سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هناك كفاءات وطنية تنتظر الدعم ..والمشارگة في المؤتمرات الطبيةالدولية مهمة ممثل النمسا وأستاذ التشخيص العالمي البروفسور اليمني أحمد عبدالرحمن سلامة ل «الجمهورية»:
قبل عدة سنوات من الآن كنت لا ألبث أسمع عن طبيب يمني استقر وأسرته الصغيرة في إحدى الدول الأوروبية المتطورة طبياً وكان الحديث يدور في معظمه عن مؤهلاته وكفاءته العلمية العالية التي جعلت منه في زمن قياسي إحدى القامات الطبية الكبيرة لدرجة مكنته من إحراز مكانة تمثيل دولة مثل النمسا في العديد من المؤتمرات والمنتديات الطبية العالمية في أوروبا وأميركا والشرق الأوسط وبالرغم من أننا في اليمن كنا الأولى بتوظيف إمكاناته بالغة الأهمية كوننا شعباً يعاني حتى الثمالة من الأخطاء الطبية وفي مقدمتها أخطاء التشخيص الدقيق إلا أن هذا الطائر المهاجر يعد مفخرة وطنية باعتباره أولاً وأخيراً صنيعة يمنية في الأساس. الصدفة وحدها وليس غيرها التي قادتني للالتقاء بهذه الشخصية الطبية الكبيرة حيث كان في زيارية دورية لوالده المسن في مدينة ذمار الذي تجاوزت سني عمره ال 105سنوات وبشكل لا إرادي أقحمت نفسي معه دون مراعاة لارتباطاته الأسرية الكثيرة في هذا اللقاء المقتضب علنا نخرج بفائدة ترجى من تجارب هذا الرجل الجديرة بالاهتمام من أصحاب الاختصاص والجهات المعنية. بطاقة تعريفية الدكتور أحمد سلامة بدأنا بالتعريف عن نفسه قائلاً: أنا من مواليد مدينة ذمار عام 1926م التي أكملت فيهاالتعليم الثانوي وأديت خدمة الدفاع الوطني الذي كانت على أشدها في العام 18-2891م ثم اشتغلت لمدة سنة كاملة مترجماً للغة الإنجليزية في المستشفى الهولندي «مستشفى ذمار العام حالياً» بعدها تهيأت الظروف وتمكنت ضمن عشرة من زملائي اليمنيين للسفر إلى فيينا عاصمة النمسا لدراسة الطب سنة 1938وأكملت الدراسة في العام 1991م وبدأت الممارسة العملية والتخصص في مجال الأشعة الذي أنهيته سنة 2000م ليتسنى لي الحصول بعد سنتين أي في العام 2002م على درجة أستاذ مساعد من جامعة فيينا. عشرات الأبحاث العلمية وعن إنجازاته العلمية في مجال تخصصه وكذا مشاركاته الدولية ممثلاً لدولة النمسا يوضح الدكتور سلامة ذلك بالقول: لدي 29 بحثاً علمياً منشوراً في مجلات طبية عالمية متخصصة أوروبية وأميريكية كما شاركت في تأليف 12 كتاباً تخصصياً في مجال علم الأشعة والتشخيص وبما أنك «صحفي» يدفعك الفضول لمعرفة أكثر من ذلك فأنا عضو في كثير من الجمعيات العلمية من أهمها جمعية الأشعة العلمية الأوروبية والأمريكية وعضو شرف في جمعية الأشعة العلمية السعودية شاركت في مؤتمرات علمية تخصصية كثيرة في أوروبا وأمريكا واليابان والتي تكون عادة - أي المشاركة - لتقديم أوراق الدول والأقطار العربية منها بلادنا الحبيبة اليمن السعودية الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت. وعن العمل الطبي والأكاديمي الذي يتقلده الدكتور أحمد عبدالرحمن سلامة حالياً في دولة النمسا يقول: في الوقت الحاضر أنا أستاذ مساعد في جامعة فيينا ورئيس قسم الرنين المغناطيسي في قسم الأشعة بالمستشفى الجامعي العام والذي يعتبر من أبرز المستشفيات والمرافق الصحية في النمسا. أسباب الإقامة في الخارج لديكم قدرات علمية كبيرة ونحن كيمنيين نعتز بذلك ألا ترون أن اليمن أحق بتوظيف هذه القدرات التي نحن في أمس الحاجة إليها ومن ثم الاستقرار في بلدك الأم أنت وعائلتك. أولاً ارتباطي وأولادي أمير وطارق باليمن كبير وعميق وأنا أزور اليمن مرتين إلى ثلاث مرات سنوياً وبعض هذه الزيارات تكون