في الثمانينيات من القرن الماضي وبينما كنا طلاباً نتنقل ب 8 مراحل في التعليم العام عرفنا مدينة ذمار في كونها مدينة صغيرة لاتحمل بين جنباتها سوى ذلك الخط الاسفلتي اليتيم القادم من العاصمة صنعاء والذي يفصلها إلى نصفين شرقي وغربي ومنه يتفرع خطان رئيسيان أحدهما يفضي إلى محافظة البيضاء والآخر جنوباً إلى محافظة إب وحسب.. أما أحياء المدينة بشوارعها الرئيسية والفرعية وأزقتها الممتدة والمتداخلة شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً فلم تكن سوى صفحة من التراب والتعرجات والتضاريس الصعبة التي تتحول في موسم الأمطار إلى مساحات شاسعة من الأوحال التي لاتنتهي ولذلك كنا نتسابق على اقتناء الأحذية البلاستيكية الطويلة التي ترتفع إلى ماتحت الركبة كونها الأسلوب الأمثل لتفادي هذا الوحل قدر الإمكان ولايهمنا كأطفال حينها الرائحة التي تزكم الأنوف المنبعثة منها لأن كل مانصبو إليه هو تلك النشوة التي نحس بها ونحن نرتديها أمام أقراننا في الفصل الدراسي ناهيك عن امتداد استخدامها حتى في فصل الشتاء لمواجهة وحل من نوع آخر يثبت حضوره على مدار العام بسبب طفح البيارات وهذه الصورة السيئة طبعاً كانت قبل إنشاء شبكة الصرف الصحي الحديثة التي أعادت إلى المدينة رونقها الجميل ورائحتها الزكية. المهم أن هذه الأحذية وذلك الوحل لم يعد ماثلاً أمامنا في الوقت الراهن حتى أن أجيال الوحدة المباركة لم تعرف عن ذلك شيئاً إلا من خلال أحاديث الآباء والفضل في ذلك يعود لتلك البنية التحتية المتماسكة والتحول الكبير وغير المسبوق الذي شهدته المحافظة وعاصمتها ومن أبرزها شبكة الطرقات التي ربطت أوصال المديريات المبعثرة بعضها ببعض والتي مثلت في حد ذاتها ثورة حقيقية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى وذلك لما لعبته من دور فاعل وملموس في إحداث نهضة تنموية كبيرة وفي مختلف الصعد التي لولاها لما استطاعت أي من المديريات ومن بينها البعيدة والنائية الحصول على أي من الخدمات التنموية المتنوعة أكانت كهربائية تعليمية مائية اتصالات والتي ساهمت بصورة مباشرة في الحد من الهجرة الداخلية باعتبار أن نمط العيش الذي كان يقصد في المدينة أصبح متوافراً إلى درجة كبيرة وربما متساوية في الأرياف ولمن أراد أن يستقصي أكثر عن هذه المشاريع فما عليه إلا أن يرهف السمع للمهندس.هيصمي أحمد الهيصمي مدير عام مكتب الأشغال بمحافظة ذمار الذي أوضح قائلاً: مشاريع بمليارات الريالات لقد كانت محافظة ذمار في الثمانينيات من القرن العشرين المنصرم خالية تماماً من الطرق الحضرية ماعدا الخطوط الرئيسية صنعاءتعز معبر مدينة الشرق باجلذماررداعالبيضاء إلا أن الانجازات الكبيرة التي شهدتها المحافظة في مجال الطرق والتي تحققت في ظل قيادة باني نهضة اليمن الحديث ومحقق وحدته فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حيث حظيت خلال العشر السنوات الأخيرة، بعدد من المشاريع المعتمدة وقيد التنفيذ وعددها «05» مشروعاً ربطت مختلف المديريات والمحافظة بشكل عام بالمحافظات الأخرى منها «33» مشروعاً مركزياً بطول إجمالي يقدر ب «7261» كم