(1) ذات زمان قريب/بعيد حكت جدتي للنساء: بأنك جئت من النبع حورية من جمان وأن الفراشات جاءت بك من بعيد محملة بالحنين وانك بنت اليمامة….. لاشيء يدهشك غير مايعزف البحر من نغمات على شفة الرمل أو مايقول (كتاب الأمير)(1) و(مريم)(2) لا شيء يذكي ابتساماتك مثل عزف النجوم ولحن المرايا ولون الصباح تحاكيك كل العصافير في لثغة ودلال يموسق وجه الضياء البريء (2) وكانت تقول: بان لك كل ما للنقاء الذي إذ تنامين مثل الأميرات ينداح من سورة التين تينا وحبا يؤرجحه الزهر بين ضلوعي واسمعه في شفاهي يهمهم مثل الينابيع أو مثل مئذنة لا تبوح لغير السماء بما تحتفي من جمال وسحر تؤبجده كل يوم يداك على قبلة في صلاة الطيور (3) وكانت تهدهد قلبي غناء وتحكي طويلا ولكنها لم تكن تعرف السر أني سأعشقك من حكاياتها و سأمضي إلى لست ادري لأني عشقت بهاءك أحببت فيك السماوات والأرض أحببت فيك الجنون وأحببت فيك النقاء وطهر الطفولة بوح الملائكة العاشقين وأحببت فيك إلاها صغيرا ومئذنة وصلاة ترتلها روحك كل حين وأحببت فيك زمانا/مكانا وشيئا غريبا كأحلام كل الليالي وأحببت فيك حكايات جدتي الغادرتنا إلى عالم لست أدرك أين يكون ولكنني لم أزل انتظرها لتحكي لقلبي عنك (4) فجأة مثل حلم تدلى كشبابة تعزف الروح حول شراع الضلوع التي لاتنام فجأة جئت/ جئنا بلا زمن أو مكان سوى مانخبئه خلف أضلاعنا من جمال ومن رعشة هربت من شفاه الصبايا لتبقى مسافرة بين شهقاتنا ترسم البوح والشجو للزمن المخملي المحلق حول فضاءاتنا الساحرة (5) لست ادري لماذا وأين وكيف وماذا؟ سوى أنني بت اعشق فيك ملامح شعب من الحب نبض بلاد بأشجانها الدافئات التي تحتوي قبلة توجتها ملائكة من أزاهير قلبي لك مالها من بهاء ودفء وصدق وخوف بريء وذعر من الزمن البربري لك كل مافي الحكايات من روعة ولك كل مافي حكايات جدتي النائمة. (1) رواية للأديب العربي واسيني الأعرج. (2) إحدى الشخصيات الروائية للأديب نفسه