ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلامي الكبير كفاح الكعبي ل«الجمهورية الرياضي»:
راهنت بأن البطولة ستقام في اليمن فقالوا عني مجنون
نشر في الجمهورية يوم 04 - 12 - 2010

الإعلام جذاب جداً.. ممكن يحرقك أو يعطيك فرصاً للحياة من جديد
راحتي في اليمن جعلتني أبتسم وأضحك.. وعمري ما ارتحت في بلد زرته مثل هذا البلد
حين تمنحك الظروف المهنية فرصة الالتقاء مع أساطين الكرة، النجوم، وقامات الصحافة الرياضية، فإنك بغريزة الإشباع الصحفي تنقاد إلى اغتنام تلك الفرصة الذهبية بإجراء حوار واستطلاع رأي، واقتناص تصريح خاص، وحصري يتعلق بقضية رياضية أو يستنبىء، ويتوقع.. الخ.
ولما جمعتني بطولة ”خليجي 20” في عدن إلى نجم الكلمة والقلم الرياضي.. والإعلامي البارع الأستاذ الرائد ”كفاح الكعبي” برق وميضه فخطف الأنظار.. كيف لا؟!
وهو القلم الجسور.. والسياسي الوقور.. والصحفي السافر في آرائه.. الواضح في أحاديثه الصحفية.. القريب بشجاعته وكارزميته من قلوب الجماهير الرياضية التي آمنت ”بكفاح” الفيلسوف، وسوالف ”الكعبي” وصدق وصوابية مواقفه، وثراء أطروحاته، وشفافية نقاشاته دونما رتوش ومكياج..
إنه قلب ينبض بالحب.. وقلم يومض حيويةً لاتضاهى.. ورجل عربي إماراتي ويفتخر.. كفاحه (كفاح) تمتد جذوره من (فاو) العراق، حتى (أبوظبي، زايد) وتستغرق عراقةً فتصل إلى أرض السعيدة وأصل العرب اليمن.
- المبتسم بتواضع إلى حد صياغة الدهشة على من لايعرف سمات وبساطة شخصية تتربع عرش الصحافة الجرئية.. ولها صولات وجولات إعلامية، وهبته سيرورة بين الأوساط الصحفية.. وتبوأ بكفاحه، ونزاهة كلمته، موقعاً فريداً، فصار إعلامياً لايضارع.. إنه (نسيج لوحده).
(الجمهورية الرياضي) حاوره.. فجاد وأجاد وبطبيعته وأريحيته التي باتت علامة ماركة على أحاديثه.. فخرجنا بما يمكن توصيفها ب(سوالف خليجية) وثرثرة سياسية بلافتات رياضية، وقضايا رياضية برؤى سياسية، والعديد من بدائع (كفاح) وروائع (الكعبي) التي نضحها لنا عبيراً وعِبَراً.. ورواها ببراعة القاص.. وفصَّل وأجمل وصوّرها، وعقَّدها وحلَّها بحنكة.. وحبكها بطلاقة لسانه، وتقطيعات (كعبية) انفردت بها صفحات (الجمهورية الرياضي) وهاهي مائدة الموسوعي الظريف.. والريالي الطريف.. الذي بارك ل(ميسي) إبداعه ولابنه البرشلوني إمتاعه.. وظلت الابتسامة حاضرةً أينما حضر.. وهاكم سوالفه.
واقع اليمن أجمل من الخيال
مرحيب بك في اليمن.. وخليجي 20 بعدن.. ماكانت توقعاتك وكيف وجدت الواقع؟
ياهلا بكم وبقراء (الجمهورية الرياضي) والله أنا أقول: إن الواقع في اليمن أجمل كثيراً من الخيال.. فلقد راهنت على أن البطولة ستقام في اليمن وكثيرون قالوا عني مجنون.. لأن الكثير من التوقعات تشير إلى أنها لن تقام.. لكن لما جئنا إلى اليمن، وجدنا الواقع فيها أكثر بكثير مما “إحنا قلناه”.. فوجدنا هنا الأمان والطيبة غير المحدودة.. والعفوية.. عفوية في الفكر بصورة غريبة جميلة.. لهذا “إحنا فرحانين” بإقامة البطولة في اليمن السعيد ووجودنا هنا أسعدنا.
