من الضروري إحاطة الشخص المعاق ذهنياً بالمحبة والرعاية والدعم وصولاً إلى تعليمه والنهوض بقدراته الذهنية حتى يخرج مالديه من طاقات إبداعية وإنتاجية تساعده في عملية الدمج والتقبل المجتمعي له.. فالحكومة تولي هذه الشريحة اهتماماً بالغاً، كما أنها خصصت برامج لرعايتها وتأهيلها..ويجب علينا عدم تقريع المعاق ذهنياً ومعاملته بقسوة وشدة لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تحطيم شخصيته بدلاً من تنميتها ومن الضروري أيضاً الابتعاد عن الألفاظ الجارحة التي من الممكن أن توجه للمعاق ذهنياً. كما يجب على المنظمات والجمعيات إشراك المعاقين ذهنياً في النشاطات الاجتماعية وعدم عزلهم عن بيئتهم ومجتمعهم نظراً لما لذلك من آثار غاية في السلبية على المعاقين وأسرهم حيث إن للأسرة في تقبل المجتمع لطفلها المعاق ذهنياً دوراً كبيراً ومؤثراً وتؤجر عليه يوم القيامة. وفي هذا الجانب يتضح لنا جلياً الجهود التي تبذلها جمعية ومدرسة الأمل لرعاية المعاقين ذهنياً بمحافظة تعز والتي تعد الأولى في الجمهورية تقدم خدمات لمثل هذه الشريحة.. شريحة تستحق الرعاية ٭ الأستاذ.حمود خالد الصوفي - محافظ محافظة تعز خلال افتتاحه المبنى الجديد للمدرسة عبر عن تقديره للمبادرات الإنسانية الرائعة للصندوق الاجتماعي للتنمية في إنشاء مبنى مركز ومدرسة الأمل للمعاقين ذهنياً بتعز والذي يعتبر الأول على مستوى محافظات الجمهورية.. منوهاً إلى أنه يستوعب شريحة تستحق فعلاً الرعاية من الجميع.. وأضاف الأخ المحافظ أن هذه الشريحة مدعومة بتشريعات البرامج سواءً كانت برامج الحكومة أو البرنامج الانتخابي الرئاسي ولكن نرى أن بعض الجهات تتباطأ في التنفيذ نتيجة عدم وجود آلية صحيحة تحقق ماورد في هذه البرامج ولكن الصندوق الاجتماعي في إنشائه هذا المنجز يبعث فينا الحافز على أن نبادر في استكمال البنية الأساسية لتأهيل المعاقين. اعتماد خمس درجات وظيفية وأشار المحافظ الصوفي إلى ضرورة توفير المقومات المادية والفنية من مدرسين ومناهج لهذا المركز حتى يقوم بدوره.. وقال المحافظ: من ناحيتنا وجهنا مكتب الخدمة المدنية بسرعة اعتماد خمس درجات وسندرس بقية الاحتياجات وسنواصل دعم هذا المرفق حتى يؤدي واجبه على أكمل وجه. من جانبها تحدثت الدكتورة.خديجة السياغي - رئيسة جمعية الأمل لرعاية المعاقين ذهنياً وقالت: تم انشاء مبنى المدرسة على نفقة الصندوق الاجتماعي للتنمية حيث حصلت جمعية الأمل لتأهيل المعاقين ذهنياً بتعز على قطعة أرض خلال فترة.. مدير التربية الأسبق حسين حازب الذي منحنا إياها من حصة مكتب التربية بتعز وتتكون المدرسة من 12فصلاً بالاضافة إلى ورشة النجارة وقسم التدريب المنزلي والعلاج الطبيعي والأشغال اليدوية ويعمل في المدرسة 51كادراً تربوياً 43منهم يعملون بالمكافأة ويقوم صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بتحمل النفقات التشغيلية للجمعية. 