لتعز أقحوانة النهار كل ورود الدنيا كل طل الندى في الوجنات كل اشتياقي والتياعي وحنيني من زمان كل قطرات الندى على رؤوس الصبايا هي المدينة وردة مظللة بالندى هي المدينة يسكنها الحنان فاتنتي يقتاتها الحرمان يضمها جبل صبر باطمئنان يحضنها بحنان لكي تنام أحياناً يغضب عليها ويغار غضبه يصير مطراً ومرة أحجار وأحياناً كثيرة يكون غضبه أزهار هي المدينة تسربل أهدابها وبحضن حبيبها صبر تنام بدلال هي المدينة حالمة طول الزمان تحلم بقناديل النور تهبط في وديانها تحلم بنور الفجر تسابق الطيور في البكور وفي المساء تحلم بحضن حبيبها العطشان تشرب كل الندى والطل في الأزهار لكنها على مر الزمان قلبها عطشان فيها الصبايا حاملات الزهر والريحان ففي تعز تغرد الطيور فوق أكتاف الحسان وفي تعز تهدل الحمام في المقل وفي تعز كل العيون بريقها سلام مدينة السلام حبيبتك مثلك مكانه ظمآن بالله يا روح«الفضول» كيف للظمآن أن يعيش بأمن كيف للعاشق الولهان أن ينام بالله يا «حيفان» أحتضني قوافل الغزلان وأنت يا صبر احتضن المدينة بحنان هل تذكرين يا تعز حبيبك النعمان هل تذكرين يا فاتنتي فضولك الولهان تذكرين كم طاف حول كعبة الحسن متيماً هيمان هل تطربين للفضول حين قال : « كعبة من الحسن كم قلبي اليها هفا» « كم حجها كم قام فيها يطوف» هل تطربين الأن لصوت أيوب الشجي والدان هل تذكرين طير الحمام يهدل بواديك الضباب ظمآن هل تذكرين صولات « الوحش وشيخ الله» وكل المقاتلين الشجعان هل تذكرين كيف قتل الوحوش شيخك الوقور بمدفع رشاش هل تذكرين صاحب نجمة البحر ذو يزن تاج النهار هل تذكرين نشوان للصريمي وحارس البستان أعرف بأنك عاشقة فهل هو الحبيب لازال متيماً بك ولهان هل تذكرين الحبيب عبد الحبيب وابن سعد المعبقي الإنسان هل تذكرين .. وهل .. وهل .. وهل ... كم تنتشين عندما يقال أبناؤك ملح الزمان وأنك مدينة تروض الخيول والوحوش وتنجب الغزلان وتضحكين عندما تشاهدين سفحك مكانه ظمآن ثم يقال: إنك ما زالت مدينة الحور الحسان ودرة الزمان تعز في اكتوبر 2006م