بكلفة بلغت 52 ملياراً و088 مليوناً و262 ألفاً و544 ريالاً منها «7» مشاريع استراتيجية وعدد «51» مشروعاً اسفلتياً و«01» مشاريع حصوية وعدد «51» مشروعاً من موازنة السلطة المحلية بقيمة 634 مليوناً و193 ألفاً و796 ريالاً. طرق خارجية أما الطرق الخارجية فيستطرد الهيصمي قائلاً: لقد تم انجاز 5501 كم شق و293كم سفلتة وفيما يخص الطرق الحضرية فقد استهدفت المحافظة بعدد «11» مشروعاً إسفلتياً بكلفة قدرت بمبلغ 4 مليارات و146مليوناً و562 ألفاً و261 ريالاً شملت ذمار ومعبر حيث تم انجاز قرابة «058 ألف متر مربع اسفلت. مشاريع الرصف كما أن هناك مشاريع الرصف الحجري والتي خصص لها مبلغ وقدره 079 مليون ريال تم انجاز قرابة 02 متراً مربعاً تقريباً اضافة إلى مشاريع الإنارة المعتمدة وقيد التنفيذ لعدد «5» مشاريع وصلت كلفتها التقديرية 384 مليوناً و172 ألفاً و032 ريالاً تم انجاز 07% من المساحة المعتمدة تقريباً وإذا أمكن لنا تقريب الصورة أكثر لوجدنا أن أطوال الشوارع المنارة في المدن بالمتر المربع ابتداءً من سنة الأساس 5002م لاحظنا تنفيذ 092 ألفاً و059 متراً مربعاً وفي العام 5002م 524 ألف و052 متراً مربعاً وفي العام 7002م 885 ألفاً و053 متراً مربعاً وفي العام المنصرم 8002م 726ألفاً و008 متر مربع ومن المتوقع في العام الحالي 9002م تنفيذ مشاريع إنارة جديدة بأطوال تصل إلى 837 ألفاً و009 متر مربع. ويواصل مدير عام الأشغال العامة والطرق بالقول:وفيما يتعلق بإنشاء وتنفيذ أعمدة الإنارة على الشوارع الاسفلتية فقد تم إنجاز 226 عموداً في العام 5002م و529 عموداً في العام 6002م ليقفز العدد إلى 3321عموداً في العام 7002 وإلى 2941 عموداً في العام الماضي 8002م وفي العام الحالي 9002م من المتوقع تنفيذ 0071 عمود إنارة جديد ولانغفل هنا ماتحقق في هذا الجانب في أكثر من 51 قرية علاوة على مراكز عدد من المديريات حيث تم استهدافها خلال الثلاث السنوات الماضية بمئات من الإنارة الجدارية بلغت في العام 6002م 007 و0571 في العام 7002م و9143 في العام 8002م وسيتم توسيع هذا الاستهداف خلال العام الحالي 9002م من خلال تنفيذ 0005 إنارة جديدة. المرافق العامة وعن المرافق الخدمية العامة يوضح: تم إنشاء أكثر من 071 حماماً عاماً في المدن الرئيسية التابعة للمحافظة إضافة إلى إنشاء مايقارب 82 حماماً جديداً خلال العام 9002م إضافة إلى أن لدينا في الوقت الحاضر 51 سوقاً مركزياً في هذه المدن على أن الإجراءات قائمة نظراً لتوسع العمران لإنشاء 8 أسواق مركزية إضافية هذا إلى جانب المتنزهات والحدائق فبالرغم من أننا نعاني من شحة هذه المرافق التنفسية الهامة إلا أن هناك جهوداً أثمرت عن إقامة 21 حديقة ومتنزهاً والدراسة حالياً جارية بالتنسيق مع المجالس المحلية وقيادة المحافظة لإنشاء 8 حدائق ومنتزهات جديدة. رخص البناء وفي هذا الجانب تمكن المكتب من إصدار 6761 رخصة بناء خلال الست السنوات الماضية بمساحة كلية 39 ألفاً و0001 متر مربع وكانت مساحة البناء فيها 004 ألف و102 متر مربع وقد بلغت التكلفة التقديرية 75 مليوناً و07 ألفاً و46 ريالاً.