1200طفل منتسب بلغ عدد الأطفال الملتحقين والمنتسبين للجمعية 1200طفل وطفلة منهم 240طالباً وطالبة ملتحقون ومنتظمون في الدراسة حيث يتلقون برامج خاصة في التعلم والتأهيل وتعديل السلوك وتعلم مهارات الحياة اليومية. كما تضم المدرسة قسماً جديداً هو قسم التوحد وفيه خمس حالات ويعتبر التوحد من الحالات التي يصعب التعامل معها والتي تحتاج إلى فريق متكامل واخصائين حتى يتعاملوا مع هذه الحالات. خطط مستقبلية وعن مشاريع الجمعية وخططها المستقبلية قالت رئيسة الجمعية: خلال الفترة القادمة سنعمل على نظام الاحالة وهو التعليم الفردي واحالة كل طفل إلى الجهة المختصة بحسب احتياجه، فالحالات التي تحتاج إلى تدريب نطق سوف نحيلها إلى مدرب نطق والذي يحتاج إلى برنامج علاجي في السلوك سنحيله إلى الاخصائي لتعديل السلوك والذي سيحتاج إلى علاج طبي سنحيله إلى المستشفيات التي تعاقدنا معها، كما ندرب الأسر على كيفية التعامل مع أطفالها وعلى نظام معين تتبعه الأسرة بحيث يكون هناك برنامج تكاملي بين كل جهات الاختصاص بحسب مايحتاجه الطفل في البرنامج المعد له.. وهناك أطفال وصلوا إلى الصف السادس الأساسي واستطاعوا القراءة والكتابة والحساب وأصبحت لديهم مهارات في السلوك التكيفي وأصبحوا نافعين في المجتمع ولدينا حالة تدربت في الجمعية وكانت تعاني من شلل دماغي وهي الآن موظفة في المركز. تدبير منزلي كما أننا سنفتتح قسماً جديداً وهو التدبير المنزلي وسوف ندرب الملتحقات على التدبير المنزلي ولدينا خطط كثيرة ولكن الضغط الكبير الذي تتحمله الجمعية نتيجة ضغوط بعض الأهالي لمعرفتهم أن الأطفال المنتسبين للجمعية اكتسبوا مهارات وسلوكاً ايجابياً فحضر أولياء الأمور إلى الجمعية لتسجيل أطفالهم مما سبب لنا ازدحاماً في القبول فجعلنا هذه الحالات انتظار في المنازل لدرجة أننا فكرنا بانشاء عدد من الهناجر واستيعاب طلاب الانتظار للعام القادم كما أننا نرغب بإنشاء الدور الثالث للمدرسة حتى يتم استيعاب عدد كبير من الطلاب. دعم لمنتسبي الجمعية وعن الأطفال المعاقين المنتسبين للجمعية أوضحت الدكتورة.خديجة أن الجمعية تعطي الأطفال المنتسبين علاجات كلاً حسب مرضه ويتم منح بعضهم كراسي متحركة كما تمنحهم مساعدات بالاضافة إلى تدريب أسر الأطفال على كيفية التعامل مع أطفالهم المعاقين. تخفيف أعباء الأسر وتضيف رئيسة الجمعية: أن تأهيل أطفال هذه الشريحة يعد أهم من الشرائح الأخرى لأن طفلاً واحداً معاقاً يشكل عبئاً كبيراً على الأسرة ويعيق الأم عن الاهتمام ببقية أفراد الأسرة ويؤثر على حياة الأسرة ونحن ندرب الطفل على اكتساب مهارات السلوك التكيفي واكسابه ذلك انجاز كبير جداً. جهود مضنية من الواضح أن الكادر التربوي الذي يعمل في المدرسة يبذل جهوداً مضنية لاكساب هذه الشريحة مهارات حياتية. ورغم أن معظم الكادر من مربيات ومعلمات ومشرفات لم يتم منحهن درجات وظيفية بعد أن امضين من ثلاث سنوات إلى تسع سنوات وقد اكتسبن خبرات ومهارات في التعامل مع هؤلاء الطلاب أضحى لابد من ايجاد حلول مناسبة لهن. عن العوائق التي تواجه المعلمات وطبيعة عملهن في المركز والمدرسة التقينا عدداً من المعلمات. خبرات ومهارات المعلمة سيناء عبده أحمد العواجي «تخصص علم اجتماع» تعمل منذ افتتاح المدرسة وهي حالياً مشرفة ومربية صف خامس وتدرس مواد اللغة العربية والقرآن والإسلامية قالت: الطلاب المعاقون يتعلمون ببطء ولكن بحكم الخبرة التي اكتسبتها المدرسات من خلال بعض الدورات والتعامل اليومي معهم استطعنا اكسابهم بعض المهارات وتعليمهم بعض الدروس لأن المنهج الدراسي ندرسه للطلاب على مرحلتين دراسيتين وعن أهم المعوقات قالت: أهم المعوقات التي تواجهنا: عدم تواصل أولياء الأمور مع المدرسة أو المربيات وهو مايجعل العملية صعبة جداً. 