مثل قطعة البلور كانت عيناها ، ومثل مدينة تواجه العذاب كانت حنجرتها وجسدها مشدودا كالوتر ، ورغم الملابس طويلة الأكمام التي تعمدتها ، كان وجهها الأبيض بخدوشه وجروحه البالغة يفضح ضعفها .. يسمع قصة ليلتها العصيبة يشيع تراتيل حزنها الدامي. سكتت للحظة لتلملم خلالها عويل الأنثى ، ولتوقف جيوش الهوان والضعة حتى لا تزحف لصوتها فتمرغ مابقي من إنسانيتها . وحين بدأت تلقي الدرس على تلميذاتها ، بدت قوية متماسكة لا يهزها أو يبعثرها سوى ملامحهن المدركة المشفقة .