أتمنى لأمريكا الترابط الأسري الموجود في اليمن أنا اتنقل في مختلف المدن اليمنية مكشوفة الوجه والرأس دون ان يضايقني احد اكتشفت الشابة الامريكية هولي مع دخولها الجامعة انها تجهل العديد من الدول.. ففي العام الأول وهي تدرس تاريخ الشرق الأوسط الحديث برزت أمامها وفي مقرراتها الدراسية عدد من الدول الموزعة هنا وهناك غير ان اليمن واحدة من قلائل قالت "هولي" ان حضارتها ضاربة في القدم. أحبت اليمن ولم تكن قد اكملت عامها الجامعي الأول، وظلت على حبها لليمن حتى وهي تسمع وتقرأ عن وجود الإرهابيين في اليمن.. وعندما كان عليها قبل ان تتخرج الانتقال إلى إحدى الدول العربية لتعلم اللغة العربية اختارت اليمن دون الالتفات إلى ما تحويه القائمة من خيارات. تقول هولي المولودة من ابوين امريكيين من اهالي واشنطن: "أنا احب اللغات وأجيد منها خمس، اريد ان اتكلم مع اشخاص، اريد ان اعرف عن ثقافتهم كل شيء" وتتحدث عن بداية حبها للغة العربية "كان عندي صديق تونسي في مدينة نيويورك، كان يتكلم العربية ولم أكن افهم شيء مما يقول لكنها جميلة جداً واعجبت بها.. واصررت على ان اتعلمها». وتضيف: وعندما كان عليَّ قبل تخرجي من الجامعة الانتقال إلى احدى الدول العربية لتعلم اللغة العربية اخترت اليمن رغم تعدد الخيارات بدءا من القاهرة والاردن وسوريا ولبنان ودول الخليج وصولا إلى دول المغرب العربي. ^ وعن سبب اختيارها اليمن بالذات؟ قالت: لأنني اصلاً كنت قد أحببت اليمن وأنا أدرس تاريخ الشرق الأوسط.. وعندما اخبرت بعض اصدقائي وزملائي الذين سبقوني في تعلم اللغة انني اخترت اليمن للدراسة فيها باركوا هذا الاختيار وأكدوا لي صعوبة تعلم العربية واجازتها في دول المغرب العربي أو حتى في القاهرة. حبي لليمن في محله ^ كيف وجدت هولي اليمن.. وهل لا يزال حبها لليمن السعيد كما هو الحب الأول المرسوم في مخيلتها أم ان هناك ما عكر صفوها؟ «بالعكس.. لقد زاد حبي لليمن»، هكذا قالت هولي التي استقبلتنا في فناء كلية دراسات الشرق الأوسط للغات بابتسامة عريضة وصادقة قبل ان تصطحبنا إلى فوق.. إلى دور الثالث حيث اجرينا معها هذا الحديث.. ما الذي أخافها تتحدث هولي عن شعورها أول مازالت اليمن قائلة: "قبل عام وثلاثة اشهر تقريباً وصلت إلى صنعاء وسكنت احدى مبانيها القديمة.. في الاسبوعين الأول والثاني شعرت بشيء من الغربة.. كنت قلقة وخائفة إلا ان هذا تلاشى مع انتهاء الأسبوع الثاني.. لقد تأقلمت مع الحياة هنا، وقد تأكد لي ان حبي لليمن كان في محله وان حسي لم يخني هذه المرة". اسبوعين فقط من وصولها إلى صنعاء حتى التحقت هولي بكلية الشرق الاوسط للغات الواقعة في حي بير العزب جوار مبنى رئاسة الوزراء.. واصبح لديها كما تقول اصدقاء وزملاء يمنيين وأجانب تعرفت عليهم في الكلية، لكن ما الذي أخاف وأقلق هولي في