الثعلبة قد تصيب مساحة من الجلد أو تشمل شعر الرأس كله أو الذقن أو الشارب والحاجبين هناك عوامل تساعد على الإصابة منها العامل الجيني على الرغم من أن الوراثة ليس لها دور في الإصابة أحياناً تصاحب الإصابة بالثعلبة أمراض أخرى مثل البهاق والغدة الدرقية المناعية ومرض السكر كلما زادت مضاعفات الثعلبة ارتفعت معدلات الإصابة بالصداع ويستلزم ذلك سرعة العلاج شعر الرأس لدى الإنسان ليس له وظيفة أساسية.ولكن له قيمة جمالية،وخصوصاً عند الإناث حيث إن تساقط الشعر يعتبر مشكلة كبرى، فقد يسقط فجأة دون أية مقدمات أو تغييرات ظاهرية في الجلد.. وهذا ما يطلق عليه مرض الثعلبة...الذي لايعرف أحد تطوراته وسرعة انتشاره أو استجابته للعلاج، فهو كما يظهر يختفي فما طبيعة هذا المرض؟ وهل يستغرق وقتاً طويلاً لعلاجه؟ تعتبر الثعلبة مرضاً من الأمراض الجلدية الشائعة فهي تصيب المرأة والرجل وفي أية مرحلة سنية، هذا ما أشارت إليه الدكتورة سمر محمد الطحلاوي استاذ الأمراض الجلدية بطب قصر العيني موضحة أن الثعلبة مرض غير معد يصيب فروة الرأس ويظهر فجوة على شكل مساحة خالية من الشعر غير مسبوقة أو مصحوبة بأية أعراض، ولا يحس بها المصاب إلا من خلال الحلاق أو الكوافير أو أحد المخالطين له وتطورات الثعلبة تختلف من حالة إلى أخرى من حيث شكل المرض وانتشاره ومن هنا كانت الصعوبة لعدم معرفة وقت ظهور الشعر مرة أخرى أو استجابته للعلاج. تضيف الدكتورة سمر أن للثعلبة أنواعاً...محددة شاملة الرأس كلها شاملة الرأس والجسم مثل الذقن والشارب والحاجبين بمعنى أن الثعلبة المحددة من أشهر الأنواع انتشاراً وأكثرها شيوعاً واستجابة للعلاج، فهي تصيب منطقة واحدة أو عدة مناطق في الرأس ويصبح الجلد في المنطقة المصابة أملس وليس به احمرار أو قشور أو حكة ومن المعروف أن أسباب الثعلبة غير معلومة، ولكن توجد عوامل تساعد على ظهورها كالاستعداد الجيني أي أنها لاتورث ولكن إذا أصيب بها الأب أو الأم يحتمل أن يصاب بها الأبناء. أيضاً العامل النفسي يؤدي إلى الإصابة بها،كما أن المناعة الذاتية تجاه الشعر لها دور مهم في ذلك وأحياناً تصاحب مرض الثعلبة أمراض مناعية أخرى مثل البهاق والغدة الدرقية المناعية ومرض السكر. التشخيص والعلاج تذكر الدكتورة سمر أن تشخيص مرض الثعلبة يتم بواسطة الفحص الاكلينيكي وقد نحتاج إلى عمل تحليل للدم لاستبعاد وجود الأمراض المناعية المصاحبة، وفي حالة الشك في بعض الحالات يفضل أخذ عينة من الجلد لمعرفة طبيعة المرض ووضع بصيلات الشعر من الجلد، وتحديد مدى احتمال نجاح العلاج، ويجب الإشارة إلى أن هنا أسباباً أخرى تؤدي إلى تساقط الشعر غير مرض الثعلبة مثل تينيا الرأس، وخصوصاً التي تصيب الأطفال، ومرض الحزاز الجلدي والذئبة الحمراء وشد الشعر العصبي. أما عن العلاج المتبع في علاج الثعلبة المحددة كما تقول الدكتورة سمر فإنه يتمثل في عدة طرق من أبرزها بعض المستحضرات التركيبية الموضعية مثل صبغة اليود أو مركبات معينة تساعد على تهيج الجلد لزيادة الدم الواصل للمنطقة المصابة مما يؤدي إلى نمو الشعر فيها،ومن الجدير بالذكر أن استخدام الثوم والشطة يفيدان في