يعتبر صندوق الرعاية الاجتماعية أحد المكونات المهمة في سياسة الدولة الاجتماعية الهادفة إلى تخفيف وطأة الفقر على الشرائح الاجتماعية متدنية أو معدومة الدخل ، من خلال تقديم المساعدات النقدية للفئات الأكثر فقراً في المجتمع بما يكفل تخفيف معاناتهم ورفع مستواهم المعيشي إلى جانب إكسابهم القدرات والمهارات الفنية والمهنية من خلال برامج تدريبية من شأنها إلحاقهم بسوق العمل وتحويلهم أي المستفيدين من مستهلكين وعالة إلى منتجين وأصحاب مهنية حرفية . وقد اشتملت برامج وخطط صندوق الرعاية الاجتماعية كبقية مؤسسات الدولة على ما ورد في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح حفظه الله فيما يتعلق باختصاصات الصندوق والتي عمل على تنفيذها خلال السنوات الماضية . فرع الصندوق بمحافظة حجة كغيره من الفروع كان له إسهامات عديدة وبرامج واسعة النطاق وصلت إلى الفئة المستهدفة عبر جملة من المعايير والنظم التي اتبعت في تنفيذ خططه وفقاً للأهداف المرسومة له ، حيث وصلت حالات الضمان لكافة مديريات المحافظة الواحدة والثلاثين ومعها البرامج التدريبية والإنتاجية التي ينفذها الصندوق وبشكل جيد والذي كان له الأثر الملموس على أرض الواقع. وعن تلك الأنشطة وما حققه فرع الصندوق بمحافظة حجة كان لنا هذا اللقاء مع مديرعام الفرع الأستاذ محمد هادي القنازي ، الذي جمع بين الخبرة والنشاط وبين الإدارة الجيدة والعمل الميداني المتابع أولا بأول ، تزامناً مع أفراح بلادنا بالعيد السابع والأربعين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة .................... {.. بداية.. نبذة عن ما حققه الصندوق في المحافظة خلال الفترة الماضية؟ أولا أشكر صحيفتكم على هذه اللفتة الكريمة لفرع الصندوق بمحافظة حجة ، طبعاً حقق فرع الصندوق انتشاراً واسعاً ووصل إلى جميع قرى ومحلات وعزل المحافظة والجزر التابعة لها متجاوزاً معظم الصعوبات التي واجهها خلال تنفيذه أعماله، من خلال إيجاد وسائل أكثر واقعية لتخفيف وطأة وشدة الفقر ورفع المعاناة عن كاهل المجتمع ليس فقط في تقديم المساعدات المالية وحسب بل يتعدى ذلك إلى جعل هؤلاء المستفيدين عناصر نشطة في المجتمع من خلال القيام بتنفيذ برامج التنمية المستدامة لتأهيل وتدريب المستفيدين وتحويلهم إلى أسر منتجة وتقديم خدمات الإقراض لدعم المشاريع الصغيرة للمستفيدين بدون أي فوائد،إيماناً من قيادة الصندوق ممثلة بالمدير التنفيذي بأنه لا يمكن الحد من الفقر إلاَ بالقضاء على مسبباته. وفي إطار الخطط المرسومة لمهام الفرع والمقرة من المركز الرئيسي تم تنفيذ واستيفاء المهام المناطة بالصندوق المتمثلة في الآتي:- صرف مستحقات الحالات المستفيدة والبالغة " ستة وستين ألفاً وستمائة وسبعة وثمانين حالة. تحسين آلية الاستهداف للوصول إلى الحالات الأشد فقراً من خلال تطوير آلية حصر الأسر الفقيرة والبحث الاجتماعي ، والاعتماد على نظام المفاضلة الآلية بين الأسر التي تم حصرها . التنمية المستدامة لتأهيل وتدريب المستفيدين وإنشاء برامج الإقراض الأصغر لإيجاد أنشطة ذاتية مدرة للدخل. ومن خلال البيانات والاحصاءات الموجودة لدينا من