9 سنوات ومازالت متعاقدة ايفاق ناصر محمد الأبيض تخصص علوم قرآن تعمل منذ تسع سنوات في المدرسة بالتعاقد أشارت إلى انها كانت تعلم طلاب التمهيدي بعض المهارات بالاضافة إلى العلوم والحساب وتضيف: أن أهم شيء يجب أن يتعلمه طلاب التمهيدي هي المهارات. عوائق وأكدت ايفاق أن العوائق التي تعاني منها المدرسة هي زيادة عدد الطلاب في الفصول حيث يصل الطلاب في الشعبة الواحدة إلى 81 طالباً وهو مايمثل عبئاً كبيراً على المعلمة بحيث لاتستطيع أن تعلم هذا العدد من الطلاب في وقت محدد خاصة أن فهمهم بطيء جداً وتمنت الأستاذة ايفاق ان تحظى هي وزميلاتها بدرجات وظيفية بعد الفترة الطويلة التي عملن فيها بالمدرسة مع هذه الشريحة خاصة انهن أصبحن اليوم يمتلكن الخبرة في التعامل مع الأطفال المعاقين. مهارات عالية نبيهة عبدالعزيز نعمان - مدربة المشغولات اليدوية اشارت من جانبها إلى أن التعامل مع هذه الشريحة يتطلب مهارات عالية وقوة تحمل وصبراً لأن الأطفال يكون سلوكهم غير منتظم وغير تكيفي. وتضيف نبيهة أن بعض الطلاب لديهم الرغبة في تعلم المشغولات اليدوية لكن يريدون استمرارية في التدريب والتأهيل وقالت الأستاذة نبيهة: أعمل في المدرسة منذ تأسيسها ونبذل قصارى جهدنا حتى نرى هؤلاء الأطفال قد اكتسبوا مهارات تفيدهم في الحياة. كوادر كفؤة نظراً لتحسن سلوك الطلاب الملتحقين في مدرسة الأمل للمعاقين ذهنياً بتعز وهو مالمسه أولياء الأمور في سلوك وتصرفات أبنائهم عكس صورة طيبة عن اداء وقدرة الكادر التربوي في المدرسة.. ففي هذا الجانب عبر عدد من أولياء الأمور عن مدى تحسن ابنائهم، فقد التقينا الأخ محمود عبده حيدر ولي أمر أحد الطلبة والذي قال: كان طفلي يعاني من حركات سريعة وعشوائية وقد قفز من ارتفاع طابقين مماأصابه بأضرار وبعد أن الحقته بالمدرسة واستمر في تناول العلاج هدأ وخفت حركاته وأصبحت نوعاً ما متزنة واستطاع أن يميز بين الصور. الأخ لطفي محمد أحمد عبده والد الطفل فؤاد «15 عاماً» اعاقته ذهنية قال: كان يعاني ابني من خمول وبطيء الحركة وبعد أن الحقته في مدرسة الأمل بتعز تحسنت حركاته وأصبح سلوكه جميلاً والآن بدأت أعلمه الخياطة فهو يقعد على الماكينة ويتعلم ومرة بعد أخرى إن شاء الله يتحسن. اكتسبت مهنة النجارة طفت مع زميلي المصور عادل العريقي بين الطلاب وتعرفنا على بعضهم وسألتهم عن طبيعة دراستهم وكيف سيقضون العطلة الصيفية حيث حدثنا محمد حسن أحمد في الصف الخامس وهو يعاني من بطء في الفهم وقال: لقد تعلمت النجارة في ورشة المدرسة وأنا الآن مساعد نجار وبمقدورنا صناعة دواليب وغيرها وأضاف الآن في العطلة الصيفية سوف أبحث عن عمل في أي مكان وسأعود للدراسة العام القادم. أما عمر حسن علي في الصف الرابع فقال: أنا أساعد والدي في المكتبة وأظل أعمل معه حتى نذهب إلى المنزل.