شهد القطاع الصحي في محافظة عدن توسعاً كبيراً في المنشآت الصحية والمراكز الطبية المنتشرة في مختلف أحياء ومديريات المحافظة. وتشير إحصائية لمكتب الصحة والسكان بالمحافظة أن عدد المنشآت الطبية في المحافظة بلغت 282 منشأة بينما كانت في مطلع التسعينيات 102منشأة. ورغم تطوير وتحسين قطاع الصحة ورفع مستوى الخدمات التي يقدمها، إلا أن المحافظة ما تزال تعاني من بعض المشاكل والأمراض الصحية وسوء التغذية وتدني مستوى الاصحاح البيئي وتزايد معدلات الاصابة بامراض القلب والسكر والالتهابات الشعبية. ويواجه هذا القطاع تحديات أهمها: تدني نصيب الصحة من الإنفاق العام والذي يتراوح بين (3-4)% تقريباً ما جعل الكثير من المراكز الصحية تعاني من نقص في تجهيزاتها وفي مواردها المالية وكوادرها الفنية والطبية. وتشير البيانات الصحية بأن نسبة الأطفال الذين تم تحصينهم خلال العام 2008م بلغت 92 في المائة ممن طعموا بلقاحي الخماسي وشلل الاطفال وبلغت نسبة الامهات الحوامل اللاتي تم تطعيمهن ضد مرض الكزاز خلال الفترة نفسها حوالي43 % وبلغت حالات الشفاء من مرضى السل الرئوي 197 حالة من اجمالي الحالات المترددة والبالغة 276 حالة اكمل منهم 35 حالة العلاج. وفيما يتعلق بالخدمات العلاجية فقد ظل مستوى امداد الادوية الذي تقوم بتوفيره وزارة الصحة من ميزانية الادوية السنوية منخفضا، ما ادى إلى غياب معظم الادوية الطارئة والاساسية وكذا ادوية الامراض المزمنة. ويوضح التقرير بأن مكتب الصحة تقدم إلى صندوق الدواء بطلب 215 صنفاً من الادوية ولم يتم استلام سوى 49 صنفاً بقيمة 27 مليوناً و515 الف ريال بنسبة توفير 22,8 %. ويبلغ عدد اطباء العموم في محافظة عدن 357 طبيباً في العام 2008م، فيما وبلغ إخصائي المهن الطبية 448 أخصائياً، وعدد الصيادلة 251 صيدلياً بما فيهم فني صيدلي وصيدلي في القانون. وبين التقرير ان اجمالي عدد المرضى التي تمت معالجتهم في مستشفيات المحافظة خلال العام الماضي 20 الفاً و232 مريضاً شكلت نسبة الاناث منهم حوالي 61 % فيما بلغ عدد المترددين على المستشفيات للحصول على العلاج 95 الفاً و383 مريضاً وبلغ عدد المستفيدين من فحوص الاشعة السينية في مستشفيات المحافظة 30 الفاً و 130 فحص اشعة بينما بلغ اجمالي عدد الفحوصات التي تمت في المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة بعدن خلال العام المنصرم 52 الفاً و750 فحص تنوع مابين علم الدم والهرمونات والامصال الفيروسات والميكروبيولوجي الطفيليات والكيمياء . من جهة أخرى بلغ اجمالي المبلغ الذي تم رصده لمشاريع الصحة في المحافظة استعدادا لاستقبال خليجي 20 ( 500) مليون ريال توزعت على تجهيزات ومعدات طبية وتشييد وغرف العمليات في مستشفى الجمهورية والادوية والمستلزمات الطبية وتجهيز وتاثيث مراكز اسعافية داخل المعلب بالاضافة الى شبكة ومحطة سيارات الاسعاف ومركز اقليمي لتدريب طواقم الاسعاف . وتطرق التقرير الى جملة الصعوبات والمعوقات التي تواجه القطاع الصحي موجزا اياها بغياب المرجعية التي يجب ان تقوم بتنفيذ السياسة الدوائية لغياب النظير المركزي في الوزارة والنقص الواضح والمستمر في توفير الادوية والمستلزمات الطبية مقارنة بحجم النشاط الذي تقدمه المرافق الصحية او مقارنة بالطلبات السنوية التي تقدم بالاضافة الى ضعف حجم ميزانية الادوية الطارئة التي تخصص للمستشفيات وعدم وجود نظير لها في المجمعات الصحية. واقترح التقرير اعادة العمل بنظام استعادة الكلفة بتشريع محلي كمصدر يحقق استمرارية توفير الادوية والمستلزمات الطبية ومتابعة تحويل الميزانية الحكومية السنوية للادوية وصياغة نظام لاعفاء المرضى غير القادرين على المساهمة في دعم الخدمة وكلفة الدواء والاسراع في تحديث السياسة الدوائية والقائمة الوطنية للادوية الاساسية. وطالب بتحديث التشريعات الصيدلانية وتأهيل وتدريب الصيادلة في مجالات صيدلية المستشفيات والرعاية الصيدلانية وتشغيل مراكز المعلومات الدوائية والسموم لتسهم في الوصف والصرف والاستخدام السليم للادوية وتفعيل برنامج الادوية الاساسية وإعداد برامج تدريبية لواصفي الدواء في المرافق الصحية وتوفير الحوافز الممكنة لتشجيعهم على وصف الادوية باسمائها العلمية وبموجب القائمة الوطنية للادوية.