يشهد ملعب المريسي الدولي بصنعاء غداً الخميس لقاء قمة قطبي الكرة اليمنية أهلي صنعاء والتلال في لقاء ساخن في نهائي بطولة كأس رئيس الجمهورية لكرة القدم في نسختها ال 12 هذا الموسم في قمة جماهيرية عريضة انتظرها عشاقها منذ سنوات عدة. وتكتسب هذه المواجهة القوية والمرتقبة أهمية كبيرة كونها تجمع فريقين كبيرين ومتقاربة بعض الشيء نتيجة التقارب الواضح بين مستوى الفريقين، خاصة أن الفريقين استحقا التأهل إلى نهائي كأس الرئيس بجدارة وقدما مستويات جيدة واستطاعا تجاوز كل المحطات والعقبات التي وقفت في طريقهما نحو الصعود إلى نهائي البطولة الرسمية الكروية الثانية في اليمن. وتبدو حظوظ الفريقين متساوية للفوز في المباراة لعدة اعتبارات أبرزها إنهما يعيشان حالة جيدة من الاستقرار النفسي والفني والث بات بالمستوى. ويسعى التلال إلى الظفر بنقاط المباراة والفوز بكأس الرئيس للمرة الثانية في تاريخه والعودة إلى منصات التتويج مرة أخرى بعد غياب دام عامين، ناهيك ان التلال يأمل إحراز لقب الكأس لإسكات المشككين بنتائج الفريق في دوري النخبة بعد ان استطاع التلال البقاء في مصاف فرق دوري الأضواء والشهرة وانه لم يكن محل صدفة أو بمساعدة ظروف أخرى ولكن بجهده ومثابرة لاعبيه في أرض الملعب، وما التتويج ببطولة الكأس إلا أكبر رد اعتبار لمكانة الفريق التلالي العريقة. وفي الجانب الأخر يطمح الأهلي بقوة إلى مصالحة جماهيره وتحقيق لقب الكأس هذا الموسم الذي سيكون له مذاق خاص كونه سيأتي بعد مشوار حافل للفريق الاهلاوي هذا الموسم وكان قاب قوسين أو أدنى من إحراز لقب دوري النخبة لكن اعترضته ظروف استثنائية خارج عن إراداته، ما يعوض إحراز لقب الكأس خسارته للقب الدوري العام هذا الموسم، ناهيك عن أنه في حال فوز أهلي صنعاء بكأس الرئيس هذا الموسم سيكون أول فريق يمني يحقق بطولة الكأس ثلاث مرات ويمتلكه للأبد ليضاف إلى انجازاته كأكثر الفرق اليمنية إحرازا للبطولات باعتبار انه أحرز الدوري العام لست مرات. المواجهة المرتقبة بين قطبي الكرة اليمنية ستكون الثانية من نوعها للفريقين الكبيرين بعد ان خاض الفريقان نهائي الكأس في موسم 2000 / 2001 وفاز حينها الأهلي على التلال بهدفين مقابل هدف، والتكهن بالفائز فيها صعب، كون لقاءات الفريقين في مشوار الدوري دائماً لا تعترف بفوارق المستوى ولها حسابات خاصة لكل منهما. ويعد فريقا الأهلي والتلال من أعرق الأندية اليمنية ويمتلكان قاعدة جماهيرية عريضة، وأكثر الفرق إحرازاً للبطولات حيث أحرز الأهلي بطولة الدوري ست مرات والكأس مرتين، فيما التلال له تاريخ ناصع البياض في مسيرة كرة القدم اليمنية، قبل الوحدة اليمنية عام 1990 وبعدها حيث عانق درع الدوري مرتين، والكأس مرة واحدة. وحول هذه المواجهة المصيرية المرتقبة يؤكد مدرب التلال سامي نعاش لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان المباراة المقبلة أمام أهلي صنعاء في ملعبه ووسط جمهوره هي مباراة مصيرية