقون به إلى حيث يريدرون تغير اتجاه السيارة إلى الصالة التي يقصدها قد تجاوز مكانها هو لايعلم مادبر له الأصدقاء أهي ليلة زفاف أم..؟؟ قالوا له: زفاف يتحدث عنه الزمن!! بدأ قلبه يدق كطبل أفريقي قادم لإشعال نار حرب على وشك وقوعها، كان صامتاً لايسمع سوى الهمسات التي تصدر من الأصدقاء أحس بشيء رهيب، هاهي الليلة التي انتظرها قد جاء موعدها وهاهم الأصدقاء حوله لم تسعه الدنيا.. السيارة تنطلق خارج المدينة قال أحدهم لقد تهنا الطريق استغرب العريس عرف أن هناك شيئاً يدبر له من الأصدقاء ضحك أصدقاؤه الذين في السيارة وهو يتوجس خوفاً مماقد يقع، فؤاده أصبح فارغاً وتفكيره مشتتاً حتى من الشهيق والزفير أصبح عنده الكلام مفقوداً ونفسه طائراً بدون أجنحة توسل إليهم أن يعودوا فليس وقت مزاح لكن دون جدوى. المدعوون ينتظرون العريس والسيارة تسير بسرعة جنونية ظل الموقف أكثر غموضاً تلفت يميناً وشمالاً المباني تبتعد عن المدينة والأنوار تختفي وأصدقاؤه لاينطقون بحرف واحد قال: أحدهم عسى المانع خيراً. قال: وأي خير من هذا توقفت السيارة الأرض مقفرة أمامه تذكر حبيبته وهي تجلس على كرسي الفرح بانتظار وصوله كان يسمع صوت الزغاريد وهي تنطلق بعيدة والناس يحيونه أنزله أصدقاؤه من السيارة وهو لايعرف ماذا يخططون وماذا سيحصل له تقبل الأمر بصدر رحب وماسيفرزه الواقع، مكث على الأرض يبكي وجعاً وندماً بعد أن كان قريباً ينتظر حبيبته الغائبة هناك في منصة الفرح نظر إلى الساعة كانت قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل. وتنطلق السيارة تاركةً صديقهم العريس في مكان خالٍ ليس به أنيس أو صديق وهم يقولون له: اشرب مقلب ليلة زفافك.