سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وجدان مفرغ منها.. كثير من النقاد والمثقفين والتربويين يؤكدون أن دور المناهج التعليمية قاصر في تعزيز روح الانتماء وغرس مفاهيم وقيم الوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية وحب الوطن في نفوس النشء والشباب..
المناهج التعليمية تمثل الثقافة المشتركة غير الاختيارية بين جميع أفراد الشعب بعكس المؤثرات والوسائل الأخرى الممثلة في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع الذي يحدده الفرد بذاته غالباً حسب ميوله وتوجهه ورغباته ولأن المناهج كذلك فالمهام المناطة بها والمحمولة على عاتقها إذ إنها تختزل في طياتها مسافات زمنية طويلة وخصوصاً في ترسيخ القيم ذات العلاقة بالمبدأ الوطني في نفوس الشباب والنشء والأجيال عموماً وحول ذلك نتساءل عن الدور الذي تلعبه المناهج سواء في المدارس أو الجامعات في ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية وتعزيز فيمها في نفوس الأجيال شباباً ونشئاً وبعد نقاش حول هذا السؤال وهذا الدور مع المختصين من ذوي العلاقة تربويين وإعلاميين ومثقفين خرجنا بالحصيلة التالية.. توجيه الناشئة في البداية تحدث التربوي حمود عبدالله حول هذا الدور قائلاً: المناهج التعليمية هي حلقة الوصل بين التربية كفلسفة وأطر نظرية وفكرية تبنى على أسس قيمية واجتماعية وثقافية ونفسية ومعرفية وبين التعليم بوصفه الجانب التطبيقي الذي من خلاله يمكن أن يتحقق مايسمى بالأهداف التربوية التي تعرف على أنها توجيه الناشئة نحو السلوك المرغوب وذلك لتحقيق تكيف الفرد مع ذاته ومحيطه وتكوين مايسمى بالمواطنة الصالحة، كما أن المناهج تمثل الثقافة المشتركة غير الاختيارية بين جميع أفراد الشعب على عكس المؤثرات والمتغيرات الأخرى المتمثلة في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع الذي غالباً مايحدده الفرد بذاته حسب توجهه وميوله ورغباته. ومن هنا ينبغي أن تحرص القيادة التربوية أن تجعل من هذه المادة المشتركة مادة كافية لغرس مبادئ الوحدة الوطنية وتجذير الولاء الوطني،وأن تتضمن المناهج جرعة متكاملة لتحصين أبناء الوطن من الانجرار نحو تغليب النزعات الطائفية والقبلية والمناطقية. تناقض الأفكار أما عن واقع المناهج فيما يخص ترسيخ مبادئ وقيم الوحدة فأقول ومن خلال تجربتي المتواضعة في العمل التربوي إن مقررات اللغة العربية والاجتماعيات لم تضمن القدر الكافي من المحتوى المعرفي الذي يركز على تلك الجوانب،وإن تلك المقررات،تنازعتها أفكار جديدة اجتهد على الاهتمام بها كمواز لقضايا الوحدة الوطنية،وذلك مثل قضايا حقوق الإنسان والقضايا الاجتماعية والسكانية وغيرها من الأفكار والرؤى التي جلبتها موجة الحركة الفكرية،ونحن لانعارض الاهتمام بمثل تلك القضايا ولكن نرى أن التوازن بين الأفكار لايعني المساواة النسبية في الاهتمام،بل التوازن أن يحظى كل جانب بما يتواءم مع أهميته ومع مايؤمل ويرجى منه، وكم هو الفرق كبير. الوعي الوطني والاعتزاز بالهوية بدوره تحدث التربوي والمثقف، الأمين المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أحمد ناجي قائلاً: إن المناهج الدراسية سواء المدرسية أو الجامعية