العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    كيف طوّر الحوثيون تكتيكاتهم القتالية في البحر الأحمر.. تقرير مصري يكشف خفايا وأسرار العمليات الحوثية ضد السفن    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السياحة البيئية في اليمن.. انطلاقة واعدة.. لتنمية مستدامة
يؤكد خبراء في شئون السياحة أنها مرشحة للنمو بسرعة أكبر في سوق السياحة العالمية
نشر في الجمهورية يوم 02 - 07 - 2009

برزت السياحة البيئية كنمط سياحي جديد على مستوى العالم في ثمانينيت القرن الماضي وذلك لمواجهة إخفاقات المدنية الحديثة و التي الحقت ضرراً كبيراً ببيئة الأرض.. ولاقت هذه الفكرة اهتماماً واسعاً على المستوى الدولي وقد تبنته العديد من المنظمات الدولية والإقليمية ليصبح بذلك القطاع الأوسع في صناعة السياحة العالمية لما له من فوائد كثيرة على البلدان التي تتبنى هذا النمط السياحي من جهة وعلى كوكب الأرض من جهة أخرى.. إذ يتحقق من خلاله أمران يتمثلان في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية وإصلاح ماتضرر منها واشتراك السكان المحليين بفعالية في نشاطاته واستفادتهم منه اقتصادياً واجتماعياً.. ومن هذا المنطلق نستطيع القول بأن السياحة البيئية تعد واحدة من أدوات التنمية المستدامة الهامة.
مفهوم السياحة البيئية
الحقيقة أن مفهوم السياحة البيئية برز حديثاً كخيار ملائم للحفاظ على الموروث الطبيعي والثقافي للشعوب والبلدان والإسهام في التنمية المستدامة.. الاتحاد الدولي للصون «IUCN» عرف السياحة البيئية على أنها »السفر والزيارة المسئولة بيئياً إلى المناطق الطبيعية غير المتضررة والمحتفظة بسماتها وخصائصها الأصلية ومايصاحبها من سمات الماضي والحاضر بغرض الاستمتاع والتعلم وتقدير الطبيعة لذاتها والمحافظة على البيئة بتقليل الآثار السلبية للزيارة ومشاركة السكان المحليين الفعالة في نشاطاتها لاستفادتهم اقتصادياً واجتماعياً.. اللافت أن هذا النوع من السياحة ينمو سنوياً مابين «10-30%» في جميع أنحاء العالم ومرشح للنمو بسرعة أكبر في سوق السياحة العالمية.
نعم. إنها الحقيقة الفعلية فالسياحة البيئية أضحت اليوم أكثر انتعاشاً ونجاحاً،حيث نلاحظ أنها تتوسع بشكل متزايد توجت باهتمام عالمي منقطع النظير، لاشك أن المناطق الطبيعية في اليمن بجبالها وغاباتها وصحاريها وشواطئها وجزرها وبحارها فسيفساء السياحة البيئية وبالتالي فإن هذا النوع من السياحة سيكون حقيقة واقعية لصناعة بلا دخان.. ولكن الأهم في هذا كله هو كيفية تقديم هذا النمط من السياحة بشكل منتج سياحي.
إن السياحة البيئية اليوم تعد ظاهرة جديدة تهدف إلى البحث والدراسة والتأمل في الطبيعة وبما تحويه من نباتات وحيوانات وجبال وشواطئ وبحار وثقافة وتوفير الراحة للإنسان..
ويتميز هذا النوع من السياحة بربط استثمار المشاريع الإنتاجية للمجتمع المحلي مع حماية البيئة والتنوع الحيوي والثقافي للمناطق السياحية وفق معادلة تنموية واحدة.
مناطق السياحة البيئية
لاشك أن السياحة البيئية تشمل المناطق الطبيعية وبالذات المناطق المحمية بكل ماتحتويه من مقومات مناظرها الطبيعية والتنوع الحيوي »الحياة البرية النباتية الحياة البحرية« إلى جانب عناصر الموروث الثقافي ولكنها »أي المناطق السياحية البيئية« لاتقتصر على المحميات الطبيعية إذ يمكن- ولعله من الضروري- إعلان مواقع ومناطق أخرى غير معلنة كمناطق محمية- مواقع ومناطق للسياحة البيئية لتميزها بتنوع حيوي أو مادة ثقافية من أجل حمايتها وتنميتها تنمية مستدامة.
