زجاج النوم.. كعادتي كل صباح أنهض شبه متكاسل، أهش بيديَّ على خفافيش النوم حتى تبتعد عن سمائي، أُزعج المكان بتثاؤبي الثقيل، و أسمع زجاج النوم قد تحطَّم من حول جسدي، أحدِّق في سقف غرفتي، وكأنني أشاهده للوهلة الأولى، أراقب زخارفه الملونة بنهم، أغازل خطوط الجبس الملصقة عليه بتمعن شديد، تكاد هذه العادة لا تفارقني كل صباح. أدفع ببطانيتي سورية الصنع عن جسدي النحيل، وكأني أدفع كيساً كبيراً من القمح، أتجه إلى حمام غرفتي ببطء شديد، كالماشي على البيض خشية أن يتكسر. أقف عند باب الحمام قليلاً، وكأنني أتلصص عليه، أدلفه، وأدخل بهدوء حتى لا تستيقظ زوجتي النائمة. أفتح صنبور الماء فترحب بي قطراته الأولى، فأدرج كفيَّ تحته حتى تغرقان بللاً. أغسل وجهي ثم أدعكه بالصابون المحبب إليّ، ثم أرفع رأسي لأشاهد وجهي المعجون بالماء والصابون، وكأنه يقول لي: - ما أحمقك. فتتسع عيناي دهشةَ، وأحسبني صدقت نفسي!!. أخرج من ملابسي، وأشتُمُهَا علناً بعد أن أعلن دفنها في سلة الملابس المخصصة للغسيل. أدخل بعدها في حوض الماء الفائح برائحة الصابون المغربي لأغرق فيه بعض دقائق. بعد نصف ساعة أكون متجهاً إلى عملي اليومي.