واقع الميدان فقد استفادت المرأة من الإعانات التي يقدمها الصندوق بمحافظة حجة بنسبة بلغت(%48.22) من إجمالي حالات الضمان الاجتماعي المنجزة في المحافظة فيما بلغ معدل النمو في الحالات المعتمدة حتى نهاية العام الماضي 2008 ما نسبته (%345.66) كما بلغ حجم الإعانات المالية المقدمة من صندوق الرعاية الاجتماعية للأسر الفقيرة بالمحافظة في 2008م مبلغ(مليارين وثمانمائة واثنين وثمانين مليوناً وخمسين ألف ريال) . آلية صرف المستحقات {.. ماذا عن آلية صرف مستحقات الحالات المستفيدة المعتمدة ؟ حرص فرع الصندوق على تسهيل عملية صرف مستحقات الحالات المستفيدة وذلك عن طريق تطوير آلية الصرف من خلال الاستفادة من التجارب السابقة وتلافي سلبياتها للوصول إلى المستوى الذي يضمن تسليم المساعدات للمستفيدين بسهولة إلى مراكز سكنهم حيث تم وضع خط سير ثابت للصرافين يحدد مقرات الصرف والفترة الزمنية المحددة للصرف لكل مركز داخل إطار العزلة الواحدة على مستوى كل مديرية،وبلغ عدد الحالات المستفيدة من الصندوق حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي 2009م عدد(خمسة وستين ألفاً وسبعمائة واثنين وسبعين) حالة بمبلغ ربع سنوي (سبعمائة وأحد عشر مليوناً وستمائة وستة وخمسين ألفاً وأربعمائة ريال) ،وتنفذ عملية الصرف عبر كل من " مكاتب البريد في(ثلاث عشرة) مديرية لعدد(31132)حالة ، وأمناء الصناديق في (ثماني عشرة) مديرية لعدد(34640) حالة " ويسعى الصندوق إلى التوسع في تنفيذ عملية الصرف عبر مكاتب البريد في بقية المديريات وذلك خلال الأشهر القليلة القادمة. عملية مسح دقيقة ويشير القنازي إلى أن فرع الصندوق نفذ مؤخراً عملية المسح الاجتماعي الميداني الشامل للأسر الفقيرة بما فيها الحالات المستفيدة المعتمدة وبلغ إجمالي عدد الأسر الممسوحة بالمحافظة (مائة واثنين وتسعين ألفاً وخمسمائة وأربعة وخمسين) أسرة منها عدد(مائة وثلاثين ألفاً وخمسمائة وسبعين ) أسرة جديدة لم تكن معتمدة لدى الصندوق ،ومن خلال عملية المسح الشامل استطاع الصندوق الحصول على قاعدة بيانات آلية تحتوي على بيانات الأسر الفقيرة على مستوى مديريات وعزل وقرى وجزر المحافظة . تأهيل المستفيدين .. وقروض ميسرة وعن البرامج التدريبية للمستفيدين يؤكد مدير الصندوق بأنه تم عقد دورات تدريبية للمستفيدين وذلك عبر الجمعيات التنموية ومراكز التدريب والتنسيق مع مكتب الزراعة لعمل برامج تدريبية في مجال تربية المواشي والمناحل والتي استفاد منها (ستمائة وسبعة وثلاثون مستفيداً) والذين تم إلحاقهم بالبرامج التدريبية المختلفة ، ولتحسين مستوى الأسر المستفيدة المعيشي فإن الصندوق يقوم بمنح قروض بيضاء(بدون فوائد) وميسرة للمستفيدين الذين سبق تدريبهم وتأهيلهم لغرض إقامة مشاريع صغيرة من شأنها إدرار الدخل عليهم ، وقد استفاد من تلك القروض (مائتان وسبعون مستفيداً) منهم "تسعون مستفيداً من النساء" بمبلغ إجمالي قدرة (سبعة وعشرين مليون ريال) ويبلغ متوسط القرض الذي يمنح للمستفيد الواحد(مائة ألف ريال ) ويتم تسديد المبلغ خلال أربعة وعشرون شهر تبدأ بعد خمسة أشهر من تاريخ استلام القرض (تعتبر فترة