الأستاذ عادل ناصر- مدير عام السياحة البيئية بوزارة السياحة أوضح بأن اليمن تتوفر فيها مواقع طبيعية ذهبية كثيرة وغنية وقال:» من حسن حظ اليمن أن هذه المواقع لم تتضرر كثيراً حتى اليوم ولم تستنزف فأتت السياحة البيئية كنمط من أنماط السياحة وذلك للحفاظ على هذه الموارد وتنميتها تنمية مستدامة وجذب السياح واستفادة السكان المحليين من السياحة البيئية في هذه المواقع.
السياحة الريفية نمط آخر
ويضيف مدير عام السياحة البيئية بالقول: في الغالب يتم تطوير السياحة البيئية في المحميات الطبيعية،فهناك لدينا الكثير من المحميات الطبيعية مثل »سقطرى برع حوف الأراضي الرطبة بعدن الحسوة« وهناك أيضاً مناطق أخرى مرشحة لأن تكون محميات طبيعية وهي »إرف في لحج والطويلة في المحويت« ومواقع أخرى ولكن للتخفيف من الضغط على المحميات يتم توسيع هذا النمط من السياحة بما يسمى بالسياحة الريفية.
وتطوير هذه السياحة الريفية في مناطق الريف اليمني ككل وتطوير نفس الأساليب والنمط والمنشآت حتى يستفيد أيضاً منها السكان المحليون في مناطق الريف اليمني بأكملهم نتيجة لقدوم السياح البيئيين إلى مناطقهم.. ويعد هذا النوع من التنمية نوعاً من أنواع التنمية السياحية البسيطة والمتوسطة وهي تجتذب عادة سياحاً كثيرين من هذا النمط إلى اليمن وهي هدف كبير.
مبادئ السياحة البيئية
الحقيقة أن السياحة البيئية اليوم أضحت تشكل نمطاً من أنماط السياحة البيئية في العالم التي تتطور وتزداد باستمرار ويكاد هذا النمط يتغلب على كثير من أنماط السياحة الأخرى،ولكن من أجل تحقيق سياحة بيئية ناجحة لابد من الارتكاز على مبادئ أساسية تتمثل في ضرورة تكوين هياكل إدارية مناسبة وتخطيط سليم والعمل على جمع المعلومات الكاملة عن المواقع الطبيعية و الثقافية وتحديد أماكن توزيعها وكثافتها والتوجه نحو تطوير التشريعات المناسبة لحمايتها وتسهيل إدارتها والتدريب اللازم للكوادر على السياحة البيئية ووضع التصاميم الملائمة للمنشآت وكذلك القواعد الارشادية للتسهيلات والخدمات السياحية واشراك السكان المحليين في نشاطاتها وتدريب أبنائها تدريباً جيداً وتحقيق التوازن المطلوب بين أعداد الزوار وأسلوب الزيارة وبين متطلبات الحفاظ والطاقة الاستيعابية مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية أن تكون هناك رقابة مستمرة على هذا النوع من السياحة وتحديد نشاطاتها والعمل على إنشاء شراكة مجدية مع القطاع السياحي الخاص والمجتمعات المحلية .. والأهم من ذلك كله يجب أن يكون هناك تسويق وترويج جيدان للسياحة البيئية.
نشاطات السياحة البيئية
من الواضح أن أنشطة السياحة البيئية تختلف كثيراً عن أنشطة أنماط السياحة التقليدية وبحسب دليل السياحة البيئية الصادر عن وزارة السياحة فإنه قد تم رصد نشاطات السياحة البيئية وتحديدها تقريباً بالتوافق مع موضوعها الطبيعي وفلسفة التنمية المستدامة في الحفاظ والحماية والاصلاح وتتمثل هذه النشاطات السياحية البيئية كما أوردها الدليل السياحي البيئي في اثنى عشر نشاطاً هي المشي في الطبيعة والمشي الطويل ومراقبة الطيور وتصوير الطبيعة ومشاهدة الحيوانات البرية والتخيم والمبيت في الطبيعة وتسلق الجبال وصيد السمك والتجديف في الأنهار والمسطحات المائية والغوص والسباحة والتمتع بالمناظر البحرية وركوب الخيل والدراسات النباتية.