إذا ما أدت دورها في ترسيخ الهوية الوطنية بالنسبة للشباب والناشئة فلايمكن أن تبرز مشكلات كهذه التي نراها الآن ولايمكن أن يبرز النفس الذي يدعو إلى شق وحدة الوطن وزعزعة السلم الاجتماعي.. نحن هنا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كنا مشاركين دوماً في كل الفعاليات التي تؤكد تعزيز دور التربية في إنعاش الوعي الوطني وفي إنعاش الوعي بالهوية الوطنية.. أعتقد أن مادة التربية الوطنية لم تعد بتلك الأهمية التي كنا نعرفها في السبعينيات والستينيات من القرن الماضي، لم تعد بذلك المحتوى الذي يعزز في الناس بُعد الهوية ولابد من مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في صياغة المنهج المدرسي عموماً الذي يعزز في الناس معنى الانتباه ولدينا دراسة مكثفة حول بُعد الهوية وأهمية تنشئة الشباب على الهوية الثقافية مستحضرين فيها كل الدلالات التربوية والتعليمية المطلوبة في اتجاه الإنجاز لمنهج مدرسي يواكب يمن الثاني والعشرين من مايو، يواكب التطور التاريخي الذي نعيشه الآن تحديداً.. نقول إن هذه ليست مهمة الأدباء وحدهم فقط ولكنها مهمة التربويين ومهمة العلماء ومهمة الباحثين ومهمة المسجد ومهمة الأسرة ومهمة كل تشكيلات المجتمع عموماً، كيف يمكن أن تتضافر جهود هذه المؤسسات في اتجاه إنجاز منهج يعزز الهوية الوطنية ويكرس للسلم الاجتماعي ويدفع باليمنيين قدماً إلى الأمام،هذا مانريده تماماً وهي رسالتنا الدائمة والمتكررة، إشكاليتنا في الأساس إشكالية تربوية تعليمية،إشكالية ثقافية أيضاً لأننا منذ سنوات أهملنا هذا الموضوع وفي هذه المرحلة ندفع ثمن الإهمال المتزايد والمتعاظم أعتقد بأن رسالتنا الآن هي التنبيه إلى خطر إهمال عنصر الهوية وبناء الشخصية الوطنية على صعيد بنية المنهج المدرسي ووخطر تقاعس مؤسساتنا التربوية والتعليمية عن إنجاز هذه المهمة التي نعتقد أنها جليلة وكبيرة وعظيمة جداً.. غرس القيم الوطنية الناقد سلطان عزعزي : تُعد المناهج التعليمية إحدى الوسائل والأدوات الرئيسية في غرس القيم الوطنية في أذهان النشء والشباب والأجيال وعلى رأس هذه القيم الوحدة الوطنية، كون العملية التعليمية تهدف إلى غرس القيم التعليمية التي تربط الإنسان بعالمه وتقوم بإعداد ذهنه وتفكيره بالمعارف المختلفة سواء منها العلمية أو التاريخية أو الجغرافية أو الاجتماعية والوطنية والإنسانية وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال مناهج تُعد لهذا الغرض والمنهج التعليمي في المقدمة منها، كونه يرافق النمو الذهني والعقلي في مرحلته الأولى والتي يعد الشباب والنشء هم الشريحة الهامة في هذا الاستهداف لكونهم لم يعاصروا بعض التحولات والعمليات الاجتماعية والوطنية التي هي تعد التاريخ الفعلي لبيئة وجودهم وبيئة آبائهم وأجدادهم ،وتعد قضية القيم الوطنية ومنها الوحدة اليمنية هي أحد العلامات والمحطات المهمة التي أنجزها الشعب اليمني في التاريخ المعاصر وهي أحد المكونات الرئيسية لهوية الإنسان اليمني. إن المنهج التعليمي هو المخصب الأساس للذهن والذاكرة اليمنية إزاء تمسكها بقيم الوحدة الوطنية وهو مسئول عن ترسيخها وتنميتها في وعي وعقول الأجيال، ولكن السؤال الأهم في تقديري هو إلى