مبدعة امتلكت ناصية الحرف واللون فتشكلت بين أناملها لوحات جمالية تعج بالحيوية والاتقان ونصوص سريدة تنوعت بين القصة والنص المسرحي فازت نعمةعلي عبدالله مشيني - بكالوريوس فنون جميلة جامعة الحديدة- بجائزة رئيس الجمهورية للفنون التشكيلية وجائزة الإداب ، القصة للعامين 2004 - 2005م على التوالي لليتوج هذا الابداع بفوزها بجائزة رئيس الجمهورية للنص المسرحي على مستوى الجمهورية عام 1996م.. ابداع الجمهورية التقتها وكان لنا هذا الحوار:- ما الذي تعرفينه عن نعمة علي عبد الله ؟ نعمة علي عبد الله إنسانة بسيطة جداً تطربها الدعابة الطارئة وتحزنها الدمعة الحائرة في عين أي كائن حي . كيف كانت أول بداية مع الفن التشكيلي – القصة – النص المسرحي ؟ نقدر نقول أن البداية للميول نحو الكتابة أو الرسم كانت منذ الطفولة والحقيقة أنني لم أكن أرسم واشخبط على الجدران بل كنت أرسم في كراريس خاصة وأحتفظ برسوماتي مهما كانت ساذجة وكانت البداية هي رسم شخصيات كرتونية ومحاولة محاكاتها مباشرة من التلفاز ، وبدأت الرسم كفن تشكيلي يوم أن التحقت بكلية الفنون الجميلة بجامعة الحديدة سنة 2000م ومن هنا بدأت مرحلة حياتي الفنية تتبلور بشكل صحيح وواقعي وبدأت أخطو الخطوات الصحيحة نحو الفن التشكيلي . أما بالنسبة للكتابة فقد كانت عبارة عن أقاصيص ساذجة ثم انتقلت للكتابة للأطفال فشاركت بقصص قصيرة في مجلات خاصة بالأطفال محلية وخارجية ، ثم بدأت أكتب محاولات في الرواية ، وبدأت الكتابة بشكل واقعي لأتقدم بأول محاولة في مسابقة رئيس الجمهورية فرع القصة سنة 2005م ، أما بالنسبة للنص المسرحي فقد كان ضمن مقررات كلية الفنون الجميلة – تربية فنية – مادة التأليف المسرحي وكانت أول محاولة حصلت على أثرها على درجة امتياز وكانت هي أول خطوة للكتابة للمسرح ، وقد شجعني يومها أستاذي الدكتور عبود المهنا – مدرس المادة – وكانت البداية على يديه . بمن تأثرت في جانب الكتابة – الفن التشكيلي ؟ في جانب الكتابة قرأت لعدة كتاب ولم أشأ أن يتأثر أسلوبي بكاتب دون غيره ولكني وجدت لنفسي أنحازاً إلى الكاتب الخالد مصطفى المنفلوطي والأستاذ عبد الحميد السحار وفي الجانب الخاص بالمسرح الأستاذ علي أحمد باكثير . مبدعة امتلكت ناصية الحرف واللون فتشكلت بين أناملها لوحات جمالية تعج بالحيوية والاتقان ونصوص سريدة تنوعت بين القصة والنص المسرحي فازت نعمةعلي عبدالله مشيني - بكالوريوس فنون جميلة جامعة الحديدة- بجائزة رئيس الجمهورية للفنون التشكيلية وجائزة الإداب ، القصة للعامين 2004 - 2005م على التوالي لليتوج هذا الابداع بفوزها بجائزة رئيس الجمهورية للنص المسرحي على مستوى الجمهورية عام 1996م.. ابداع الجمهورية التقتها وكان لنا هذا الحوار:- أما في الفن التشكيلي فقد كان ميولي إلى المدرسة الواقعية ولم أخرج عنها وإن حاولت محاولات بسيطة في الفن التعبيري . من الذي وقف إلى جانبك وساعدك على الظهور ؟ ولو أني لا أزال دون الظهور إلا أن زوجي دائماً يقف إلى جانبي والفضل الأول والآخر بعد الله سبحانه وتعالى يرجع إليه فهو يشجعني باستمرار ويضيء الأمل في نفسي كلما أوشك أن يخبو ، كذلك جوائز رئيس الجمهورية ساعدتني كثيراً وقدمتني إلى مجتمعي الصغير الذي أعتز به ومن خلالها تعرفت إلى أساتذتي الذين رفعوني وأعطوني دفعة قوية صحيح هم قلة لكن لهم أثر كبير في نفسي أمثال الأستاذ المخرج أحمد قائد شجاع الدين والأستاذ محمد علوان والأستاذ الكبير خالد الرويشان فلهم مني كل الثناء والتقدير . ما هي الجوائز التي حصلت عليها ؟ 1. جائزة رئيس الجمهورية في الفنون التشكيلية 2004م. 2. جائزة رئيس الجمهورية في الفنون والأدب فرع القصة 2005م. 3. جائزة لجنة الاحتفالات محافظة حضرموت 2005م . 4. جائزة المؤتمر الوطني الأول للطفولة والشباب مجال النص المسرحي 2004م 5. شهادة مشاركة بيت الثقافة صنعاء معرض الخيل 2006م 6. جائزة رئيس الجمهورية في الأدب “ فرع النص المسرحي “ 2006 م على مستوى الجمهورية . ما هي العوائق التي تقف أمام مسيرتك الإبداعية ؟ في الحقيقة هناك عوائق ولكن لا يوجد شيء في الحياة يخلو من العوائق ولكني أحاول أن أتغلب على هذه العوائق وهي بالدرجة الأولى عوائق تعود لأسباب شخصية كعدم التفرغ الكافي والانغماس الكلي في ميدان الكتابة أو الفن والذي من شأنه أن يعطي الكاتب أو الفنان قفزات عالية يتخطى بها المسافات ويسابق بها الزمن . كيف يمكنك الجمع بين الأدب والفن – فن تشكيلي – قصة – مسرحية؟ من السهل أن تجمع بين شيئين ولكن من الصعب أن ننجح فيها معاً وهذا ما يواجهني فعندما أنشغل بالكتابة أضيع جانب الفن التشكيلي وعندما أهتم بالفن التشكيلي أهمل الكتابة فأظل أتأرجح بينهما وكلما نجحت في أحدهما كان ذلك النجاح على حساب الآخر. هل هناك قاسم مشترك بين الاثنين ؟ الأدب والفن هما أسمى أشكال المعرفة هذه قاعدة ومن أجمل ما قرأته في هذا الجانب هو ما قاله الكاتب الخالد مصطفى لطفي المنفلوطي ( الكاتب كالمصور كلاهما ناقل وكلاهما حاك إلا أن الأول ينقل مشاعر النفس إلى النفس والثاني ينقل مشاهد الحس إلى الحس ) من هنا نجد أن الرسالة واحدة يسعى كل من المصور أو الكاتب إلى توصيلها وفق رؤى وأساليب فنية وبقدر شفافية أحاسيسه وصدق مشاعره يتمكن من توصيل رسالته في لغة سهلة وصورة واضحة ، وقد يرسم القاص بالوصف الجيد لوحات أخاذة فيؤدي بالألفاظ ما يؤديه الرسام بالألوان وقد يستلهم الكاتب من اللوحة الفنية حكاية رائعة ، و قد يستلهم المصور من الحكاية لوحة أخاذة ، وجملة الأمر أنها مشاعر واحدة مرة تتمظهر في الصورة وأخرى في الكلمة. من أين تستقي إبداعك ؟ الإبداع هو في الأول شعور داخلي يعيش في وجدان الكاتب أو الشاعر أو الفنان حتى إذا ما نضج وأستوى في داخله بدأ يحاول الخروج ويحث صاحبه على التعبير وترجمته إلى صيغ بلاغية وصور جمالية فيخرجها للآخرين في أسلوب فني جميل وينشأ هذا الشعور من البيئة والمجتمع الذي يحيط به وكلما كانت نظرة الكاتب أو الشاعر أو الفنان صادقة استوعب ما حوله في شفافية وعمق وأستقى إلهامه وإبداعه في سخاء فالطبيعة والبيئة والمجتمع هم المورد الأصل والحقيقي للإلهام والإبداع . إذن ما هي الأشياء التي تمدك بالإبداع ؟ أشياء كثيرة منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي فالمادي مثلاً الطبيعة الخلابة من شروق وغروب وتفكر في حركة الكون لا سيما واليمن موطن خصب لكل إبداع ومن الأشياء المعنوية ما نحسه تجاه الآخرين من بؤس الحال أو الفرح والسرور أو الألم وما إلى ذلك مما يؤثر فينا ويحيي الرغبة في داخلنا للتعبير عنه وفق ما أحدثه ذلك التأثير فينا . ما الذي يستوقفك في الكتابة أو الرسم ؟ في الرسم أي منظر أجده يسترعي نظري قد يكون بسيطاً أو معقداً لكن أحياناً تحين لحظة تتجلى فيها لقطة في وجدان الفنان يرى فيها من الجمال ما لم يره من قبل فيجد نفسه يقف أمام هذا المشهد ليأسره داخل لوحته كما أسر منه الفؤاد ، وفي الكتابة تستوقفني الحياة اليومية بشكل مستمر ولكني أجد نفسي تهفو فجأة لمشهد معين أو موقف مؤثر قد يكون عابراً لا يحسه الآخرون لكنه يظل يسترعي اهتمامي حتى أدونه على الورق مثال قصة قصيرة وقعت أثناء سفري من عدن إلى تعز وأسميتها ( قلب الأم ) . ما تقييمك للمشهد الثقافي اليمني وما سر غياب الشاب الحديدي عن الساحة الأدبية ؟ المشهد الثقافي اليمني على الساحة لا أستطيع أن أصدر حكماً عليه ولكني أجده يزدهر يوماً بعد يوم أما بالنسبة لغياب الشاب الحديدي أو غيره من الشباب عن الساحة الإبداعية فربما لا يكون غائباً بالمعنى نفسه وإنما قد يرجع عدم تألقه لأسباب اجتماعية منها كثرة انشغال الشباب وعدم مقدرتهم على المزاوجه بين العمل وممارسة الهوايات الأخرى وقد يعود إلى عدم وجود الأماكن التي تحتضن هذه الثقافات وتعمل على تشجيع المبدعين . ما الذي تعنيه لك : القصة – اللوحة ؟ القصة : حياة أخرى تعيشها تحي مع شخصياتها في عالم آخر لا يعارضك فيه أحد ولا تقف دونك الصعوبات تهيم فيه ما تشاء حتى ترضي نفسك وتريح ضميرك ثم تخرج منه وتعود إلى عالمك الحقيقي وتعيش حياتك من جديد فالكاتب لا يعيش حياة واحدة بل يعيش حياة متعددة فوق حياته فهو أكثر الناس حظاً . اللوحة : عالم جميل ترحل إليه كلما أمسكت بالفرشاة والألوان وتجوس في عالمه السحري وتنسى الدنيا فهي جولة رائعة ترحل فيها الروح والمشاعر لحظات قد تكون أجمل لحظات العمر . كي تكون مبدعاً ما الذي عليك امتلاكه ؟ كي تكون مبدعاً عليك أن تمتلك شيئين الأول الموهبة والثاني الوقت . بين الفينة والفينة تظهر العديد من المبدعات على الساحة اليمنية ثم سرعان ما يتلاشين ، إلى ماذا يعود ذلك برأيك وهل يطاردك هذا الأفول ؟ بالنسبة لظهور العديد من المبدعات ثم مايلبثن أن يختفين قد يعود ذلك لأسباب منها أن الفتيات المبدعات يهجرن إبداعاتهن بمجرد أن تتزوج البنت وتدخل في عالم الأمومة وهذا منطقي لكن لا بد من الاستمرار أيضاً قد يكون السبب عائداً للفتاة نفسها فتترك موهبتها لمجرد أنها حاولت فلم تصل ويأست في أول المشوار ولم تحاول الاستمرار . بالنسبة لي أجد صعوبات وهذا لا مفر منه لكني أحاول دائماً التغلب عليها فالموهبة ثروة يجب المحافظة عليها واليأس سوسه تنخر في جوهرها لذلك أن لم نقدر أن نصل على الأقل لن نيأس من الوصول وتظل المقاولة قائمة ما دام الأمل قائماً في النفس . أين تتوقف أحلامك ؟ الحلم هو أكسجين الإبداع ، والكاتب أو الشاعر أو الفنان هو قبل كل شيء إنسان له أحلامه وتطلعاته ولا ينبغي أن تتوقف تلك الأحلام عند حد من الحدود أو مرحلة من مراحل العمر لأنها أن توقفت توقفت إبداعاته وما من إنسان مبدع يرى نهاية المكان الذي حدده لنفسه وما من إنسان مبدع يرى أنه قد وصل وأن عليه الاكتفاء أو أنه قد أكمل عملاً ما ، بل إنه يموت وهو يرى أنه لا يزال دون الذروة وأنه قادر على أن يفعل الأفضل لو مد له في الأجل ، هذه هي الأحلام وما عداها فأوهام . هل السرد أنثى حسب قول رياء أحمد ؟ في الحقيقة أنا لم أقرأ هذه المجموعة القصصية بعد ولا أدري ما الذي قصدته الكاتبة بهذا العنوان ولكن إذا كانت تقصد أن السرد من طبيعة الأنثى فهذا وارد لأن النساء يحسن السرد الإخباري وتتابع الحديث في سلاسه ويسر وهن إذ يفعلن ذلك إنما يفعلنه بطريقة عفوية دون تكلف أو مشقة ولكن الأمر يختلف حين يصبح السرد سرداً أدبياً وإن كان المعنى الذي قصدته الكاتبة هو ان السرد كالأنثى في تتابعه وسياقه فيتولد من بعضه البعض تماماً كالأنثى فهي روح تلد أرواحاً وتهب الدنيا الحياة فهذا تشبيه جميل ومؤثر والمعنى الحقيقي كما يقولون في بطن الشاعر . رسالة توجهينها إلى الشباب ؟ أود أن أوجه ثلاث رسائل قصيرة جداً إلى الشباب : الأولى : أنتم أمل الوطن وبعزيمتكم وإرادتكم تزدهر نهضة اليمن. الثانية : تقدم نحو الأمل وابدأ من حيث توقفت ولا تسمح لليأس أن يطرق بابك . الثالثة : تقدم نحو هدفك ولو حبو خير لك من أن تظل واقفاً تنتظر أن يواتيك الحظ . ما الذي يحزنك ؟ عندما يحتاج أحد إلى مساعدتي وأعجز عن مساعدته . ماذا تعني لك الدمعة ؟ لغة لا تحتاج إلى ترجمان . هل أنت انطوائية ؟ لا أحب الإنطواء وإن كنت أعشق الخلوة بالنفس . أنت متفاءلة وهل يتوقف هذا التفاؤل ؟ التفاؤل هو النطاق الذي يحيي فيه الأمل وهو بمثابة المجال الذي تسبح فيه ذرات الأمل وبقدر ما يكون التفاؤل مرناً يكون الأمل أقوى ، وقد تمر بنا لحظات يشيخ عندها التفاؤل لكنه يعود ليولد من جديد .