تشير الدراسات إلى آثار السنوات الأولى من عمر طفلك في تكوين شخصيته وتحديد علاقاته الداخلية والخارجية لذا يجب الاهتمام بهذه المرحلة لتكوين عاداته في الجوانب المختلفة من عمل وتفكير وشعور ولعل أهم العادات والقيم التي نحاول تلقينها للطفل منذ صغره النظافة والنظام والترتيب ونلاحظ أن الأم تشدد على أن يصبح طفلها نظيفاً ومرتباً طوال الوقت.. في وقت تغضب من عدم اهتمامه بهندامه.. فكيف الوصول إلى ذلك؟! الاختصاصية زينب بنت حفيظ «ماجستير دراسات الطفولة».. نقلت بعض الارشادات التي تمكنك من جعل طفلك يهتم بنظافته. تفيد الاختصاصية زينب بن حفيظ «أن الطفل يكتشف، ويجب أن يجرب بنفسه، وينحو نحو الاستقلالية، إلا أنه محدود القدرات والطاقات لذلك فإنه لن يبقى دوماً بحال مرتبة وأنيقة» وتؤكد على ضرورة أن تتجاوب الأم مع قدرات طفلها وتفسح له المجال لتنفيس طاقاته حتى لو جنح نحو نشاطات تحول ثيابه إلى متسخة، وتقول: «يجب على الأم أن تسمح لطفلها باستخدام الألوان أواللعب بالرمل أو في الحديقة بملابس يسهل تنظيفها». وتشير إلى أن تعليم الطفل بشكل عام يرتكز على أسس تطبق عند تعليم الطفل النظافة والترتيب وأهمها: القدوة في التربية القدوة في التربية من أنجح الوسائل في إعداد الطفل، فهو يقلد الوالدين والمعلمين وكل من حوله سواء أشعر بذلك أم لم يشعر، لذلك فمن السهل تلقينه المبادئ والقيم ولكن من الصعب أن يستجيب لها مالم يرها مطبقة أمامه فإذا كانت الأم تطلب من الطفل دائماً أن يعيد الأشياء التي يستخدمها إلى مكانها بعد الانتهاء، وتكرر عليه أهمية الترتيب، وهو يجد أن والده أو اخوته لايطبقون ذلك، فمن الطبيعي ألا يستجيب ويترك أدواته مبعثرة هنا وهناك. إظهار الفرح عند القيام بالأعمال إن رؤية الطفل لأفراد أسرته وهم يقومون بأعمال الترتيب والنظافة ببهجة وسرور وبدون تذمر تجعله يتحمس لها فالأم التي تتذمر طوال الوقت من أعمال التنظيف تعطي طفلها انطباعاً مفاده أن النظافة والترتيب أمران مرهقان، مايجعله يتأفف بالتالي عند القيام بتلك الأعمال. ارشادات تسهل ذهاب طفلك بمفرده إلى الحمام إنارة الممرات والحمام ليسهل عليه الذهاب ليلاً. تمكين الطفل من الوصول إلى مقبض الباب وصنبور الماء بسهولة. التأكد من أن الماء الذي سيستخدمه ليس ساخناً. احرصي على أن تكون فرشاة أسنانه بعيدة عن موسى الحلاقة والمقصات. نظمي الأدوات في الحمام لتتلاءم مع طفلك، وابعدي الأدوات الخطيرة كالزجاجات وغيرها عن متناول يده. التشجيع والثواب لإكساب الطفل السلوكيات المرغوبة وتحويلها إلى عادات نحتاج إلى استخدام مبدأ المكافأة أوالثواب، سواء المعنوي منه أو المادي، فلا تترددي بمدحه أو إطرائه عندما ترينه يغسل يديه قبل الطعام أو بعده. عدم الوجوء إلى التحقير من الضرور لدى رفضك سلوك ابنك الخاطئ عدم تحقيره أو نعته بصفات مشينة ويمكن للأم عندما ترى طفلها قد ترك ألعابه مبعثرة إظهار عدم الموافقة بالقول له: «لقد تركت ألعابك على الأرض» ويجب أن تقترن عباراتها بالاقتراحات كدعوته إلى ترتيبها. استخدام القصص والأناشيد تعتبر القصص والأناشيد من أفضل الأساليب التربوية للطفل، ويمكن استخدامها لتلقينه المفاهيم والقيم بطريقة مسلية ودون أن نجعله يشعر أننا نريد تعليمه أو توجيه سلوكه وتحتوي القصص على السلوكيات التي تناسب المراحل العمرية المختلفة، وبعضها تدور أحداثها حول الأعمال التي يقوم بهاالطفل قبل نومه، من عشاء واستحمام وتنظيف أسنان وتقبيل والديه. كل هذه الأمور إذا طبقتها الأمهات فإنها تعتبر فعالة وذات فائدة كبيرة في عملية التطبيع الاجتماعي للطفل. الاستحمام والنظافة الشخصية وتركز بنت حفيظ على أهمية الاستحمام والنظافة الشخصية لطفلك، وتقول في هذا الاطار: «يستمتع الطفل بالاستحمام في سن صغيرة جداً، خصوصاً إذا حولنا هذا النشاط إلى فسحة للعب، ويجب تجنب إدخال الصابون أو الشامبو إلى عينيه لأن ذلك سيؤدي إلى رفضه الحمام بشكل عام». وتشير إلى ضرورة تدريب الطفل على غسل يديه ووجهه لإتقان هذه المهارة عند سن الثالثة، وعندما يطلب منه ذلك في سن الرابعة، فسوف يقوم بنفسه بهذا الأمر إذا وجد أنه يحتاج لذلك ويجب أن نبدأ بتعليم الطفل كيفية غسل أسنانه بدءاً من عمر السنتين، ورغم أن الطفل لن يقوم بهذا الأمر بشكل صحيح في هذه السن، وقد يمضغ الفرشاة أو يسقطها في الحوض، إلا أنه سيتقن تدريجياً هذه المهارة. استعمال المرحاض وتؤكد الاختصاصية بنت حفيظ أنه«عندما يتجاوز الطفل سن الثالثة تصبح أمعاؤه مدربة، ويصبح بمقدور 85بالمئة من الأطفال استخدام المرحاض للتبول أثناء النهار و60إلى 70بالمئة منهم يكونون جافين في الليل. وعلى الأمهات مراعاة النقاط الآتية: دعي الطفل يجلس على كرسي الحمام مرتدياً ملابسه ليعتاد عليها، وتذكري أن قراءة قصة له هي طريقة جيدة لإغرائه. اجعلي طفلك يجلس على كرسي الحمام باكراً أو بعد تناوله الوجبة، وعندما يكون من المرجح أنه بحاجة لذلك. ذكري طفلك بضرورة أن يغسل يديه بعد استخدام المرحاض، ويعتبر تعلم استخدام المرحاض عملية صعبة، لذلك تجنبي معاقبة طفلك بسبب الحوادث المفاجئة لاستخدامه له. ضعي طفلك في سريره مستيقظاً إذا غفا بين يديك ثم استيقظ ليجد نفسه في مكان آخر فقد يستغرق في البكاء بينما إذا تعرف الطفل على المكان الذي سينام فيه فإنه على الأقل سيكون مدركاً لسبب وجوده هناك.. وسيخف انزعاجه من الأمر ومع الوقت سيتعلم الخلود إلى النوم بنفسه.