“وبعدين عمرك ماتحصّل بطولة يطلع فريقها الوطني منها وتشوف هذا الكم الكبير والآلاف من الجمهور وعشاق الكرة مستمتعين بالمباريات لذلك نحن مستمتعين معهم”.
مستمتعون بوجودكم في خليجي 20.. فما متعتكم الحقيقية؟
المتعة الحقيقية جاءت نتيجة لطيبة هذا الشعب اليمني.. وأعتقد أن الإنسان اليمني يمتاز بما كان يحمله الإنسان العربي من طيبة، وأخلاق روحانية قبل خمسين سنة.. ومع أن المدينة غيرت طبيعة الإنسان العربي، وشوشت فكره، إلا أن اليمني مازالت الماديات لم تؤثر فيه كثيراً.. وأضاف لك مثلاً أنا عن نفسي لما ركبت التاكسي في عدن وعرف السائق “أنا مين، وشو أشتغل، مارضي يأخذ الفلوس”!! أقول له: هذا شغلك وهذا حقك.. فيقول لي: شغلي.. بس أنا أحبك واحترمك.. ورفض أخذ الأجرة وهي حقه.. وهذا التصرف ماتلقاه في أي مكان في العالم.. فهل هناك نموذج بهذا الوضوح وهذا الجمال.. أعتقد صعب أن تجد مثل هذا الأنموذج.. صعب.
الرياضة تلمِّع السياسيين
جميع من يعرفون أو حتى يرون (كفاح الكعبي) يجمعون على أنك تجمع بين الضرتين(السياسة والرياضة)؟ فإلى أيهما تميل؟
أنا فكري سياسي.. لهذا أميل إلى برشلونة الكاتلونية؛ لأنها كانت بلد الشعراء.. بلد المغنين.. بلد أفضل ناس بالإبداع في إسبانيا.. وأفضل ناس تغني الشعر هم الكتالونيون.. لكن لأني عشت في مدريد عشقت الرياضة وهي الحب الأولاني ماتقدر تغيره:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزل في الأرض يعشقه الفتى
وحنينه أبداً لأول منزلِ
أيهما تؤثر وتوجه في الأخرى.. السياسة أم الرياضة؟
كل منهما تؤثر في الأخرى.. لكن السياسة تؤثر على الرياضة كثيراً.. شوف الآن رؤساء اتحادات كرة القدم في أغلب دول العالم.. شوف الدول الملكية زي عندنا في دول الخليج على شأن تلمع أحداً لازم تحطه في الرياضة.. صدام حسين لما كان يريد أن يلمع ابنه عدي حطه وين؟! حطه في الرياضة.. والشيخ في أغلب دول الخليج شوف مين حطوا في اتحادات القدم؟.. وهكذا في النهاية إذا عايز تلمع واحداً وتخلي الناس تحبه ضعه في الرياضة.. يعني أن كرة القدم تلميع للسياسيين.
سياسة التلميع هذه هل جلبتها رياح غربية إلى المنطقة العربية؟
لا.. هذه موضة عربية شرق أوسطية أفريقية.. أي (العالم الثالث).
السياسة كسبت الرياضة
معني ذلك أن السياسة ربحت من الرياضة، وليس العكس؟
طبعاً.. ليش؟! لأن الفقير مايعرف هؤلاء الناس إلا في الرياضة لأنها موضوع إيجابي دائماً، وهي تحسن صورة السياسيين والناس، لأن فيها حماساً ووطنية، وهذه تذكي وتوقد فيهم آلاف المشاعر.. وليس فقط المشاعر، لأن الرياضة شيء محبب للنفوس، خصوصاً عند الفوز حيث يرتبط المنتخب أو النادي الفائز باسم الرئيس أو ابن الرئيس.. أو رئيس اتحاد الكرة أو رئيس النادي.. أو.. أو.. أو.. إلخ ولذلك فإن هذا الشخص السياسي ستكون شعبيته طاغية.
