لوحظ أنه وبعد أحداث 11سبتمبر 2001م بدأت تنتشر أقوال كثيرة عن عملية تطوير للثقافة وقد بدأت هذه العملية في تحديث للمناهج الدراسية في أغلب الدول العربية خصوصاً المناهة الدينية وتناولت الأقوال تحديث جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وظهرت عدة مشاريع لتحديث وتطوير الثقافة مثل مشروع الشراكة الثقافية بين أمريكا والشرق الأوسط في عام 2004م وظهر مشروع الشرق الأوسط الكبير ببرامج ثقافية للمنطقة العربية وأصبح كل المسئولين الغربيين القادمين للوطن العربي يتحدثون في المؤتمرات والندوات عن ثقافة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. رغم أن هذا الحديث ليس جديداً بل هو قديم منذ أن ذهب رفاعة الطهطاوي إلى باريس وعاد ليقوم بإنشاء دار للترجمة ودعوته إلى الاهتمام بتعليم الإناث. üإذاً فإن عملية تطوير الثقافة عملية قديمة...والسؤال هنا لماذا لم يؤتِ الاهتمام بالثقافة الثمرة المرجوة منه؟ ولماذا لم يؤد إلى نتيجة؟ السبب يعود إلى أن المرحلة التي جاءت بعد الحرب العالمية الأولى شهدت اضطراباً في تحديد الهوية ومعرفة الذات وظهر سؤال مفاجئ وغير مفهوم يقول من نحن؟ فكانت الإجابات مختلفة.. ثم استمر الضياع الثقافي عندما حكم الفكر القومي العالم العربي واعتبر أن المنطقة وجماهير الناس يشكلون أمة عربية بالمعنى التابع للغرب من ألمان وفرنسيين وغيرهم بشكل متنكر للدين الإسلامي وعدم اعتبار الدين الإسلامي مقوماً من مقومات بناء هذه الأمة.. واستمر التنكر للدين في المرحلة الاشتراكية لمصر وغيرها واعتبارهم أن الدين الإسلامي يغذي الخرافة والوهم والتأخر حسب زعمهم في ذلك الوقت من مثقفين. üالخلاصة أن الخطأ تركز في كل المعالجات الثقافية السابقة التي تلت الحرب العالمية الأولى وفي أنها لم تجب الإجابة الصحيحة على سؤال..من نحن؟ في الحقيقة نحن أمة إسلامية يلعب الدين الإسلامي دوراً محورياً ورئيسياً في بناء عاداتها وتقاليدها واخلاقها وأفكارها..الخ وقد كان التنكر لتلك الحقائق هو السبب في فشل المعالجات الثقافية ويظهر أن هذا الخطأ سوف يستمر لأنهم يتحدثون الآن عن الشرق الأوسط الكبير والصغير وكأنهم يتحدثون عن أفراد متفرقون ومتناقضون ونسوا أن هذه المنطقة تسكنها أمة عريقة هي الأمة الإسلامية وأن الدين الإسلامي هو أساس ماضيها وحاضرها ومستقبلها وهذا ما تؤكده حقائق التاريخ والجغرافية.