أيامها الأولى من وصولها صنعاء؟!.. هل هو الإرهاب أو ما تختزنه ذاكرتها من اخبار حوادث الإرهاب واختطاف الاجانب في اليمن على يد عناصر تنظيم القاعدة؟.. لا. تقول هولي: "كنت خائفة في الاسبوعين الأول والثاني ليس خوفاً من الإرهاب أو انني قد اموت.. لكني وجدت كل شيء مختلف عما اعتدت عليه في واشنطن.. بيوت، ناس، لغة، الأكل.. كل شيء". هولي نطقت باسم "البالطو والخمار" بصعوبة بالغة.. مشددة على ان هذا اهم ما اخافها "وعندما رأيت كل النساء في الشارع يلبسن اسود ولا يرى منهن سوى اعينهن، جربت ان البسه على اساس انني قد اكون مضطرة للبسه، ولكني شعرت باختناق وضيق نفس "قالتها ضاحكة" والله اموت.. انا لم اضع على وجهي أية قطعة قماش طوال حياتي.. والأهم من ذلك تقول هولي انها من بلدة في واشنطن تهطل فيها الامطار بغزارة ودرجة الاوكسجين فيها مرتفعة. تبددت مخاوفها عندما عرفت انها لن تضطر للبس البالطو والخمار.. وهي الآن سعيدة "أنا امشي واتنقل في مختلف المدن اليمنية مكشوفة الوجه والرأس وبالثياب التي اعتدت لبسها في امريكا مع فارق بسيط.. دون ان يعترضني احد أو يضايقني. الشابة الامريكية هولي "29 عاماً) التي احبت اليمن قبل ان تراه على الطبيعة ربما انها لا تدري ان من أبناء هذا الوطن من يجهد نفسه ويسخر امواله وطاقاته لتشويه سمعة اليمن واظهار هذا الوطن أمام الرأي العام العالمي كما لو انها دولة غير آمنة وانها مرتعا للجماعات الارهابية. ^ ماذا عن الإرهاب في اليمن.. ألم تسمعين أو تقرأين ما يقال ويكتب بهذا الخصوص؟ نعم.. سمعت وقرأت. ^ ألا تخافين أن تكوني أنت أحد ضحايا الإرهاب؟ في الاسابيع والشهور الأولى من وصولي إلى صنعاء كانت تنقلاتي حذرة ومحدودة.. أولا الإرهاب لا يقتصر على اليمن.. الإرهاب موجود في معظم الدول بما فيها امريكا والدول الأوروبية.. ثانياً انا في الاسابيع والشهور الأولى من وصولي صنعاء كانت تنقلاتي حذرة ومحدودة لكني وجدت الشعب اليمني شعب مضياف وودود ويحاول ان يخدم الاجنبي قدر المستطاع، ولهذا انا الآن اتنقل دون خوف.. وقد زرت عدن وتعز والحديدةوإب وكوكبان ومناخة ولم يعترضنا أحد. ^ حادثة اختطاف وقتل الاجانب التي شهدتها مؤخرا محافظة صعدة.. كيف استقبلتيها؟ لا شك انها اثارت استيائنا كما اثارت استياء اليمنيين، ولكن احب اقول لك ان حوادث مثل هذه تحدث في مختلف بلدان العالم.. فحتى امريكا شهدت وتشهد حوادث إرهابية.. ويمكنك ان تموت في حادث صدام مع سكران أو شجار مع معتوه ناهيك عن جرائم العصابات والمافيا وكذلك في دول أوربا هناك حوادث ارهاب. ^ لكن مراكز ابحاث امريكية تحذر ممن اسمتهم المتشددين الاسلاميين في اليمن وقالت انهم يجرون اليمن إلى الهاوية؟ تنظيم القاعدة يشكل خطر ولكن ليس على اليمن وحسب.. القاعدة موجودة في غير اليمن وموجودة حتى في امريكا.. والمتشددين الدينيين موجودين أيضا في غير الديانة الإسلامية، هناك متشددون من معتنقي التوراة والانجيل. ^ الذين درسوا العربية في اليمن بعثوا برسالة موقعين عليها وعبروا فيها عن ادانتهم جريمة اختطاف وقتل الاجانب في صعدة متمنين لليمن الخير والسلام.. هل لك علاقة؟ نعم.. وجميعنا سواء الذين سبقونا في تعلم العربية هنا في اليمن أو الموجودين حاليا كلنا استأنا من هذه الجريمة ولكن هذا لم يغير قناعتنا وتحديدا انا شخصيا لم تتغير قناعتي وحبي لليمن، فمثل هذه الحوادث تحصل حتى في الدول المتقدمة. الطبيعة اليمنية ^ ما هي المدن اليمنية التي زرتيها؟ زرت عدن وذهبت إلى الحديدة، مناخة، كوكبان، إب واريد الذهاب إلى حضرموت والمهرة. ^ كيف وجدتي الطبيعة اليمنية؟ جميلة .. لكن عدنوالحديدة ضايقني فيها الحر والرطوبة، وارتحت كثيرا في إب انها جميلة وبديعة، لكن صنعاء اجمل واحبها كثيرا وقد اعود من امريكا للعمل هنا في صنعاء في احدى منظمات الأممالمتحدة أو أية شركة اراها مناسبة. ^ ماذا عن الجزر اليمنية هل زرت احداها؟ جزيرة كمران. ^ لماذا كمران بالذات.. لماذا لم تزوري سقطرى، هي اجمل؟ كنت في الحديدة وزرت الصليف وكانت المسافة كما علمت قريبة جدا إلى جزيرة كمران. ^ كيف وجديتها؟ جميلة جداً. ^ يبدو أنك مهتمة بنقش الحناء.. تبدين وكأنك عائدة من حفلة عرس.. أو مناسبة ما؟ "تضحك" نعم.. نعم .. في امريكا نادراً عمل مثل هذا.. وغالي جداً يصل إلى 50 دولار وما فوق.. لكني أراه جميل واعجبني. ^ هذا النقش تحرص عليه النساء في المناسبات؟ نعم "قالتها ضاحكة" انا كنت قبل أيام في إب وحضرت حفل عرس. ^ تحضرين حفلات اعراس؟ نعم.. كثير. ^ ما انطباعاتك؟ جميلة.. الجو العرائسي في اليمن جميل ولكن انا متعودة في امريكا ان ارى رجال ونساء في الحفل لكن في اليمن اجد نفسي وسط عدد كبير من النساء فقط.. وانا أرى بنات جميلات.. لا استطيع ان اشوفهن خارج بسبب البرقع.. أنا لم أرى جمال اليمنيات في أي دولة زرتها وكثيرات يدفعنني للرقص معهن. ^ وهل رقصت؟ نعم "ضاحكة" ^ وماذا عن الأغنية اليمنية هل تسمعين شيء منها؟ نعم.. اسمع الكثير ولكن لا استطيع ان أحدد من هذا ومن ذاك.. فقط ابوبكر سالم بالفقيه الذي استطيع ان احدد اسمه إذا سمعته يغني. في الختام سألناها عن أهم ما وجدته في اليمن وتتمناه لأمريكا.. تقول هولي التي ستعود إلى امريكا في أواخر هذا العام لتشارك زميلاتها وزملائها حفل التخرج.. وستعود بعد ذلك للعمل هنا في اليمن حسب قولها: "أهم ما لاحظته وشد انتباهي واعجابي في اليمن هو الترابط الأسري.. كل الاسرة يسكنون نفس الحي ويوم الجمعة كل افراد الاسرة يشوفون بعض ويجلسون مع بعض.. في امريكا لا يمكن ان اشوف جدتي أو خالتي أو عمي أو عمتي إلا في عيد الميلاد.. اشوفهم مرة واحدة في السنة». المصدر/ صحيفة الحوادث