كما يدل لذلك قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سئلت:كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان؟فقالت:«ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة:يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن،ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً. فقلت: يارسول الله،أتنام قبل أن توتر؟ قال: ياعائشة ، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي »البخاري «2013» وحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: «قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول،.ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل،ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لاندرك الفلاح، وكانوا يسمونه السحور» النسائي حديث صحيح. وقد تأسى أصحابه الكرام رضي الله عنهم به صلى الله عليه وسلم من بعده في إطالة القيام،فعن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: «أمر عمر بن الخطاب أبيّ بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، قال: وقد كان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وماكنا ننصرف إلا في فروع الفجر» وعنه رضي الله عنه عند البيهقي في الكبرى قال: «وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه من شدة القيام»السنن الكبرى للبيهقي 2/496. وبذا يبين لنا خطأ كثير من أئمة المساجد الذين يخففون صلاة التراويح جداً في رمضان،حتى إن المرء لا يكاد يفهم قراءتهم فيها،ولا يتمكن من إقامة أركان الصلاة وواجباتها،فكيف بمستحباتها وما يعين على الطمأنينة فيها. مع أنه من المتقرر عند أهل العلم أنه يكره للإمام أن يخفف الصلاة تخفيفاً يحول بين المأمومين وفعل ما يستحب، فكيف بما يجب؟! ويبين أيضاً خطأ بعض الحريصين على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم والذين يبذلون وسعهم في التأسي به في العدد، دون مراعاة كيفية قيامه صلى الله عليه وسلم، من إطالة وخشوع ومزيد تذلل وطمأنينة، نسأل الله تعالى الهداية للخير والتوفيق للصواب. لكن على من كان إماماً للناس في مسجد من مساجد المسلمين أن يطمئن على موافقة جماعته له، فإن لم يوافقوه على الإطالة الشديدة، فله أن يطيل بهم طولاً لايشق عليهم، لقوله صلى الله عليه وسلم:«إذا قام أحدكم للناس فليخفف، فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير،وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ماشاء» البخاري.