أحمد الفهد.. نقطة الخليجي المنيرة
كيف تقيِّم دور الشيخ أحمد الفهد – نائب رئيس الوزراء الكويتي – رئيس اللجنة الأولمبية الآسيوية وأخيه الشيخ طلال الفهد – رئيس اتحاد القدم الكويتي في تشكيل شخصية الأزرق اللذين ساندا المنتخب الكويتي حتى وصل نهائي خليجي 20؟
شوف أحمد الفهد يعتبر مثالاً رائعاً.. ليس هو فقط.. فالله يرحم أباه الشيخ/فهد الأحمد الصباح – الذي سميت هذه البطولة العشرين باسمه.. هذا الإنسان دائماً يعمل حاجة من القلب.. فهو النقطة المنيرة في دورات الخليج.. كل تصريحاته.. تحركاته، ووقوفه مع ولصالح المنتخب الكويتي.. حتى أن الذي يختلف معه يعرف أن هذا الإنسان متميز، وأنه يعطي حقنة من الإدرينالين للمنتخب الكويتي عندما يكون حاضراً.. فلذلك هذه أحد أهم أسرار نجاح الكرة الكويتية.. في الشهر الماضي حصلوا على بطولة غرب آسيا وفازوا على إيران.. وبعدها يسعون لبطولة خليجي 20 وسبق إن قلت لك: إنهم سيصلون إلى النهائي فوصلوا.
أول منزل
ذكرت أنه ما الحب إلا للحبيب الأول.. كما قال الشاعر وأن الحنين أبداً لأول منزل فأين أول منزل لكفاح الكعبي؟
أنا أصلي من (الفاو) وهي آخر منطقة في العراق على الخليج.. ثم انتقل أهلي إلى دبي وعمري حينذاك يمكن سبع أو ثماني سنوات وعاش الوالد في أبوظبي الإماراتية منذ العام 1967م ودرست المرحلتين الابتدائية والإعدادية ثم الثانوية وذهبت إلى إسبانيا فدرست سنة دراسية وعدت إلى الإمارات وأكملت دراستي الجامعية (صحافة وإعلام) وكنت أحب دراسة (الإعلام والرياضة) والفلسفة والمنطق وعلم النفس كانت تخصصي الفرعي.. ولكن الرياضة أخذت أكثر جزء من حياتي لأنني كنت ألعب كرة قدم في نادي أبوظبي ومارست القدم واليد.
أنا ريالي وابني برشلوني!!
مادمت ذكرت إسبانيا التي لديها أفضل دوري وأقوى ناديين محبوبين في العالم.. حدثنا عن تجربتك في هذا البلد؟
في حياتي زرت خمسين بلداً في العالم تقريباً، وأنا متخصص بزياراتي دول أمريكا الجنوبية، لأني أجيد اللغة الإسبانية، ولذلك زرت معظم بلدانها، وزوجتي من السلفادور وهي إحدى دول أمريكا الوسطى ولدي أربعة أولاد وبنت.. وعشت في إسبانيا سنتين قضيتهما في (مدريد) ولهذا فأنا أعشق ريال مدريد وأشجعه.
وماذا عن أفراد أسرتك هل يشجعون الريال أم البارشا؟
أنا عيالي كلهم يشجعون الذي أشجعه وهو ريال مدريد ما عدا ابني الكبير يشجع برشلونة..
أكيد ابنك لأنه كبير وعاقل شجع برشلونة؟
لا.. لا.. لا.. ابني الكبير في هذا ما هو عاقل.. ولو هو عاقل صحيح بيشجع الريال ولايشجع غريمه التقليدي برشلونة اللي هزم الريال خمسة صفر!!
لكن أنت قلت: إنك تحب برشلونة؟
أيوه.. بس برشلونة المدينة الكاتلونية بلد الشعراء.. أما الرياضة فنادي الريال.. فالذي يعيش في مدريد لازم يشجع الريال بس أنا زمان كنت أشجع أتلتيكومدريد) والذي يعيش في العاصمة عندهم يتبع الريال أوالاتلتيكو.. مش يتبع مادياً وإنما يتبعه معنوياً.. ياتشجع هذا أو ذاك.
هل تقصد بالتبعية الولاء للريال أو الأتليتيكو؟
لا.. لا.. كرة القدم في إسبانيا زي الأفلام في الهند.. فالهندي يمكن يأكل يوم في الأسبوع لكن لازم يشوف فيلم كل يوم.. لأن الفيلم يعيشه في الأحلام.. أحلام حلوة ونهاية سعيدة لينسى واقعه المحبط وفقره المدقع.. وبالنسبة للإسباني ومثله الأمريكي الجنوبي لايمكن أن يعيش بدون كرة قدم، يلعب أو يشجع ويشاهد لأنها تشبعه وتحسسه بوجوده وطعم الحياة.
