معضلة حسان أبين لم يكن سببها فيروساً عابراً للقارات، وتفشى في أروقة النادي بسرعة وخطورة فيروسات الاهلاك التي دفعت شعوب العالم إلى إعلان الطوارىء، واتخاذ التحصينات واللقاحات الواقية. لا.. ولكن لأن القلعة الأبينية للأسف الشديد، والأسى الأعظم كانت خلال الموسم الكروي الفائت بيئة للتناقضات، ومرتعاً خصباً لتناسل المشكلات التي يبتكرها «مصلحيون» لتهييج مشاعر الغضب، ضد الإدارة السابقة، وممارسة الضغوط عليها، لإنهاكها، وفتح جبهات داخل الكيان الحساني، وبث الأراجيف عن اللاعبين، والتشكيك في إخلاصهم !!.. حسان النادي الزاخر بالنجوم، افتقد إلى الدعم المعنوي، وتفاني أنصاره ومحبيه، فهجروه ممن أججوا وأشعلوا المحرقة لناديهم، في وقت الشدة، وعندما حانت ساعة إثبات عشقهم، وحبهم ووفائهم لحسان، فر المنتقدون، وتركوا فريق القدم عليلاً حتى يصفوا حسابات ضيقة متراكمة بين أشخاص في الإدارة وأخرى معارضة تضررت.. وكلما تعافى الفريق أصابوه بفيروس يصادر من لاعبيه العافية ويشتت أذهانهم، إلى أن قادهم المأزومون إلى حافة الهاوية، فسقط فريق النجوم في وادي حسان، فجرفهم سيل الوادي أمام أنظار «المزيفين» ممن زعموا أنهم من أبناء قلعة حسان، وادعوا زوراً أنهم يغارون على النادي، وبرهن تربصهم وتحينهم لانهيار كيان الإدارة، لينقضوا على كراسيها.. وليسوا جميعاً سواءً، فالحسانيون المحبون المخلصون الأوفياء كان صوتهم خافتاً.. ولابد أن تترجم مكنوناتهم سلوكاً وممارسة، ولايكتفوا بإعلان تضجرهم فقط. المعضلة إذاً.. تكمن في قلعة حسان النادي فالداء والدواء منه وفيه.. فالفريق أراد له «المزيفون» ان يهبط للثانية فقط ليؤكدوا أن فلان في الإدارة فاشل، وأنهم قادرون على إنتشال الفريق، وإجراء تنفس اصطناعي له لإعادة حسان إلى حياة الكبار، والعيش في الأضواء.. وهكذا.. المكايدات هي الداء.. والمثابرة والتكاملية دواء.. والذي نأمله بعد توصيفنا لحقيقة كارثة حسان، أن يتعاضد أبناء هذا النادي، ويضعوا جانباً صراعات المصالح الأنانية، ويدفنوا فيروس الحمى الخلافية، ويطفئوا نيران المناكفات، من أجل استعادة موقع حسان وجعله في مركزه الصحيح، ليتبوأ مكانه الطبيعي كعملاق كروي، ومؤسسة وجامعة رياضية، تنجب النجوم، وتصنعها، وهي ترفد منتخباتنا الوطنية بأبرز لاعبيها.. فهل تجد هذه الدعوة النصوح استجابة من جميع الحسانيين ؟!.. أرجو صادقاً ان يستقر حال النادي وتلتف حوله جماهيره والجهات المعنية في المجلس المحلي وفي مقدمتهم المحافظ أحمد الميسري.