قال لي وهو ينفس عن همه: أحس أنني مكبل يا صديقي بل عاجز ومشتت في كل اتجاه أنا في غاية الذهول ولم أتقدم خطوة واحدة منذ أمد بعيد. ثم أردف قائلاً والدمع على عينيه: ليس مثلي من يقهره الكسل ويقعده الخمول ويشله العجز.. وأجهش صاحبي بالبكاء ولم يستطع مغالبته, كل هذا وأنا أصغي إليه باهتمام وتبسم فأنا أعرف الرجل صلباً متيناً ممن يدخرون للشدائد ويقصدون للشدائد وكأنما قلبه قُدَّ من صخر وصهر من حديد حينما يدلهم الخطب, وما كان صديقي ليظهر بهذا المظهر أمامي لولا أنها صحبة العمر وعشرة الدرب وخلة الروح. فلما انتهى صاحبي من بث حزنه وشكواه قلت له: جاء دورك للإصغاء اسمع يا حبيبي كلنا يشعر من حين لآخر أنه مصاب بالشلل النفسي والعجز الفكري وعدم القدرة على الحراك وهو شيء يبدأ أول ما يبدأ بالمخ حينما تتزاحم الأفكار وتتعاكس التصورات وتتعسر الحركة في أنفاق ودهاليز العقل (الدماغ) فيحدث خلل بالطاقة فيتحجر البدن رغم توقد الهمة وتخمد الطاقة رغم اشتعال الرغبة. كم مرة يا صديقي تريد فعل شيء ولكنك تشعر أنك عاجز عن القيام به, ألا يحدث لك هذا؟! أشار صديقي برأسه أن نعم. منذ أيام الصبا ونحن نسمع أن في الحركة بركة إلى أن اتسعت مداركنا فعلمنا أن كل شيء في الكون يتحرك بشكل دائب من أكبر الأجرام من المجرات وكواكبها إلى الذرات وإلكتروناتها والنواة وجزيئاتها، وانظر في نفسك تجد كل شيء فيك يتحرك القلب ينبض والدم يجري في العروق والرئتين تستقبلان وتمرران الهواء إلى الخارج والغدد تفرز العصارات..............الخ بشكل حثيث مستمر. هذا نظام كوني وسنة ربانية ولذا كان معلم البشرية يتعوذ بالله من العجز والكسل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال وكلها حبس للحركة وسد للطاقة. تأمل الحديث جيدا تجد حبساً للحركة النفسية والفكرية والمالية والبشرية ... وإذا طلبت من أخيك تعريفا جامعا يشمل الصحة والبركة معا أقول لك صديقي: (إنها حركة سلسة انسيابية بجهد ذكي ممتع في الفكر والنفس والبدن)...ومضيت أفيض بسيل منهمر من الأفكار أذهلني تواردها حتى خشيت على نفسي من الغرق في طوفانها وصاحبي كأن على رأسه الطير ينظر إليَّ باستغراب ودهشة وكأنه استعذب الحديث واستأنس بالحوار. قلت لصاحبي دعنا نطبق هذا التمرين البدني البسيط: _ ارفع يديك باتجاه السقف المرفوع بهدوء، اتركهما ممدودتين في وضع الابتهال، ارفع رأسك اعد رأسك إلى وضعه الطبيعي انزل يديك ببطء , كرر العملية عدة مرات وإذا شعرت بالراحة والامتلاء السعيد فذاك يعني أن البلادة تغادر باحتشام. _ ردد معي بنبرة واثقة: إنني قادر بعون الله على التحرك كيفما أشاء. _ اضغط على ظهر قدمك بأصبع السبابة على مسافة عرض ثلاثة أصابع من قاعدة إصبع الإبهام حتى تشعر بألم خفيف. _ كرر العملية مع الرجل الثانية. _ اضرب بقبضتي يديك على فخذيك لمدة دقيقة صعودا ونزولا ، من أجل تحفيز طاقة الكبد لأنها المسئولة عن البلادة والنشاط ومن أجل إيجاد مناخ نفسي للإثارة والدافعية والحركة. فشعر صاحبي وشعرت معه بلذة الإحساس بالراحة ونحن نقول: تلقينا على الفور تحفيزاً مؤثراً.