ولكن هنا يبرز سؤال هام جداً.. من هو السائح البيئي؟
وماهي منافع السياحة البيئية؟
خصائص فريدة
لاشك أن السائح البيئي هو ذلك الشخص الذي يتصف بالخصائص التالية:-
üلديه رغبة كبيرة في التعرف على الأماكن الطبيعية والثقافية
ü تواق للحصول على خبرة حقيقية.
ü تواق للحصول على الخبرة الشخصية والاجتماعية.
ü لايحبذ توافد السياح إلى الأماكن بأعداد كبيرة.
ü يحبذ السفر ويتحمل المشاق والصعوبات ويقبل التحدي.
ü يتفاعل مع السكان المحليين وينخرط في ثقافتهم وحياتهم.
الاجتماعية ü سهل التكيف حتى مع وجود خدمات سياحية بسيطة.
ü يتحمل الازعاج والمشي ويواجه الصعوبات بروح طيبة.
ü إيجابي وغير انفعالي.
ü يحبذ إنفاق نقوده للحصول على الخبرة وليس من أجل الراحة.
منافع حميدة
كما أن للسياحة البيئية منافع حميدة سواء على الطبيعة والحفاظ عليها وحمايتها وإصلاحها أو على فلسفة التنمية المستدامة.. فهناك سبعة منافع لهذا النوع من السياحة تتمحور في أنها مصدر للدخل ولتغطية النفقات للمناطق المحمية ومصدر للدخل للسكان المحليين بطريقة مباشرة وغير مباشرة ويساهم هذا النوع من السياحة في عملية الحصول على دعم أكبر لصون الطبيعة من قبل صانعي القرار والمجتمعات المحلية مما يؤدي إلى الحصول على دعم سياسي لها.
أضف إلى ذلك أنها توفر مبرراً اقتصادياً لوجود المحميات الطبيعة وتستخدم كأداة لرفع مستوى الوعي لدى الزوار وحول مواضيع صون الطبيعة والآثار الثقافية وكذلك رفع مستوى وعي السكان المحليين بأهمية المحمية وضرورة صون مكوناتها وارتباط ذلك بمنفعتهم كما أنها تشجع على الاستخدام المنتج للأراضي الهامشية والتي لاتصلح للزراعة وبالتالي تمكن من إدامة الغطاء النباتي الطبيعي والتقليل من التوسع العمراني وفوق هذا كله تساعد على إيجاد مرافق ترويجية يستخدمها المحليون والزوار الخارجيون على سواء.
النزل البيئية
إن النزل البيئية تتيح للسائح اكتساب الخبرات العلمية من خلال المشاركة الملموسة ويجب أن تشيد وتدار بأسلوب يراعي البيئة ويعمل على حمايتها.. والحقيقة أن النزل البيئي يختلف تماماً عن أي نزل سياحي آخر فالنزل البيئي يعتبر بمثابة منتج لصناعة سياحة بيئية ومأوى متكامل في المناطق الطبيعية النائية وبحسب جمعية السياحة البيئية فإن مصطلح النزل البيئي هو وصف صناعي يستخدم في تعريف النزل السياحية التي تعتمد على الطبيعة وتتفق مع فلسفة السياحة البيئية.. ومن الواضح جداً أن النزل البيئىة تختلف عن النزل الأخرى التي يؤمها السياح للصيد والتزلج وحياة الرفاهية فهي تعبير عن فلسفة الاحساس بالبيئة وحمايتها وذلك مايبحث عنه الزبون المدعو بالسائح البيئي ويجب أن يلمسه من تشغيل النزل البيئي ومن إدارة النزل ومن الحكومة من خلال دعمها لصون وحفظ تلك المصادر.. وعلى هذا الأساس ينبغي أن يكون موقع النزل البيئي في أو قرب منطقة لها عامل جذب للسياحة البيئية ونشاطاتها أي بمعنى أصح ينبغي أن يكون في أو قرب منظر طبيعي جذاب وربما أضيف إليه عناصر تراثية شائقة.