وقوية، على لقب غال وستكون لقاء بطولة نهائي وقد أعد فريقه بطريقة نفسية للتعامل مع حساسية المباراة.. وقال التلال سيسعى بقوة للفوز في هذه المباراة وحصد لقب الكأس للمرة الثانية في تاريخه لتأكيد أن التلال بمكانة وعراقته الكبيرة برجاله وأبطاله في ارض الميدان وليس كما شكك البعض في نجاحات الفريق التلال في مشواره في بطولة الدوري الذي استطاع الفريق المحافظة على البقاء في موقعه الطبيعي بين الكبار في دوري الأضواء والشهرة. وأشار إلى ان فريقه سيدخل هذه المواجهة المصيرية وهو جاهز نفسياً وبدنياً خاصة ان التلال مستواه يتصاعد من مباراة إلى أخرى، وان لدى اللاعبين الرغبة الحقيقية في حسم المباراة النهائية التي ستحدد هوية بطل الكأس، وسنلعبها للفوز وبطريقة “نكون أو لا نكون”. وأكد أن البطولة تلالية وأصبحت قريبة منه وهناك تحفيز والتفاف كبير من قبل الإدارة والجمهور التلالي العريض للحصول على بطولة الكأس التي سيكون لها طعم خاص لأنها ستكون على حساب فريق قوي وكبير صاحب باع طويل من البطولات المحلية. وقال انه عادة يتعامل مع كل المباريات بطريقة التوازن بين الدفاع والهجوم كون هذه الطريقة تساعد على إمكانية كسب المباراة في أي لحظة. من جهته أكد مدرب أهلي صنعاء محمد اليريمي الموقوف بناءً على قرار اتحاد كرة القدم بحرمانه من مزاولة مهنة التدريب لمدة عام وسحب البطاقة الممنوحة له من الاتحاد نظراً لما بدر منه من سوء سلوك تجاه قيادة الاتحاد والمسئولين عن المباراة النهائية للدوري أمام الهلال ، لكنه سيعطي تعليماته لمساعديه من مدرجات الملعب. أكد اليريمي في تصريح مماثل ل (سبأ) ان فريقه استعد فنياً وبدنياً ونفسياً لهذه المواجهة الهامة التي سيسعى الأهلي فيها إلى تأكيد أحقيته بإحراز اللقب الغالي للمرة الثالثة في تاريخه وامتلاكه للأبد، خاصة ان الفوز في هذه المباراة سيكون له مذاق خاص ومتميز، لأننا سنحسم البطولة أمام خصم قوي وعنيد، ناهيك عن الفوز باللقب الكأس سيكون رداً على اتحاد كرة القدم الذي حرم الأهلي من إحراز لقب الدوري وهو الفريق الذي كان متصدراً للدوري منذ البداية وهو الأحق بالبطولة، لكن جاءت قرارات اتحاد كرة القدم العقابية الظالمة - على حد قوله - ضد فريقه على خلفية الأحداث التي رافقت المباراة الختامية لنهائي الدوري العام الشهر الماضي. وأضاف اليريمي ان فريقه جاهز ومستعد جيداً لهذه المواجهة ، سيما ان اللاعبين تجاوزوا حالة الاحباط والتذمر التي أصابتهم عقب هذه القرارات. يذكر ان بطولة الكأس تعد ثاني أكبر البطولات الرسمية الكروية في اليمن بعد بطولة دوري النخبة، وشارك فيها 34 فريقاً هم قوام أندية الدرجتين الأولى والثانية وأربع فرق من أندية الدرجة الثالثة صعد منها فريقان إلى دور ال 32 بعد ان خاضت مباريات ذهاباً وإياباً. وأقيمت البطولة هذا الموسم بنظام الذهاب والإياب من دورين الكل مع الكل مع خروج المغلوب في مباراتي الذهاب والإياب، في جميع أدوار البطولة حتى النهائي.