ردينة الفيلالي شاعرة ليبية ولدت في طرابلس الغرب في (26 /9/ 1981) نالت إجازة في الأدب الإنجليزي، وبكالوريوس في العلوم السياسية. شاعرة متميزة من خلال براعتها في الطرح والإلقاء فقد حققت شهرة منذ صدور ديوانها الأول الذي انتشر صداه في كل أرجاء الوطن العربي وشاركت في العديد من المهرجانات العربية والعالمية في باريس ولندن وبيروت والقاهرة ودبي وعمان وحققت نجاحاً لم يتحقق لغيرها من الشاعرات والأديبات الليبيات اللاتي سبقنها.. تلقب أحياناً بأنثى متمردة في الحب وذلك من خلال أشعارها الجريئة.. فقصائدها يغلب عليها طابع الجرأة والبوح العاطفي وإفشاء الرغبات بلغة تمتزج فيها المباشرة والتأمل والغنائية والاعتراف. دار الكثير من الجدل حول أسلوبها الجريء الذي شبهه الكثيرون بأسلوب الشاعر الكبير نزار قباني واتهموها بتقليده..فقد تميزت أشعار ردينة بنوع من الثورة والبعد عن الخيال وذلك بوصفها للواقع والعلاقات الإنسانية والحب وفي كتابتها عن الحب. تبدو أشعارها قريبة من أشعار الراحل نزار قباني رغم إنكارها ذلك فأحياناً يكون هناك تشابه ببعض التعبيرات عن حالات الحب وبعض المعاني المتشابهة إلا أن ذلك لم يؤثر عليها كشاعرة متميزة وتبقى بصمتها واضحة في كثير من الأماكن حتى ولو كانت روح نزار القباني تهيم حول بعض من قصائدها.. مع أني أجدها بعيدة كل البعد عن كلمات نزار فكل له أسلوبه في التعبير عن الحب والتعريف عن المرأة.. فالمرأة عند نزار مختلفة تماماً عن المرأة عند ردينة وكل واحد منهما يصفها بشكل مغاير.. حين تقرأ بعضاً من قصائدها تشعر بأنك تعيش في واقع مجهول الهوية وتجد نفسك تجوب في عالم ردينة فهي تأخذك معها بكلماتها المتراصة فوق بعض لتشكل أجمل المعاني والتعبيرات لتعيش جواً مميزاً مليئاً بالعاطفة والحب والانتماء.. الأنثى هي بطلتها وسيدة الحرف فيها.. لم تبال بأحد غيرها وتحدت الكل لأجلها. لديها العديد من الدواوين أهمها ديوان خطوات أنثى الذي لاقى نجاحاً كبيراً ولديها أشعار وطنية وسياسية أيضاً.. فردينة شاعرة رائعة تدلو بمكنونها نزفاً على السطور.. بداية بالبطاقة الشخصية انتزع مني بطاقتي الشخصية ليتأكد أني عربية .. بدأ يفتش حقيبتي وكأني أحمل قنبلة ذرية وقف يتأملني بصمت سمراء وملامحي ثورية.. فتعجبت لمطلبه وسؤاله عن الهوية كيف لم يعرف من عيوني أني عربية.. من (أحبك .. ولكن!) أبعد أنفاسك عني فمن هدمني لن يبنيني.. خذ عطرك، زهورك فما عاد شيء يعنيني.. إلى (اعترافات متيم).. تبعثرني تلملمني كما تشاء فهي حبيبتي، مليكتي وأنا، عبد يعلن الطاعة والولاء ومن (تراتيل المساء).. اقتربي .. اقتربي .. اقتربي أكثر اليوم من شفتيك سأثأر أعلنت الحرب مولاتي, وأقسم لن أخسر.. إلى (وسائد وشراشف) أنا التي أفنت العمر معك بكلِ الفصول.. أنا التي أحبتك علمتك ماذا تقول وجئت اليوم لتكذب علي وتمنعني الدخول .. عد إلى أحضانها وأكمل المسرحية بكل الفصول ثم (الخطيئة) فالحب يغير الأقدار يجعلنا نستدفئ بالثلجِ نتلذذ بالنار لو أنهم علمونا أن الحب بستان أزهار لما أخفينا حبنا بل جعلناه جهار.. وأخيراً (زمن اللا.... حب) ملامح باكية في ذاك الركن الركين تصلي لرب العالمين، تبكي كطفل بائس حزين تلبس ثوبا بلون الياسمين كملاك هارب من زيف السنين تجلس وحيدة بوجه حزين حزين على عباد رغم النور ضائعين تلك الحزينة هي أنا تلك الحزينة هي نحن تلك الحزينة هي أنا أنا التي تمتص غضب الآخرين وتبكي كما يبكي الضريح على الميتين وصمتي خاشع كخشوع الشهوة في ثوب المصلين أحتمل حتى ملني الاحتمال وقال ألا تسأمين أيتها الروح كفى متى تنطفئين تشعلين عذابي ومن عذبوك في جوف النوم نائمين بحق الله ماذا تنتظرين فقد رحل الرسل رحلت السماء رحل صدق المحبين كانت هذه مقتطفات من قصائدها المتميزة التي يظهر على طابعها الجرأة في التعبير والقوة في الكلمات خاصة أمام الحب. فهي تهوى الحب وتمقت الخيانة كثيراً.. هكذا هي ردينة أهازيج تداعب الروح وصرخات تنضح بها الجروح..