لأنكم وحدكم من تستطيعون أن تضحكوا حين حزنكم.. لأنكم تملكون السلطة على ذواتكم ورغباتكم..لأنكم حين تشعرون بالملل من شاهق البُنيان تستطيعون أن تذهبوا بخيالكم إلى العالم الذي تريدون؛ترويحاً عن النفس للحظة فقط.. ولأنك أيها الإنسان الرائع تستطيع أن تخرج من مرضك العضوي والنفسي في لحظات.. فقط إن أردت ذلك.. فيالعمق الليل، ويالسحره البديع، ويالروعة الأجواء فيه، يالجماله حين تتآزر القلوب والأجساد وتصعد أعالي الجبال والتلال لتتمكن من مراقبة طفل الليل،الذي بدأت عيناه تنعسان ومن كل جانب يحيط به الوسن. فرغم وحشة الظلام إلا أنكم ستشعرون بلذيذ ذاك الخوف.. رغم جمال المكان والنجوم إلا أنكم من سحرهم ستعلقون أعينكم دقائق عندها.. رغم تعكر الأرواح إلا أنكم في محالك الأرواح الصافية الهادئة ستولجون.. وبما أن السماء الزرقاء قد تغير لونها كون الليل بها قد حل.. ستشعرون بلذيذ ذاك الخوف، وبالنسمات الباردة التي ستداعب وجناتكم وتدغدغ في سلاسة قلوبكم وتجعل من بواطن أيديكم شمساً أخرى تدفئكم لشدة هذا البرد الزمهرير، ومعطفاً شتوياً يعانقكم ويحتويكم والحب ومن تحبوه في أسطورة الوجود. أنتم الآن .. تشعرون وتتنسمون نسمات الهواء البارد العليل.. أنتم الآن ترتجفون وترتجفون لشدة ماتجدون من عذوبة وقسوة البرد.. أنتم الآن تشردون في تلك السماء وتشردون وتشردون .. فأحبوا الحياة والليل والهواء والسماء وأحبوا الأنام،لأن الحب يجعلكم تنظرون إلى الحياة من كل اتجاه. فلتصمتوا .. فها هو الليل يحدثكم ويغني معكم.. فتاتي .. مازلت على الحب صغيرة مازلت على الحب صغيرة ولتتحدثوا إلى كل شيء.. إلى هذا الحائط أو ذاك أو فنجان القهوة الذي تمسكون عندما يشتد عليكم البرد في بداية كل ليل.. انظروا فهو في أيديكم.. تحسّون دفء فنجان في أيديكم فلازال..!!