العرب وكرة القدم
وعندنا كعرب؟
نحن العرب لا.. نحن العرب إذا شاهدنا المباراة تمام أهلاً وسهلاً.. وإذا ما شفناهاش طز.. هاهاها.. يعني مزاجيين.
العرب بشكل عام وإلا بعضهم؟
شوف إحنا العرب عند أولويات.. يمكن أنت كيمني عندك جلسة القات – إن كنت من الموالعة – تفضلها على حضور مية مباراة.. وهكذا العرب عندهم أولوياتهم حسب كل بلد.
أما الإسبان فالكرة ومشاهدة المباريات جزء من حياتهم.. يعني يوم مباراة كرة القدم يحسب لها حسابها قبل مايجيء موعدها.. فقبل مايذهب إلى الملعب يروح الكافتيريا يشرب ويرتاح ويأخذ معه ابنه أو عائلته كلها ويتهيأ لهذه المباراة.. وفي الكافتيريا توقعات قبل أسبوع من المباريات تشتري الأوراق هناك بفلوس زي الحظ يانصيب يسمونه (اللوتاري) تسجل فيها من هو الفريق الذي سيفوز وفيها أرباح بالملايين.. فكل حياتهم في أمريكا الجنوبية ومنها إسبانيا مرتبطة بكرة القدم، فهم يشجعون بالوراثة.. فهل تعرف أن ريال مدريد وبرشلونة لايوجد مالك لهذين الناديين.
الكرة ليست كلها رياضة
ورئيس الريال ورئيس البارشا أليسا يملكان الناديين مع مجلس الإدارة؟
لا.. لأن رئيسي ريال مدريد وبرشلونة يمثل كل منهما رئيس مجلس إدارة النادي لاغير.. وبعد دورتين لايحق لهما الترشيح لرئاسة الناديين.
هل منصبهما يجعلهما أشبه برئيسين شرفيين أو فخريين كما نصفهما عندنا للاعتماد عليهما في الدعم فقط مثلاً؟
منصبهما ليس شرفياً ولا رئاسة فخرية.. فرئيس النادي يدير كل حاجة.. سأضرب لك مثلاً: ريال مدريد عدد أعضائه يصل إلى مائة ألف وعشرة آلاف عضو.. هؤلاء الأعضاء هم الذين يقررون ويختارون مجلس إدارة الذي يختار رئيساً له.. لكن لايوجد منهم أحد يعتبر مالكاً حقيقياً للنادي.. فالمالك الحقيقي هم جميع الأعضاء المائة ألف وعشرة الآلاف عضو، لأنهم المساهمون في النادي.
كيف؟ هل كلهم الملاك للنادي؟
نعم.. نعم.. ويدفعون أيضاً الاشتراك بالإضافة إلى كونهم ملاك النادي فهم يتوارثون عشق الكرة سواء أكان ذلك في مدريد أم في برشلونة.. يعني إذا أنت برشلوني فهذا يعني أن الأب والابن برشلوني.. وإذا كنت ريالي فسيكونون رياليين ولايمكنهم تغيير التشجيع من برشلونة للريال أو العكس بسبب العامل الوراثي هذا الذي ارتبط بحياتهم.. ولهذا فحب الكرة فيهم متأصل.. وفي الأول والأخير الكرة في العالم ليست كلها رياضة.. فالكرة سياسة واقتصاد بالذات.
عزوف عن الكتابة
عزفت عن الكتابة كثيراً.. لماذا؟
ابتعدت عن الكتابة.. لأن الصحافة معاناة.. فأنت تشتغل (12) ساعة في اليوم، ورغم أن شغلك كامل وجميل لكن مافي كلمة شكر.. وعندما تخطئ خطأً واحداً تعلق لك المشانق.. كما أن الصحافة مهنة متعبة.. يعني لاتوجد حماية لك.. فبعض الأحيان لما تقول كلمة الحق مافي لك حماية إلا عندما تنافق أو تجامل أو تمسح جوخ!!
