يعد مرض السل من أكثر الأمراض الوبائية فتكاً بالانسان ونظراً لخطورة المرض وسهولة انتقاله من الأشخاص المصابين إلى الأصحاء عبر جراثيم وبكتيريا قادرة على الانتقال من شخص إلى آخر عبر التنفس ونظراً لتدني الثقافة الصحية في أوساط المجتمع وكذا الوصمة الاجتماعية التي تصيب المرض وتحول في كثير من الأحايين دون الوصول إلى الشفاء التام فإن مخاطر الاصابة بالسل أو الدرن ال« تي، بي» ازدادت حدة وشراسة ليس في بلادنا فحسب بل في كل أنحاء المعمورة. وبذلت كثير من المجهودات لوضع الاستراتيجيات الكفيلة بالحد من خطورة المرض وانتشاره عبر العلاج اليومي المباشر حيث أثبتت هذه الآلية الحديثة بأنها خير وسيلة ناجعة للشفاء وفي هذا السياق وعلى طريق ترسيخ وتعميم هذه الاستراتيجية تمت مؤخراً في مقر البرنامج الوطني لمكافحة السل بتعز فعاليات الاجتماع الدوري لمنسقي السل بمديريات المحافظة. مطابقة الاحصاءات وفي الاجتماع الذي حضرته ممثلة البرنامج الوطني لمكافحة السل مسئولة القطاع الخاص الدكتورة خديجة الدميني والدكتور رشاد صالح مسؤول المختبرات أكد منسق البرنامج بمحافظة تعز د ياسين ردمان الأثوري أهمية العمل الجاد من أجل مكافحة المرض مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بمطابقة الاحصاءات بهدف التعرف على الازدواجية وكذا الوصول إلى الغايات التشخيصية والعلاجية المطلوبة. أما الدكتورة خديجة الدميني مسئولة القطاع الخاص بالبرنامج فقد أوضحت بأن البرنامج الوطني لمكافحة السل يعد من أنجح البرامج الصحية الوطنية. من جهته تحدث الدكتور عبدالباسط الدبعي مدير الرعاية الصحية بمحافظة تعز عن أنواع السل داخل وخارج الرئة وعن سبل العلاج قصير المدى واصفاً استراتيجية العلاج اليومي المباشر بالفاعلة والناجحة وشدد على ضرورة لملمة الحالات التائهة وحصرها ومحاصرتها. المنسقون وحجم المشكلة وعن حجم المشكلة جاءت ردود المنسقين لبرنامج مكافحة السل على النحو الآتي: عبدالرحمن أحمد صدام الصبري منسق السل بمديرية الشمايتين نائب مدير عام مستشفى خليفة العام بالتربة قال: نعرف جميعاً أن مشكلة السل هي مشكلة عالمية باعتباره من الأمراض القاتلة وحسب الاحصاءات العالمية ففي كل عشر ثوان يموت مريض بالسل وعلى مستوى مديرية الشمايتين فإن عدد الحالات في تزايد مستمر وهذا ماأثبت من خلال السجلات وقد لوحظ تزايد الحالات خلال الربع الثالث من العام الحالي حيث بلغ عدد الحالات الإيجابية المسجلة 62 حالة وهذا الرقم قريب من الحالات المكتشفة في العام 8002م لكنه أكد المضي في طريق المكافحة من خلال التوسع في شبكة الخدمات على مستوى المديرية. أما منسق السل بمديرية صبر الموادم محمد علي ابن علي الرامسي فقد لخص معاناة المكافحة والتنسيق في مديرية صبر قائلاً: إن المشاكل التي يعاني منها مركز مكافحة السل في المديرية تعتبر من أصعب المشاكل حيث الحالات متباعدة في قمم الجبال وهذا يصعب عملية الإشراف اليومي لهذا يعطى المريض العلاج لمدة أسبوع بعد اتصالات ورسائل على ضرورة الحضور ومواصلة العلاج مع متابعة الفحوصات للشهر الثاني والخامس والثامن بالنسبة للنظام القديم ولكن الحمدلله خلال السنتين الأخيرتين ارتفع مستوى الوعي لدى المواطنين فالتزموا بتعاطي العلاج ومراجعة الطبيب. من جهتها لخصت الأخت لينا سعيد أحمد بشارة منسقة السل بمديرية ذباب المشاكل التي تواجهها وتتمثل في أن مريض السل لديه وصمة اجتماعية إضافة إلى عدم استجابة المريض