نمو الشعر. كما أن مستحضرات الكورتيزون الموضعي في صورة دهان أو حقن تعتبر فعالة وهناك أيضاً مستحضر «الانثرالين» كدهان 1.0%بحيث يوضع على المنطقة المصابة مساء بكميات بسيطة ثم يزال صباحاً بواسطة زيت الزيتون أو جوز الهند. تؤكد الدكتورة سمر أيضاً أن هناك بعض المستحضرات الحديثة مثل «الثاكروليموس» تستخدم كدهان أيضاً. وفي بعض الأحيان يحدث عند بعض المرضى إذا لم تعالج الثعلبة تحسن تلقائي من ثلاثة إلى ستة شهور. أما علاج الثعلبة شاملة الرأس أو شاملة الرأس والجسم فيكون عن طريق التحفيز المناعي، وهو عبارة عن مادة «الدايفن سيبرون» التي تحضر في صورة سائل ذات تركيزات معينة متصاعدة وتستخدم في صورة دهان يوضع على المنطقة المصابة وبواسطة الطبيب المختص وعلى عدة مراحل..وينبغي على المريض ألا يقلق عندما يحدث التهاب لأن هذا علامة على نجاح طريقة العلاج بل يجب الاستمرار إلى أن يتم الشفاء ثم الذهاب إلى الطبيب بعد ذلك مرة كل شهر للمتابعة. كذلك هناك العلاج بالأشعة فوق البنفسجية «أ» (puva) مع تناول أقراص معينة أو استخدام دهان«الميلادينين» على عدة جلسات مرتين أو ثلاث مرات اسبوعياً، لأنها تساعد على نمو الشعر في الرأس والجسم ،والاستجابة في هذه الحالة تختلف من شخص إلى آخر حسب طبيعة الحالة كما يمكن أيضاً استخدام عقار «الميثوتركسان» في صورة أقراص أو حقن بالعضل تؤخذ في بعض الحالات التي لاتستجيب للطرق السابقة ويمكن استخدام أيضاً عقار الكورتيزون عن طريق الفم أو حقن بالعضل وهذا العلاج يعطي تحسناً سريعاً ولكن عند التوقف عن أخذه تعود الحالة كما كانت مع الأخذ بالاعتبار أن الكورتيزون له مضاعفات كثيرة لذلك لا نلجأ إليه إلا في أضيق الحدود. ولاننسى هنا العلاج التجميلي والذي يتمثل في استخدام الباروكة أو اللجوء إلى زرع شعر صناعي في حالة عدم الاستجابة للعلاج. الثعلبة والعامل النفسي يقول الدكتور حسن الشربيني جمعة استشاري الأمراض النفسية والعصبية: مرض الثعلبة عبارة عن التهاب مزمن في بصيلات الشعر ترجع أسبابه إلى عوامل متعددة منها بعض الاضطرابات النفسية التي تصاحب هذا المرض مثل نوبات الاكتئاب واضطراب القلق العام الذي يظهر نتيجة لتراكم قلق نفسي كوجود مشكلة يصعب حلها،أيضاً الخوف الاجتماعي مثل خوف الطالب من الامتحان أو توتر اعصاب أحد الوالدين خوفاً عليه كذلك الاضطرابات النفسية الناشئة عن سوء التأقلم، يضاف إلى ذلك الضغوط النفسية التي غالباً ما يحدث بعدها الإصابة بمرض الثعلبة مثل وجود بعض المشكلات العائلية التي تتعلق بعدم كفاية الدخل ومتطلبات الحياة اليومية. كما أن الأزمات الشديدة تكون أحد الأسباب المؤدية إلى ظهور مرض الثعلبة مثل سماع خبر محزن كوفاة شخص عزيز أو حدوث خسارة كبيرة. ثم يشير د.حسن إلى أن العلاج النفسي والاجتماعي مهم جداً في علاج الحالات الشديدة من مرض الثعلبة لأنهما يكونان جزءاً مهماً من العلاج العام لهذا المرض. كذلك فإن استخدام الأدوية النفسية مثل مضادات القلق ومضادت الاكتئاب تفيد أيضاً في مثل هذه الحالات،لأن كلما زادت حالة الثعلبة كان الصراع أشد وهذا يحتاج إلى مجهود كبير لمعرفة سبب هذا الصراع.