الصحافة خروج عن المألوف
ألا تستطيع أن تتأقلم وتكون مرناً مثلاً؟
شوف.. هناك ناس تقدر تتأقلم، لأن طبعهم هكذا.. وفي ناس ما تعرف تتأقلم، لأن التغيير على كبر صعب.. يعني (بعدما شاب ودوه الكتاب) هذا مافي فائدة معي.. ها.. ها.. ها.. والميزة أنني بعض الأحيان أكتب بحرية وأنت يوم تجيد استخدامها أفضل لك.. وأعتقد أنه أحياناً تعطي الثقة لك ولاتريد أن تخطئ وترفض كتابة أشياء كثيرة شفتها.. وأنا لست من هؤلاء.. وأنا مستغنٍ عن الصحافة إذا كانت الصحافة مافيها إبداع.. مافيها شيء جديد وخروج عن المألوف.
في الصحافة منافقون ومساحون جوخ
توجه اتهامات للصحافة الرياضية بأنها تضم أقلاماً وأعلاماً تخضع للتوجيه.. ماصحة هذه الاتهامات من خلال خبرتك؟
هذا واقع.. صحيح.. ليش.. لأن الإعلام جذاب جداً.. ممكن يحرقك.. وممكن يحسن صورتك ويجملك.. والهجوم في الإعلام يستطيع أن ينهي أناساً من الحياة، ويمكن أن يعطي بعض الناس فرصاً للحياة من جديد.. وبصراحة عندنا ممن يشتغلون في الصحافة والإعلام مساحون جوخ.. ومنافقون ودجالون.. لأن الإعلاميين ينبغي أن يكونوا هم الذين يقودون الناس، وليس الذين يتملقونهم من أجل مصالح شخصية.. وهل تعرف أنك بالإعلام يمكنك أن تصير نجماً في فترة وجيزة.. لذلك هناك ناس يعتمدون على مراكزهم يوصل هذا أو ذاك إلى مواقع لايستحقونها.. ففي الإعلام يمكنك أن تركز الأضواء على إنسان لايستحق وترفعه، بينما الذين يعملون في الحقيقة تبتعد عنهم ولاتهتم بهم أبداً وتلغيهم.. فالإعلام سلاح ذو حدين.. والمشكلة أن الإعلامي في الصحافة لابد أن يكون أنموذجاً مميزاً لأنه يحتذى به.. والذي نراه ونعرفه أن إحنا صايرين نماذج فردية مش نماذج إيجابية كمنظومة، لأن المصالح والنفاق والمحسوبية موجودة في الإعلام.. وهي سبب خرابه.
اليمن سرّ بسمتي
فسِّر لنا اجتماع الكارزمية والابتسامة الحاضرة على وجهك ونكتتك السياسية المغلفة بالرياضة.. هل نشأت عليها أم صنعتها تجربتك في الحياة؟
لاتعتقد أن الذي يضحك ويبتسم هو سعيد.. فلاتستعجل وتقول: إنه دائماً فرحان.. لكني أؤمن أن أفضل وسيلة لمواجهة الحزن هي الضحكة.. لكن الضحكة من القلب وبصدق لكي تصل إلى القلب.. فمعاناة الطفولة لها أثر.. فأنا أبي كان سياسياً كبيراً وتعرض للسجن والبهذلة ومعاناتي هذه علمتني أن الذي يعاني دائماً لا بد أن يبتسم لأنها في نظر الأجيال التي وراءه تسوى الدنيا.. كما أن راحتي في اليمن جعلتني أبتسم وأضحك.. فأنا عمري ما ارتحت في بلد زرته مثل اليمن، والله العظيم.. فقد زرت حوالي خمسين بلداً في العالم، ولكن هذا البلد بطيبة ناسه حالة خاصة.. فما كنت أبحث عنه أيام زمان المتمثل بالعودة إلى الجذور وجدته في اليمن.. فالإنسان اليمني لم يهتم بالماديات رغم أنها مهمة في الحياة.. اليمنيون في الخارج مهتمون بالتجارة والمال، وهنا في داخلها الإنسان اليمني بسيط وطيبته لانظير لها.
ومازلنا موعودين بسوالف أخرى مع الإعلامي الكبير (كفاح الكعبي) إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.