إمكانيات كبيرة وموارد متوفرة
تمتلك اليمن إمكانات سياحية بيئية كبيرة وهي كما يقول عنها المؤرخون »أرض مملكة سبأ الأسطورية« وحضارتها من أقدم الحضارات العريقة في العالم »فحينما تطأ أقدام الزائر أرض اليمن فإنه سيرى أشياء لم يكن يتوقع رؤيتها فالفن المعماري التقليدي يعتبر أول ظاهرة جذابة سوف تسترعي إنتباهه وكذلك التكوين الطبيعي المتنوع والمناخ المعتدل بالإضافة إلى الموروث الثقافي والتاريخي،فاليمن تتوفر إذاً على عناصر جذب طبيعية وثقافية فريدة لاجتذاب السياح إليها وهذا يجعلها بحسب الخبراء الدوليين والمحليين تحتل مكانة تمكنها من تقديم منتج سياحي بيئي منافس.. فالمكونات الطبيعية اليمنية التي تتوفر على »السهول الساحلية على امتداد البحر الأحمر وخليج عدن المرتفعات الجبلية الهضاب الجزء الداخلي للربع الخالي الجزر اليمنية التي تتسم بتنوع فريد في بيئتها الطبيعية المناخ وهو على العموم مناخ معتدل «يتيح ويقدم موارد طبيعية متنوعة أو مزيجاً طبيعياً وثقافياً فريداً للسياحة البيئية ويمكن رصد هذا المزيج الفريد والموارد المتنوعة إجمالاً في :أولا-ً الموارد الطبيعية والتي تتمثل في ثمانية أشياء هي «الغطاء النباتي والغابات مثل «إرف، برع، حوف، كتفة، وغيرها« الجبال العالية وأعلى قمة في اليمن جبل النبي شعيب الذي يبلغ ارتفاعه نحو »3660م« فوق سطح البحر الشواطئ الدافئة الجميلة التي لم تفسد بعد وتقع على امتداد «2000كم» الجزر الكثيرة ذات الطبيعة الأخاذة والبيئة النقية التي لم تتعرض للتلوث أو التدمير الأنظمة البيئية البحرية وأشجار المانجروف والاعشاب البحرية.. إلخ المياه الطبيعية الحارة والسمات البركانية.. الطيور المتنوعة التي تبلغ نحو «360» نوعاً منها
«13» نوعاً مستوطناً أو شبه مستوطن وفي جزيرة سقطرى هناك»6« أنواع من الطيور المستوطنة.
وتسند كل ذلك طرق معبدة جيدة نسبياً.. ثانياً الموارد الثقافية التي تتميز بها اليمن بشكل لافت،حيث تتوفر فيها المدن والقرى التاريخية مثلاً » صنعاء القديمة شبام حضرموت زبيد« والمواقع الأثرية المتعددة »خاصة مأرب« والصناعات الحرفية والعادات والتقاليد والأزياء الشعبية وأضرحة الأولياء »كضريح ابن علوان في جبل حبشي« والمدرجات الزراعية في سفوح الجبال والشعب والوديان.
الأخ عادل ناصر مدير عام السياحة البيئية في وزارة السياحة أوضح أن اليمن تمتلك إمكانيات وموارد سياحة بيئية كبيرة جداً وأضاف بالقول:رغم توفر هذه الموارد والامكانات إلاَّ أننا نحتاج إلى شغل وإلى تنمية في هذا المجال.. فالتنمية تحتاج إلى أشياء كثيرة تحتاج أولاً للتعريف بماهية السياحة البيئية وثانياً تحتاج إلى وضع القوانين الخاصة بالسياحة البيئية واللوائح والارشادات المنظمة لها وتعريف أيضاً الوكالات السياحية البيئية بكيفية إدارة السياح أو استجلاب السياح البيئيين إلى هذه المواقع لأنها تختلف عن أنماط السياحة الأخرى..
وثالثاً هناك مواقع بيئية بحاجة إلى تنمية سياحية بيئية واستثمارية وهذا يتطلب منا القيام بمسح شامل لجميع المواقع وإعداد الدراسات الكاملة عنها لتنميتها وللبدء في استثمارها أي إنه بمعنى »إنشاء نزل بيئية وتقديم كافة تسهيلات السياحة البيئية في المواقع المختلفة من اليمن.
