•الكثير من متابعي الشأن الرياضي في بلادنا، هم فقط من يعرفون أن العملاق الصغير/ محمد الشمسي هو قائد منتخب الناشئين، ونجم خط منتصف فريق النادي الأهلي بتعز لكرة القدم، وأنه هو ذاته صانع العديد من الأهداف خلال مشاركاته المحدودة مع فريقه عندما كان في مصاف الدرجة الأولى. •لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون، هو أن محمد الشمسي يعد من أكثر اللاعبين هدوءاً وتأدباً في التعامل مع الغير، وأن ذلك “الوحش الكاسر” في الانقضاض على مرمى الخصم، ليس سوى حملاً وديعاً في غاية الخجل خارج المستطيل الأخضر، والأهم من كل ذلك، أنه يتمتع بعزة نفس قلَّ أن يتمتع بها الكثيرون من لاعبي كرة القدم وغيرها من الألعاب الأخرى. •لقد التقيت “الشمسي” وسألته عن أسباب غيابه عن صفوف ناديه، الذي أشغل منصباً إدارياً فيه بنظام “المنازل”، وفوجئت كثيراً عندما علمت أنه قد أصيب أثناء تواجده مع الفريق، وأن إصابته تستلزم علاجاً ليس بالغ التكاليف، لكنه ينتظر مبادرة إدارة النادي لتوفير تلك التكاليف، فعرضت عليه المساعدة بصورة شخصية، لأني لا أثق بوعود هذه الإدارة ولا بجديتها في التعامل مع هكذا قضايا. •لقد اعتذر “العملاق الصغير” بكل تأدب عن قبول ذلك العرض، مبرراً ذلك بأنه سينتظر من الإدارة موقفاً حاسماً.. لذا لم يكن مفاجئاً بالنسبة لي أن يبادر رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسي –على الرغم من تحفظاتي الكثيرة على أدائه في الاتحاد- إلى التكفل بعلاج هذا النجم المستقبلي على نفقته الخاصة، في ظل تخلي هذه الإدارة “الجاحدة” عنه، فهي إدارة لا تجيد سوى التعامل مع أبناء النادي، وفق نظرية “قصب السكر”، فما أن تأخذ منهم ما تريد، حتى تتخلى عنهم. • الحمد لله أن الشمسي لم يكن لاعب أهلي تعز فقط، وإلا لكان الآن يقود دراجة نارية طلباً للرزق، بعد أن أعاقته الإصابة عن استكمال مشواره الكروي، كما هو حال الكثيرين ممن سبقوه من لاعبي الأهلي، الذين تنكرت لهم هذه الإدارة “الجاحدة”. •أتمنى لهذا الواعد الخلوق العودة بالسلامة من رحلته العلاجية، ليكمل مشواره النجومي الواعد، في صفوف منتخباتنا الوطنية، آملاً منه أن يتجاوز هذا الموقف “المخزي” لإدارة ناديه، احتراماً وتقديراً منه للجماهير الأهلاوية الوفية، التي أحبته، ولطالما هتفت باسمه، وصفقت لأدائه. •وشكراً للعيسي.. هذه اللفتة الكريمة فقط. تبصرة: قد تطالعنا إدارة الأهلي غداً بتعقيب، تقول فيه أن موقف العيسي لم يأت سوى استجابة لمطالبتها إياه بذلك، ولأنني على يقين من عدم حدوث ذلك، فلن يقنعني سوى أن يأتي التأكيد من العيسي شخصياً، لأن حبل الكذب قصير.