أي مدى استطاعت المناهج التعليمية الآن أن تغرس هذه القيم الوطنية الكبرى في ذهن الناشئة والشباب..؟! إننا بحاجة إلى الوقوف بالتقييم إزاء ما نقدمه في كتب التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية ،وكذا الطرق والوسائل لتقديم هذه القضية وأيضاً عن الكادر الذي يُدرس هذه المواد الهامة.. تعزيز المفاهيم الاستاذ الجامعي والباحث إبراهيم طلحة يفترض في المناهج التعليمية أن تعمل على تعزيز المفاهيم الوطنية لترسيخ القيم ذات العلاقة بالمبدأ الوطني. إن مناهجنا تفتقر إلى مقومات المعرفة الوجدانية، التي توجه سلوكيات الأفراد والجماعات إلى ميادين العمل ومضامير الإنجاز، ابناؤنا يلوذون بمصادر المعرفة البديلة التي لاتخلو من الأخطار، ولابد أن تضطلع الجهات المسئولة بأدوارها الحقيقية لإعادة الاعتبار للقيم المفقودة. ترسيخ مبادئ وقيم الوحدة من جهته يقول الاستاذ التربوي محمد الطماح: إن الوحدة اليمنية أعظم منجز تحقق للشعب اليمني في تاريخه المعاصر وستبقى عيد الأعياد وتاج الانتصارات اليمنية على مر العصور، وعن دور المناهج التعليمية في ترسيخ مبادئ وقيم الوحدة اليمنية في نفوس الشباب والناشئة والأجيال، طبعاً لابد لمعدي المناهج التعليمية من استراتيجية في إظهار هذا الحدث العظيم وذلك من خلال المواضيع المختلفة المتناثرة في المقررات التعليمية لكي تترسخ في نفوس الناشئة هذه المبادئ والقيم وتسمو في معانيها وتصبح من المسلمات التي لا نقاش فيها والنشيد الوطني الذي يردد كل صباح في كل المدارس مثال واضح لغرس معاني الوطنية وروح الوحدة والتماسك وبقاء وحدتنا خالدة لا خيار لنا سواها فهي رمز عزتنا وعنوان حضارتنا وستبقى كذلك إلى الأبد وهذا ما يجب أن تقوله مناهجنا التعليمية في المراحل الدنيا أو العليا. الانتماء للوطن وللاستاذ الجامعي محمد محسن رأي حول هذا الدور مؤداه: مما لاشك فيه أن للمناهج التعليمية إسهاماً في ترسيخ المبادئ والقيم التي تعزز من انتماء الشباب والناشئة إلى وطنهم، وأهم من ذلك إيجاد الأدوات، والآليات والاجراءات السليمة، ونضرب مثلاً بذلك أنه ومن خلال المتابعة للندوات والمؤتمرات التي عقدت خلال الثلاث أو الأربع سنوات الماضية، كلها توصي بإدخال مصطلحات ومفاهيم حقوق الإنسان ،والحرية، والعدالة والبيئة والثقافة السكانية و...الخ ضمن المناهج التربوية، وحيال ذلك سبق وان تساءلت في إحدى المقالات بعد الإشارة إلى ماسبق، هل الذين يطرحون تلك التوصيات مدركون لما يطرحونه، وهل لديهم تصور للآليات التي على ضوئها سيتم تطبيقها في الواقع، ثم تساءلت مشفقاً على الجهات المعنية ومن بينها مركز التطوير التربوي، كيف يستلقفون تلك التوصيات، وأين سيتم وضعها وفي أي سنة دراسية «الأساسية ،الثانوية....الخ» أما بالنسبة للجامعة فهل ننتقل إلى نسقٍ آخر من التعليم والمناهج لم تعد تقتصر على المقرر«الكتاب أو الملزمة» هناك روزنامة من المنهج أهمها الطرائق والأساليب التي يتم بها تدريس المقررات وتكون مساحة الحرية الأكاديمية أوسع والتواصل مع المجتمع أكثر تشابكاً بما فيه المجتمع السياسي والثقافي ومدارك الشباب أو الناشئة أكثر إدراكاً لتعدد وسائل المعرفة والبيئة المحيطة به «الداخلية والخارجية».