علمية طبية، حيث يرافقني بعض الوفود والفرق الطبية التخصصية التي تجري عمليات جراحية متقدمة ونحن الآن بصدد الإعداد والترتيب لمؤتمر طبي واسع من المقرر أن تبدأ فعالياته أوائل العام القادم 2010م، وأعتقد أن هذا المؤتمر الذي سيعقد في العاصمة التاريخية صنعاء سيكون له مردوده الإيجابي ليس للمرضى فقط ولكن للأطباء اليمنيين المشاركين في فعاليات المؤتمر التي سيتعلمون منها الكثير ومنها طرق إجراء عمليات جراحية متطورة. الطب في اليمن كيف تقيمون المستوى الصحي في اليمن وبالذات في مجال التشخيص خاصة ونحن نعاني الأمرين من أخطاء التشخيص في المقام الأول؟ مستوى الطب في بلادنا اليمن في تقدم مستمر وفي مجال الأشعة هنالك زيادة ملحوظة في عدد المتخصصين إضافة إلى توفر أجهزة التشخيص الحديثة مثل الأشعة المقطعية بالكمبيوتر والرنين المغناطيسي وهنالك الكثير من الكفاءات اليمنية وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور عبدالكريم الزبيدي والذي اعتبره ليس صديقاً فحسب بل أستاذ تعلمت منه الكثير في الماضي وما زلت أتعلم منه في الوقت الحاضر ولكن لا بد وبالضرورة دعم هذه الكفاءات وتمكينها من المشاركة في المؤتمرات العالمية وغيرها من الوسائل التي من شأنها جعل هذه القدرات على اتصال واطلاع بكل ما هو جديد. دلالات تمثيل النمسا أنتم مثلتم دولة أوروبية مثل النمسا في عدة مؤتمرات علمية ما دلالات وأبعاد هذا التمثيل؟ في الواقع مشاركة الأطباء والمتخصصين في المؤتمرات العلمية المتخصصة دلالة على نشاطهم في مجال الأبحاث هذا أولاً أما ثانياً فهو الحرص على الإفادة من كل ما هو جديد في عالم الطب لتقديمه للمريض وكل الدول تتفاخر وتتنافس بالمشاركة بأوراق علمية والتي تنشر بدورها في كبريات المجلات العلمية التخصصية إضافة إلى إلقاء المحاضرات، ودولة النمسا لاتخرج عن هذا السياق فهي تشجع وتدعم أصحاب الإختصاص على المشاركة الإيجابية وأنا أرأس مجموعة علمية صغيرة في مجال الأمراض الباطنية والسرطان، وكثير من أعضائها من أصول عربية ولا أبالغ إذا قلت إن هذه المجموعة من أنشط الفرق في هذا القسم وتحظى بالتقدير والاحترام الواسع.. دعوة من جامعة الملك عبدالعزيز ما طبيعة زيارتكم الأخيرة للمملكة العربية السعودية؟ زيارتي الأخيرة للشقيقة السعودية ليست الأولى من نوعها بل هي الثالثة وهي زيارة علمية طبية وتمت على أساس دعوة رسمية من جامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة للمشاركة في أعمال المؤتمر السنوي الخامس للجمعية العلمية السعودية للأشعة كأستاذ محاضر من خلال إلقاء ثلاث محاضرات عن سرطان البنكرياس والتشخيص المبكر لهذا المرض الخطير.. كما كان لي الشرف للتنسيق بدعوة أساتذة آخرين من الجمعية الأوروبية للأشعة للمشاركة في هذا المؤتمر، وهذا العمل لقي الترحيب من زملائي في المملكة العربية السعودية وقد زاد هذا في تعميق العلاقة الودية والعلمية بين الجمعيتين وسوف تحل الجمعية العلمية السعودية للأشعة ضيفاً على الجمعية العلمية الأوروبية في مؤتمرها السنوي القادم في «فيينا». لا أشجع ولا أستنكر وعن مدى تشجيعه من عدمه لعمل الكفاءات الوطنية في الخارج أجاب: أنا لا أشجع ولا أستنكر عمل الكفاءات الوطنية خارج اليمن لأن ذلك مرهون بظروف عديدة شخصية وعملية وعلمية وقد التقيت بعض الاختصاصيين اليمنيين خلال المؤتمر في السعودية وكانت فرصتنا كبيرة، حيث تناقشنا كثيراً حول العديد من الجوانب ذات الاهتمام المشترك ولكن أتمنى بصدق أن يبذل المزيد من الجهد والعطاء للحفاظ على هذه الكفاءات ودعمها بكل الوسائل المتاحة.