للفحوصات المطلوبة من قبل المنسق«فحص البصاق» وكذا إحساس المريض واعتقاده بأن المرض قاتل يجعله غير ملتزم بالخضوع للفحص وتناول العلاج. أما مشكلة السل في مديرية خدير فقد لخصها لنا منسق البرنامج في الراهدة الأخ أحمد ابراهيم السامعي بالقول: أصبح المرض في تزايد مستمر في المديرية حيث بلغ عدد الحالات المكتشفة للربع الثالث من عامنا الحالي 52 حالة بعد أن كانت الحالات المسجلة للعام المنصرم 72 حالة وهذا يتطلب المزيد من التوسع في الخدمات الوقائية والعلاجية على مستوى المديرية بشكل عام. أما محطتنا الأخيرة فقد توقفنا فيها مع ممثلة مديرية المخا الأخت ملكة علي محمد حيث أوضحت معاناتها بعدم تقبل المريض للمعالجة جراء الوصمة الاجتماعية وكذا بعد المسافة بين المريض والوحدة العلاجية إضافة إلى تخلف بعض المرضى عن الحضور بالإضافة إلى عدم التعاون بين مسؤولي الوحدات الصحية والمديرية ومسؤول التثقيف الصحي وجهل المريض بالمضاعفات المتوقعة في حالة التخلف عن العلاج. {.. ماهو مرض السل..؟ السل أو التدرن مرض تسببه جراثيم السل التي تسمى عصيات«باسيلات» التي تدخل الرئتين عن طريق التنفس وحينما تتأذى الرئتان بهذه الجراثيم يبدأ الشخص المصاب بالسعال وإخراج القشع من الرئتين ولايستطيع التنفس بسهولة، وقد ينتقل المرض عن طريق شرب حليب الأبقار المصابة إلى الجهاز الهضمي إلا أن هذا النوع من السل أصبح نادراً وهو بالإضافة إلى غيره من الأنواع يعرف بالسل خارج الرئة والذي يصيب أي عضو من الجسم مثل: الجهاز البولي التناسلي الأمعاء العظام المفاصل الغدد اللمفية سحايا الدماغ العمود الفقري الدماغ. الأعراض تظهر الأعراض تدريجياً ولايلاحظها المريض إلا بعد عدة أسابيع أو أشهر والمريض المصاب بالسل الرئوي يشكو من: سعال لأكثر من ثلاثة أسابيع حمى وتعرق ليلي بصاق قد يكون مدمماً فقدان الشهية ونقص الوزن. التشخيص يتم تشخيص السل الرئوي بفحص البصاق وأحياناً عن طريق الكشف بالأشعة وبالوسائل المختلفة عند تعرض الأعضاء الأخرى من الجسم للاصابة. طرق المعالجة المأمونة فترة المعالجة وفقاً للفئة العلاجية المعتمدة هي من 6-8 أشهر في الفئة العلاجية الأولى وتقسم لمرحلتين المرحلة البدائية أو المكثفة وتستمر لشهرين يتناول فيها المريض أربعة أدوية مركبة في قرص واحد في نهاية هذه المرحلة 65 يوماً يعاد فحص البصاق للتأكد من خلوه من الجراثيم وإن لم تنته تمدد المعالجة بالأربعة الأدوية 82 يوماً. بعد انتهاء المرحلة الأولى وبعد التأكد من خلو البصاق من الجراثيم تبدأ المرحلة الثانية «المتابعة والاستمرار» حيث يعطى للمريض دواءان في قرص واحد ولمدة ستة أشهر 861 يوماً أو دواءان أحدهما الريفا مبيسين ولمدة 211 يوماً. وتسمى هذه الطريقة بالعلاج اليومي تحت الإشراف المباشر وقد ثبتت فاعليتها في ضمان الشفاء بشكل قاطع وهي تطبق حالياً في مرافقنا الصحية كافة. مريض الفئة الثانية يتعاطى الأدوية لثمانية أشهر وتقسم إلى مرحلتين الأولى مكثفة لمدة 65 يوماً خمسة أدوية + شهر «82 يوماً» أربعة أدوية أما المرحلة الثانية فيخضع فيها المريض للمتابعة على مدى خمسة أشهر 041 يوماً ثلاثة أدوية. DOTS الدوتس هو اختصار للمعالجة قصيرة الأمد تحت الإشراف اليومي المباشر حيث تعطى الأدوية لمريض السل في منزله تحت إشراف: عمال الرعاية الصحية الأولية. المتطوعون رواد المجتمع مثل المدرسين والمدرسات منظمات المجتمع المدني المجالس المحلية. أئمة المساجد عقال الحارات والقرى.