أن تكتسب تسميتها الحالية نسبة إلى مركزها الإداري ومينائها الرئيسي عرفت محافظة الحديدة منذ القدم باسم تهامة اليمن، وبحكم موقعها الجغرافي المميز المطل من جهة الغرب على أقدم بحار العالم «البحر الأحمر» فقد شكلت واحدة من أهم المناطق التي هيأت للإنسان اليمني التفاعل مع العالم من حوله عبر العصور .. والحديدة تهامة اليمن بصفة عامة من أول الساحات اليمنية التي شهدت تحولات هامة ومعارك تاريخية وطنية حاسمة لصد الغزاة والمستعمرين على اختلاف أجناسهم وتنوع مآربهم وأطماعهم كالرومان 24 ق.م والأحباش 525م والأيوبيين 1173م والمماليك 1517م والأتراك العثمانيين 1538م كما شهدت تأسيس ونشأة العديد من الدويلات اليمنية التاريخية القديمة التي امتدت واتسع نفوذها كالدولة الزيادية «818م 1018م» والنجاحية 1021م 1159م والمهدية «1159م 1173م» والرسولية «1229م 4541م».وكان لحاضرتها القديمة مدينة زبيد ريادتها العلمية لفترات طويلة باعتبارها أحد مراكز العلوم الاسلامية واليمنية التي وصل تأثيرها العلمي بلداناً بعيدة مثل شرق أفريقيا ووسط وجنوب آسيا لذلك لاغرو أن تكتنز المحافظة في جنباتها ومناطقها العشرات من القلاع والحصون الأثرية والمدن التاريخية والموانئ القديمة مثل زبيدوبيت الفقيه وحيس والزيدية والفازة وغليفقه والأهواب واللحية والكدراء والمهجم. وتزخر مكتباتها العامة والخاصة بعشرات المئات بل والآلاف من المخطوطات العلمية في شتى العلوم النظرية والتطبيقية بالاضافة إلى احتوائها العديد من المواقع الأثرية الهامة المكتشفة حديثاً التي ترجع إلى عصور ماقبل التاريخ مثل موقع الرسوم الأولى في كيدة بمديرية حيس والنقوش والكتابات القديمة في جبل المكتبة بمديرية جبل راس والهامد بجبل الضامر بمديرية باجل والمنجارة والمدمن بالتحيتا ووادي مور وسهام وغيرها من المواقع. وفي هذا الاستطلاع سنعرّض على عدد من المقومات السياحية البارزة والمتنوعة التي تزخر بها محافظة الحديدة التي يجب أن تدعم بشتى الوسائل لما من شأنه تقوية البنية التحتية لهذه المواقع وتعويضها عن الاضمحلال الاقتصادي الذي دب في أوصالها منذ مايقارب ال91عاماً تقريباً وهي بدائل كفيلة باعادة تلك الحركة الدائبة والنشاط الدائم التي طالما تحلت بها المحافظة. المقومات السياحية لاينكر أحد المكانة الرفيعة التي تحتلها محافظة الحديدة بين الأقاليم السياحية اليمنية الأخرى حيث تتميز بتنوع المناخ بين مناطقهاالجبلية «جبل راس جبل برع» ومناطق الشواطئ والسهول والوديان كما تتمتع بتوافركافة مقاصد الطلب على المنتج السياحي «سياحة ثقافية تاريخية بيئية بحرية رياضات مائية غوص استجمام» إذ تضم بين مناطقها الواسعة وتضاريسها الفريدة عدداً كبيراً من المدن والمواقع الأثرية والتاريخية وتنتشر على امتداد سواحلها وفي مياهها العشرات من المناطق السياحية الجميلة والجزر البحرية البديعة الساحرة مثل «كمران تقفاش حنيش زقر عقبان المرك الطرفة» أضف إلى ذلك المحميات الطبيعية الجميلة كغابة برع وغابات الشورى البحرية في اللحية والمنيرة وكمران وغابات أشجار السلام بالزيدية والضحي والقناوص إضافة إلى شهرة المحافظة بوديانها ومناطقها الزراعية وموروثها الشعبي الذي مازال قوياً في الحياة اليومية