القاعدة مدينة كباقي مدن اليمن تعيش حالة الإطفاء المتكرر بل تدهور الخدمات الكهربائية حتى أصبح معظم المواطنين يعتمدون على مصادر كهربائية أخرى وفردية تقلل من الظلام فعلاً لكنها تسبب كارثة بيئية خطيرة قد نعرفها في القريب العاجل. وحادثة هذا العدد قد تكون حصلت هنا أو هناك في نفس هذا الشهر الكريم التي تكون نتاجها أكبر في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وعودته بل وتكرر الإطفاء أكثر من مرة قد يتسبب في عطل أجهزة بل أن الكثير قد حرموا منها لكن منطقة القاعدة تحمل إلى جانب ذلك صفة مميزة وهي اهمال الشبكة الداخلية التي تمثل كارثة إذا ماعرفت أن مجرد الرياح تنذر بخطر يداهم كل من يمر تحتها وخصوصاً الشارع العام بالمدينة . الحادثة فيما كان أهالي مدينة القاعدة يستعدون لنوم عميق بعد أن أمضوا ليلة رمضانية مباركة في مجالس المدينة وخصوصاً في قاعة أحلى ليالي والتي تضم الفعاليات الثقافية والفنية والاجتماعية التي ينظمها منتدى المستقبل في إبداع مميز لفت الجميع له وسجل كل الحاضرين شكرهم لداعم هذا النشاط الثقافي المبدع الشاب نبيل عبدالملك عبدالله الذي قال للإنسان. «فيما كان الشارع العام بالمدينة خالياً من الازدحام المروري الذي يتميز على مدار الساعة بالمدينة مع وجود رجال المرور كون الوقت في الساعات الأولى من النهار سمع أصوات انفجارات وأعمدة دخان متصاعدة في السماء سارع كل من سمع تلك الأصوات نحوها تجسيداً لروح الإغاثة والمساعدة التي يتميز بها أبناء اليمن في كل زمن.. اندفع الناس للمساعدة وعند وصولهم إذ بتلك الأدخنة خارجة من بقالة السعادة والتي هي أكبر بقالة بالمدينة ومع تواصل أصوات الأنفجارات كان الجميع يدعون الله سبحانه وتعالى أن يسلم كل ما في البقالة وأن يحفظها ويسلم من في داخلها وتوجه الناس لمحاولة معرفة من فيها وتعالت أصواتهم لكن لاحياة لمن تنادي وعندما عجزوا عن فتح أبوابها استعانوا بشاحنة وفعلاً تم ذلك وتدافع الناس يحاولون اطفاء الحريق الذي شب.. وسط ذلك برز آخرون تمثلت فيهم روح الفداء والتضحية من أجل الأخرين لا يهمهم العواقب التي قد تحدث لهم وهم يندفعون إلى داخل البقالة. يبحثون عن أشخاص قد تأثروا أو أصيبوا ولكن عناية المولى عزوجل كانت قد سبقتهم ولم يكن هناك أحد وبعد التأكد سعوا نحو مصدر إشعال الحريق ومنعه من مواصلة جريمته وفي ذلك الأثناء كان الشاب رفيق أحد المتعاقدين مع مؤسسة الكهرباء يقوم بدور إنساني وأقدم بل وخاطر بنفسه وتمكن من فصل التيار الكهربائي الذي تسبب بالماس ووسط ذلك كله كانت نظرات الموجودين معبرة عن الحزن فيما كان صاحب البقالة يمثل الحكمة والصبر بعد أن حضر من منزله وشاهد ذلك الدمار قائلاً حق الله هو أعطى وهو الذي أخذ. وحتى يكتمل المشهد لابد أن أشير إلى أن حجم الخسارة قد تصل إلى عشرات الملايين وهنا اقول كم من جهاز أحرق وكم هي ساعات الليل المظلمة وكم هي آهات المواطنين والكل يتألم فمن يعوض صاحب بقالة السعادة خسارته الفادحة في الشهر الفضيل.