كثير من المهتمين بالشأن الغنائي، يقفون أحياناً أمام كثير من الاغنيات: ويضعون امامها عدداً من الملاحظات فيما يخص اللحن: وهم بحكم اطلاعهم عن الموسيقى يحددون أماكن القوة والضعف في هذا اللحن أو ذاك، وأحياناً ينسبون هذا المقطع أو ذاك أيضاً إلى لحن آخر لأغنية أخرى طال أو قصر هذا الانتحال. وبالنسبة للاغنيات اليمنية: فقد تكرر السطو عليها، من قبل بعض الفنانين العرب، وعندما نقول السطو، فنعني عدم نسبة كلمات الأغنية ولحنها إلى فنانها وشاعرها وملحنها اليمني وهي كثيرة ومعروفة للجميع ولا تحتاج إلى أن نذكرها هنا، وربما كان عدم الانضمام إلى اتفاقية الحق الفكري سبباً في عدم إقامة الدعاوى على كل من قام ويقوم بعملية السرقة الفنية. افرجوا عن النصوص بغرض رفد الأغنية اليمنية بأغان جديدة «وطنية عاطفية تراثية» ماتزال هناك حوالي «40» قصيدة غنائية بحاجة إلى إجازة لجنة نصوص المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون، وهذا العدد الكبير يرجع لفرقة أبين، أما الفرق والمكاتب الأخرى فيعلم الله عدد قصائدها المسلمة للجنة. يارسولي كلما استمعت إلى اغنية «يارسولي» للفنان الكبير/أبوبكر سالم بلفقيه كلما شعرت بأهمية أن تكون هذه الأغنية بمثابة الاغنية الملزمة الغناء لأي موهبة صاعدة، وذلك لما يمكن فيها من اختبار فني للأداء وجمال الصوت، المساحة الصوتية الانغماس بمعنى الكلمة وحسن التعبير عن دلالاتها.. الخ. هذه الاغنية كما قلت اشبه بأمتحان لكل موهبة غنائية هو بداية لنجاح مستقبلي متوقع.. ويمكن القول إنها أغنية يارسولي هي امتحان أيضاً لصوت الفنان بلفقيه نفسه بعد هذا العمر الفني الطويل: فعندما نشعر إن هناك ضعف في أدائه لها: فيعني ذلك إن صوت الفنان الكبير بدأ بالعد التنازلي لاسمح الله. الثقافة العامة! قال لي الفنان محمد صالح محمد الملحن المعروف أن الثفاقة العامة تعتبر شرطاً اساسياً لنجاح وحضور أي فنان إلى جانب الموهبة، وهي جزء من تكوين الفنان نفسه! وشخصيته ومدى قدرته على التواصل والظهور وقد اقترح ضرورة أن يلعب معهد الفنون دوراً كبيراً بهذا المجال. وقد سألته محرجاً: مَن مِن الفنانين يتميز بثقافة جيدة؟! فأجاب: خذ مثلاً، أيوب، عطروش، المرشدي، يحيى مكي، أحمد قاسم، جميل غانم، إبراهيم طاهر، السنيدار، محمد سعد، من الرعيل الأول وهناك عصام خليدي وجابر علي أحمد وغيرهم من الرعيل الجديد. وسألته من من الفنانين لا يمتلكون ثقافة عامة؟ فنظر إليّ طويلاً وقال: لاتحاول تأليب الكثير عليّ.