سماح) وبعدها يتم التسديد إلى حساب الصندوق لدى البنك الزراعي وكل تلك البرامج والأنشطة تهدف إلى جعل الأسرة منتجة يستفيد من إنتاجها المجتمع من حولها بحيث تتحول بعد فترة معينة إلى داعمة للمجتمع لا عالة عليه . توزيع معونات القمح - ومن الاعمال التي نفذها فرع الصندوق خلال العام الجاري توزيع معونة القمح الإماراتية للمرحلتين الأولى "والتي خصصت للحالات المعتمدة " والثانية للحالات التي تم مسحها ولم تعتمد حتى الآن والبالغة " مائة وثلاثين ألفاً وخمسمائة وسبعين حالة " وذلك عبر اللجان الميدانية والإشرافية الموزعة على مختلف المديريات ، وفقاً للمسوحات الميدانية التي تم إجراؤها من قبل الصندوق سابقاً للأسر الفقيرة وبحسب المعايير المحددة قانوناً بما يكفل وصول هذه المساعدات من القمح لمستحقيها بعيداً عن أي تمييز أو مجاملات أو غير ذلك . صعوبات ..تتطلب التكاتف وعلى صعيد أهم وأبرز الصعوبات التي تواجه أعمال الصندوق بمحافظة حجة يؤكد مدير عام الفرع بأن في مقدمة تلك الصعوبات البعد الجغرافي للمديريات مما يؤدي إلى صعوبة تنفيذ العمليات الميدانية أثناء البحث والصرف والتتبع ، إلى جانب وجود قصور لدى بعض أعضاء المجالس المحلية(المعنيين بعملية الحصر) في آلية تسجيل وتحديد الأسر الفعلية الأشد احتياجاً للمساعدة ، وكذا تدخل بعض الشخصيات الاجتماعية ومحاولة التأثير على الباحث الاجتماعي أثناء دراسة الحالة ميدانياً لدوافع شخصية متنوعة(مادية كسب وجاهة) ومحاولة تضليل الباحث والتشكيك بمصداقية عمله ومصداقية الخدمات التي يقدمها الصندوق في حالة عدم تحقيق مطالبهم بدلاً من أن تكون تلك الشخصيات عاملاً مساعداً للصندوق في تنفيذ مهامه بشكل جيد . ومن بين الإشكالات التي تواجه الصندوق تدني فهم الشريحة المستهدفة بأهمية إدماجها ببرامج التأهيل والتدريب كضرورة وذات أهمية لتنميتها ورفع مستواها المعيشي واعتمادها على ما تحصل عليه من المساعدة النقدية ، وعدم إدراك المستفيدين أيضا بأهمية احتفاظهم بالبطائق الضمانية التي تمكنهم من استلام مستحقاتهم المالية من الصندوق واعتمادهم على الغير(الوكلاء) ، وفي ختام أهم تلك الصعوبات أن التطور والتوسع في عمل الصندوق يجري دون أن تواكبه تطورات في الإمكانيات المادية في ظل تدني النفقات التشغيلية الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في المخصصات المحددة لذلك بما يكفل تغطية احتياجات العمل . كلمة أخيرة أشكر كل من دعم وساند وساهم في إنجاح أعمال فرع صندوق الرعاية الاجتماعية بمحافظة حجة وفي مقدمتهم الأخ المهندس فريد أحمد مجور محافظ المحافظة رئيس مجلس الإدارة على ما يقوم به من جهود واضحة وفعالة في إيجاد الحلول للمشاكل والصعوبات التي تواجهنا أثناء العمل كما أن الشكر موصول للأخ منصور حسين الفياضي المدير التنفيذي للصندوق على دعمه المتواصل ومتابعته المستمرة لكافة أعمال الفرع ، ولصحيفتكم الغراء "الجمهورية" لما توليه من أهمية كبيرة في تغطية الأحداث والمنجزات والأعمال التي تقوم بها جميع المكاتب والوزارات وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على النشاط والإبداع لهذه الصحيفة.