نظمت الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية بتعز صباح أمس مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ومدراء عموم المكاتب التنفيذية. وجابت المسيرة التي نظمت تحت شعار«الوحدة اليمنية صمام أمان لأبناء الوطن» شوارع مدينة تعز وحطت رحالها في ملعب الشهداء الذي ألقيت فيه عدد من الكلمات الخطابية المعبرة عن مكانة الوحدة في نفوس أبناء محافظة تعز. حيث ألقى حمود خالد الصوفي محافظ المحافظة كلمة قال فيها إن الجماهير التي خرجت بقوافل حاشدة من مختلف مديريات المحافظة متوشحة بوشاح الثاني والعشرين من مايو معلنة وقوفها مع الوحدة ضد أصحاب الدعوات الانهزامية التي لفظها الشعب في العام 1990م يوم أن أعلن وحدته. وأضاف المحافظ إن تعز اليوم تنبذ من يتربص بالوطن ووحدته وديمقراطيته التي تحاك ضدها الدسائس من أولئك العصاة الذين سقط تاريخهم التشطيري وشموليتهم ووجدوا لهم أبواقاً إعلامية رخيصة تروج لمشروعهم الانهزامي، ناسين أن الشعب اليمني رفض أن تعود عجلة الزمان إلى الوراء. ورحب الصوفي بأبناء تعز من الريف والحضر، ومن المديريات البعيدة الذين تحملوا أعباء السفر ليشاركوا اخوانهم في مختلف أصقاع المحافظة دعوة الوقوف مع الوحدة ومنجزاتها، معتمدين على تاريخهم النضالي الكبير الذي وقف صلباً ضد الأشباح المتهالكة المتحطمة على جدران الوحدة الصلبة. ولم ينس المحافظ أن يبعث برسالة إلى مراسلي قناة الجزيرة الذين كانوا حاضرين لتغطية المسيرة مخاطباً إياهم بقوله.. إذا أرادت الجزيرة أن تحافظ على احترامها عند مشاهديها فعليها تبني قضايا الجماهير الوحدوية، وألا تهلك نفسها ومراسليها في تتبع المهزومين من طالبي الفرقة والفتن. واختتم كلمته قائلاً.. لاخوف على الوحدة.. فللوحدة رجال يضحون من أجلها. وكانت المسيرة قد شهدت عدداً من الكلمات من القاضي أحمد بن محمد المجاهد عن العلماء، والأستاذ فهد صالح اليافعي عن الأحزاب والتنظيمات السياسية بالمحافظة، وعن المرأة كانت الدكتورة سوسن الحضرمي حاضرة بكلمتها، فيما ألقى محمد لطيف كلمة منظمات المجتمع المدني بتعز.. وأكدت الكلمات في مجملها عن أهمية الوحدة الوطنية في حماية الأوطان من المؤامرات الخارجية، وحاجة المجتمعات للازدهار والتقدم لاتتم إلا في ظل الوحدة والتكاتف وليس في ظل التشرذم والتفتت.. كما أشارت الكلمات بالانجازات الديمقراطية التي شهدها الوطن في ظل الوحدة.. وبما تحقق للمرأة اليمنية منذ الثاني والعشرين من مايو1990م، مطالبين بضرورة أن تقف الدولة ممثلة بأجهزتها القضائية ضد من تسول له نفسه النيل من وحدة الشعب، واشاعة الفتنة والكراهية بين صفوف أبنائه. مشيدين بالدور النضالي والرصيد التاريخي الذي لعبته وتلعبه مدينة تعز عبر مراحل اليمن التاريخية المختلفة في ترسيخ وحدة الأمة اليمنية والدفاع عن ثورتها وجمهوريتهاووحدتها. كما شهدت المسيرة عدداً من القصائد الوطنية المحتفية بالوحدة اليمنية ومارافقها من انجازات من الدكتور محمد الريمي والأستاذ رضوان الأسودي وعدد من الشعراء. وفي ختام المسيرة الجماهيرية الحاشدة أصدرت الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمشائخ والأعيان ومختلف الشرائح الاجتماعية بمحافظة تعز بياناً أكدوا فيه أن أبناء تعز يخرجون اليوم بهذا الحشد الكبير ليعبروا عن رأيهم في رفض كل تلك التخرصات التي يتقيأ بها أولئك المتطاولون على المنجز العظيم. وأكد البيان أن أبناء تعز سيظلون كما عهده الوطن عبر مراحله التاريخية، مناراً للثورة اليمنية والنضال لتحقيق الوحدة المباركة والحفاظ عليها، مجددين عهدهم للشهداء الأبرار في حماية الوحدة والوطن بالأرواح والأموال، واقفين ضد كل من يتمترس وراء الخيانة والعمالة. وحذر البيان من أن أية انتكاسة سلبية على الوحدة اليمنية ستؤدي إلى مخاطر جمة على الوطن وأبنائه، ولذلك فإن حمايتها واجب ديني شرعي على كل يمني لأن المساس بالوحدة يعتبر مساساً بالحياة والكرامة. وأشار البيان إلى أن الوطن تخلص من الانشطار والتمزق، ولايوجد اليوم مواطن شريف يقبل على نفسه أن يعود إلى زمن الحرمان والحقب الظلامية السابقة. واستعرض البيان الانجازات والمكتسبات الديمقراطية التي حققتها الوحدة اليمنية والتحولات الحضارية التي شهدتها منذ ولادتها، وطالب بناءً على ذلك من أبناء اليمن الشرفاء الدفاع عن الوحدة بالغالي والنفيس باعتبارها حياة اليمنيين التي لايستطيع أي متوهم أن يغتالها ويعيد التاريخ إلى ماقبل الثاني والعشرين من مايو1990م.