يسعى العديد من الصائمين إلى تحسين مظهره وزيه بحيث يتواكب مع الشهر الفضيل،فيظن أن رمضان يحتاج إلى ملابس وطقوس محددة ينبغي له أن يوفرها في هندامه وأن يغلب على سيماه اللباس الأبيض، وملازمة المسبحة ليديه، وكذلك مسواك عود الأراك لابد أن يستاك به كلما توجه إلى المسجد لأداء الفرائض.. والغريب أن تتمكن هذه المظاهر التعبدية من أفكار الصائمين والمصلين فيعمدون إلى القشور ويتناسون أو يغفلون من غير قصد عن التزكية للنفوس والضمائر والتهذيب للأخلاق والعادات والتجديد في طرق حياتهم،والتنويع في النوافل التي تزيد صاحبها من الله تعالى قرباً،وتثقل موازين حسناته، وتنمي فيه حب العمل الصالح في رمضان، وفيما يليه من الأشهر، وبحيث يخرج رابحاً غير خاسر،رابح التقوى وهي الغاية الكبرى للصيام خاصة وللعبادات عامة.. أما الاعتياد على الإمساك بالمسبحة والمسواك وشراء المصاحف وتوزيعها على المساجد واعتبار ذلك من الواجبات فهذا التباس في مفهوم الصيام وفي الأولويات التي تقرب العبد إلى الله منزلة أفضل، وتهيئه لأن يكون جديراً بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.. ولهذا..فإن الانفاق على أهل بيتك من أعظم الطاعات، كما أن الصدقة التي تفرج بها كربة من كرب المسلمين المحتاجين والغارمين واليتامى والفقراء أعظم وأفضل عند الله من شراء مليون مسبحة أو مصحف وتوزيعها على المساجد.. لأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم في سورة البلد« فلا اقتحم العقبة..وما أدراك ما العقبة، فكُ رقبة، أو إطعام في يومٍ ذي مسغبة، يتيماً ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة».