ورد في سورة البقرة ذم أنواع من الخضراوات التي ينتج عنها روائح مقززة وكريهة تؤذي من يصيبهم منها شيء...فقال الله تعالى على لسان بني اسرائيل: «وإذ قلتم ياموسى لن نصبر على طعام واحد فادعُ لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها» ثم أردف الله تعالى يقول على لسان موسى في نفس السورة والآية: «قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير» فالبقل وما شابهه والبصل والثوم وأمثالهما من الأطعمة المكروه تناولها خلال الصلوات بصورة عامة وفي شهر الصيام بصورة خاصة، ورغم هذه الآية الصريحة والرادعة إلا أن بعض المصلين لا يتحرجون في تناولها ثم يتجشأون على الناس فيصيبونهم بحالة من الارتباك، لأن ذلك يجعلهم طوال الصلوات يحاولون اتقاء التعرض للروائح الكريهة وتنصرف أذهانهم عن الصلاة والخشوع إلى مقاومة جشاء آكلي الثوم والبصل والكراث والبقل..والأعجب أن يتم التطرق إلى مثل هذه السلوكيات لكن القليل فقط من يتعظون ويشعرون بأنهم يؤذون المصلين والملائكة بنتانة الغازات التي تتخلص منها بطونهم عبر أفواههم..ظانين أن لاحرج في ذلك لأن الرسول «صلى الله عليه وسلم » قال: «لخلوف فم الصائم أطيب عندالله من ريح المسك» وهو استشهاد في غير محله وخاطئ من يتعمد إيذاء المصلين ويزعم أن الحديث الشريف الآنف الذكر يبرر له ذلك.. فالجشأ أخبث من ريح الفساء!! وجاء في حديث النهي عن أكل الأطعمة الكريهة الرائحة أحاديث تحذر من ذلك، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:«من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يقربن مسجدنا».. وفي رواية للإمام مسلم «فلا يقربن مساجدنا»..وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن ولا يصلين معنا» متفق عليه.. وفي رواية لمسلم «من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم»..