مسوحات ميدانية
وحول الأنشطة التي نفذت خلال فترات سابقة والمشروعات المتوقع تنفيذها قال الأخ مدير عام السياحة البيئية:-
لقد قمنا بعدة مسوحات ميدانية لبعض المناطق وعملنا دراسات خاصة بتنفيذ مربعات المشروعات كنماذج أولية تسمى »Pilot progets«أي مشروعات استرشادية.. معنا حالياً دراسة جاهزة خاصة بمنطقة الجعفرية في محافظة ريمة وهي في الحقيقة منطقة طبيعية ممتازة وقد عملنا فعلاً لها دراسة ممتازة متكاملة وذلك بالاشتراك مع المجلس المحلي في محافظة ريمة وهذا المشروع من المتوقع تنفيذه إذا رصدت له ميزانية كاملة خلال عامي» 2009م / 2010 م وهناك طبعاً مشاريع أخرى متوقع تنفيذها وجاهزة دراستها هي »حليل في إب والطويلة في المحويت وزبيد« بالإضافة إلى مشاريع أخرى.. الحقيقة ربما نقوم قريباً بعمل دراسة لتنمية وتطوير منشآت سياحية بيئية أو قرية بيئية في جزيرة سقطرى.
مشيراً في السياق ذاته إلى أنه لديهم آلية محددة لتطوير السياحة البيئية في اليمن ولكنه أرجئ ذلك إلى حين صدور القانون وقال:»لأنك لاتستطيع فعل أي شيء دون أن يكون هناك قانون«.
مقترحات
ويطرح مدير عام السياحة البيئية بوزارة السياحة مقترحات هامة وقال ينبغي على الجهات المعنية في الدولة والمجتمع المحلي أخذها بعين الاعتبار وتتمثل هذه المقترحات في الآتي:-
üصدور قانون السياحة البيئية ولوائحه التنفيذية وإرشاداتها وتعليماتها.
ü إعلان المواقع والمناطق البيئية بحسب رصد خبير منظمة السياحة العالمية سيبالوس لاسكارين وهي »51« منطقة برية وبحرية باليمن على الأقل والتي رأى أنها ينبغي أن تكون محميات طبيعة ومواقع للسياحة البيئية وأيضاً بحسب رصد الهيئة العامة لتنمية وتطوير الجزر اليمنية في مسحها الأولي ورصدها للجزر التي تتمتع بإمكانات التنوع الحيوي والمؤهلة لتنفيذ السياحة البيئية فيها وذلك بعد جمع المعلومات الكافية لتنفيذ السياحة البيئية فيها وذلك بعد جمع المعلومات الكافية عنها.. مواقع ومناطق للسياحة البيئية.
üالرقابة المستمرة على عمل وأداء السياحة البيئية وتقييم الأثر البيئي على المشروعات السياحية.
üاختيار العناصر الكفوءة والمدربة على الإدارة الجيدة للسياحة البيئية واعتماد أسلوب التدريب المتواصل.
üالدعم الحكومي المستمر ووضع التنمية المستدامة في أولويات الحكومة.
üإقامة شراكة مع الدول والمنظمات الدولية إقليمياً وعالمياً لدعم السياحة البيئية وحماية البيئة فنياً ومالياً.
üتحقيق الوعي المطلوب في المجتمعات المحلية خاصة والمجتمع اليمني عامة بأهمية حماية البيئة عامة والسياحة البيئية خاصة.
üإقامة شراكة مجدية مع القطاع السياحي الخاص.
ü استفادة السكان المحليين في السياحة البيئية استفادة حقيقية وملموسة بتطوير آلية فعالة لتحقيق ذلك.
üإنشاء مجلس وطني للسياحة البيئية يتكون من جميع الجهات ذات العلاقة.
üالدعوة للاستثمار في السياحة البيئية بتلك المواقع.
üالترويج للسياحة البيئية بتلك المواقع.
هذه هي المقترحات التي رآها الأخ مدير عام السياحة البيئية بوزارة السياحة وهي كما يرى ضرورية وهامة لتفعيل السياحة البيئية لتكون رافداً هاماً من روافد الاقتصاد الوطني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.