للسكان وماتنتجه وتبدعه أياديهم الماهرة من مصنوعات ومشغولات تقليدية رائعة. امكانات سياحية فريدة وبقراءة بسيطة لتلك المقومات نستنتج أن تهامة اليمن تنفرد بإمكانيات سياحية نموذجية ومثال حي لما يمكن أن يكون عليه المنتج السياحي في تنوعه وتكامله وقدرته ومرونته في تلبية كافة رغبات ومقاصد السياحة سواءً كانت لسياح الداخل الذين يتوافدون عليها بالآلاف صيفاً وشتاءً وفي مواسم الأعياد والعطل والاجازات أو للسياح الأجانب القادمين من خارج اليمن الذين لاتنقطع أفواجهم عنها طيلة العام. وتأتي العوامل المكملة الأخرى ومنها توافر بنية مناسبة لخدمات الايواء السياحي والموقع الجغرافي للمحافظة كمنفذ بحري وبري وجوي رئيسي لليمن وارتباطها بشبكة طرقات داخلية مع المحافظات الأخرى لتعزز مكانتها وتوسع فرص الاستفادة من مزاياها السياحية المتنوعة. السياحة الثقافية وتأتي هذه السياحة في صدارة المقومات حيث تضم المحافظة العديد من المناطق القديمة الزاخرة بالكثير من الشواهد الأثرية والتاريخية النابضة بالحياة التي تؤكد قدم وعراقة النشاط السكاني للإنسان اليمني في سهل تهامة ومن هذه المدن«زبيد حيس بيت الفقيه اللحية الزيدية المراوعة» علاوة على المدن الأثرية المندثرة كالمهجم الكدراء فشال دوغان كزابة» كما تضم المحافظة أكثر من «37» قلعة وحصناً حربياً قديماً تتوزع في نسق دفاعي قديم يدعو للدهشة والإعجاب على طول امتداد المناطق الساحلية والداخلية «كقلاع اللحية جبل الملح الطائفالحديدةبيت الفقيهزبيدباجل المقرض الزهرة القناوص الضحي كمران.. إلخ». ويضيف التراث الفلكلوري الشعبي الثري المتنوع للمحافظة من صناعات حرفية وتقليدية وأسواق ومهرجانات شعبية عمقاً وبعداً آخر يعزز إمكانيات السياحة الثقافية. مناطق السياحة البحرية تتوافر مناطق ممارسة هذا النوع من السياحة على اختلاف أنواعه غوص رياضات مائية الاستجمام» والذي يلقى إقبالاً عالياً ومتزايداً في عشرات المواقع السياحية الجميلة الهادئة التي تمتزج عندها زرقة البحر«اللازوردية» الرائعة وخضرة أشجار النخيل والدوم والأعشاب البحرية المنتشرة على طول امتداد يزيد عن«004» كم هو حصيلة امتداد شواطئ المحافظة من اللحية شمالاً وحتى الخوخة جنوباً كالطائف النخيلة بحر جابر ابن عباس غليفقه الفازة المتينة الحيمة أبوزهر الكداح العنبرة» إضافة إلى عشرات الجزر البحرية اليمنية المتناثرة في البحر الأحمر والتي حباها الله تعالى بخصائص طبيعية نادرة وتكوينات مرجانية زاهية تزخر بالأحياء البحرية الغريبة والمدهشة ومنها كمران الزبير أرخبيل حنيش زقر تقفاش عقبان المرك حمر». السياحة البيئية وتتمثل أهم مناطقها في محمية غابة برع وأشجار الشورى في كمران ومستوطنات توالد السلاحف في عقبان وغيرها. السياحة العلاجية وتوجد في مناطق حمامات السخنة عين الكاذية بالزهرة عين شويع بالحجلية». السياحة الصحراوية ولهذا النوع من السياحة مناطقها المتعددة في محافظة الحديدة وأهمها منطقة زبيد الفازة والتي يتواجد بها مركز خاص وقطيع من الإبل. مناطق سياحة تسلق الجبال وتعد أهم مناطقها المتعددة والمأمونة جبل برع 2400متر عن سطح البحر جبل رأس 002 متر ، جبال دباس بمديرية جبل راس والركب بالجراحي زبيد الضامر باجل.