رغم السنوات التي لا تعترف بها اية امرأة تصادفها لكن رغم ذلك تكاد السنين تبدو في كل تفاصيل السنيورتا الايطالية “دانيلا ريسي “ ومنذ الوهلة الاولى التي يمكن ان تقابل بها امرأة اوروبية وذات ملامح ودلع ايطالي تكتشف مدى ان تكون امراة شابة في عمر يتجاوز الخمسين عاماً , الشعر الاشقر والابتسامة وحتى الخطوات التي تتأرجح في كل فناء قصر الحوطة في مدينة الحوطة الحضرمية , وعندما تريد ان تلتقط لها صورة فانها تفأجئك بحركاتها التي تبدو امام الكاميرا كعارضة ايطالية في مدينة روما وفي موسم صيفي يجمع كل مصممي العالم ! تحدث اليها , كانت تنظر الى عيني باهتمام لما سأقول رغم ان هناك فاصلاً في اللغة ماعدا القاسم المشترك بيننا هي الانجليزية .. كنت مهتماً كثيراً ان استمع اليها وهي تتحدث عن اليمن وما لفت نظرها في اليمن . فهذه ليست المرة الاولى التي تزور اليمن فقد رحلت الى اليمن خمس مرات منذ مطلع عام 2006م وربما لن تكون هذه هي المرة الاخيرة , دانيلا تحمل انطباعاً يختلف عن الانطباعات التي وجدتها مع كثير من السياح الذين اتوا الى اليمن ,فبالرغم مما كانت تسمع عن اليمن في وسائل اعلام اجنبية لكنها كانت مصرة على زيارة اليمن واردادت ان تشبع فضولها من خلال الاطلاع والبحث عن اليمن في كتب ومن خلال شبكة الانترنت عندها قررت ان تأتي الى اليمن وهنا تقول ان ماشاهدته عن اليمن احسن بمائة مرة مما قرأت عنه وسمعت عن اليمن . عندما كنت انظر اليها وهي تحدثني كنت اشعر انها تتكلم بنظرات اعجاب جميلة من اليمن وباحساس كامل تتفاعل معه في كل كلامها الذي لا يخلو كل مرة من ابتسامة شقراء . تقول ان اول مرة وصلت فيها الى اليمن وفي ارض المطار شعرت بالخوف قليلا من منظر الجنبية التي يرتديها الناس لكن سرعان ماعرفت ان هذه هي اهم مكونات الزي الشعبي اليمني وادركت كم هم اناس طيبون ومسالمون واخلاقيون ويساعدون من غير مقابل بالرغم من فقر الناس لكنهم يضيفوك . التعبير الجميل الذي جعلني ابتسم هي الكلمة التي ترجمها المترجم وقال انها تعني الجعالة .! التي حصلت عليها من الاطفال في جبل برع والتي تحتفظ بها كذكرى الى الان . تقول ريسي انها تريد ان تزور مأرب والصحراء لكنها لا تستطيع ان تصل الى مأرب , لكنها ستزور شهارة وسقطرى لانهما من اجمل الاماكن في اليمن . اما مايزعجها هو اللباس الامني للمرافقين السياحيين وتتمنى ان يكون هذا اللباس هو لباس مدني او زي سياحي خاص حتى لا يخلق لدى السائح نوعاً من الخوف في ان الوضع مقلق لديهم ! لكنها بالمقابل تقول انها لا تشعر بالخوف رغم الدعاية الفاسدة التي تسمعها في كثير من وسائل الاعلام وتقول انها تخاف في ايطاليا اكثر من خوفها في اليمن ! اخيرا همست بصوت اعقبه ابتسامة وكما هو عادة الفضول النسائي وامنيتها لو تستطيع ان تنقل الفحسة الى ايطاليا حتى تستطيع ان تتذوقها في ايطاليا ! لكنها ربما ليس لديها اي استعداد ان تترك مهنة المحاسبة لتتجه الى العمل في صنع الفحسة الايطالية وتضيف اليها قليلاً من الاسباجيتي الايطالي لذلك ستذهب بهدايا مغايرة الى ايطاليا هي عبارة عن بعض التحف الفضية لانها تخلق لديهم نوع من الفضول للبحث والاطلاع عن اليمن . رغم اننا كنا في نفس اللحظة مغدرون مدينة سيؤن لكن كانت الاسبقية لها ان تودع ببعض من ابتسامتها التي تتدلع بها امام نظرات زملائي التي ربما يملأ قليلاًًًًًً من الاستغراب ولماذا اخذنا زاوية انفرادية في الحديث بعيداً عنهم .. ادركت كم هي الغريزة الانثوية كبيرة في ان تشاهد نفسها كيف بدت في الصور التي التقطتها لها وتخبرني بضرورة ان ارسل لها نسخة من الصحيفة .. وعدتها وربما اليوم ترى صورتها الخمسينية بملامح قد تبدو الى دلع مراهقة !