استطاعت المرأة اليمنية بإرادة لاتلين.. وبإصرار لايعرف المستحيل من أن تتبوأ أعلى المناصب القيادية والتفوق في الحصول على أعلى المعدلات في أرقى التخصصات العلمية.. وأن يكون لها حضور فاعل يؤثر ويتأثر بالحياة العامة على مساحة الوطن اليمني الكبير. الدعم الذي تلقاه المرأة اليمنية في ظل دولة الوحدة المباركة.. بما في ذلك حقها في الممارسة السياسية والانتخابية يلاقى أيضاً ببعض الصعوبات والعراقيل من قبل البعض ممن ينظرون للمرأة نظرة دونية.. سواء من أرباب الأسر والآباء والأزواج أم بعض الاحزاب السياسية التي ترفض حضور المرأة في الحياة العامة. محافظة عدن كانت السباقة في تطور قطاع المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية بفعالية كبيرة، عن دور تنمية المرأة والدفع بأنشطتها المختلفة.. التقينا الأستاذة أفراح جابر مدير عام تنمية المرأة بالمحافظة فإلى نص المقابلة: {.. ماهي أبرز إنجازاتكم خلال فترة توليكم مهام إدارة تنمية المرأة؟ تجيب الأستاذة أفراح عبدالواحد جابر مدير عام الإدارة العامة لتنمية المرأة في محافظة عدن.. بالقول: لدينا عدة أنشطة قمنا بها خلال الفترة رغم قصرها التي لاتتعدى عامين منذ صدور قرار إنشاء الإدارة العامة في أغسطس 8002م في إطار المهام المناطة بنا في الإدارة ومنها المشاركة في تقديم التصورات والمقترحات لاستيعابها في موازنة المحافظة والمتعلقة بتنمية المرأة وإجراء الدراسات والمسوحات الخاصة بما تحتاجه المرأة وماينقصها من خدمات تنموية في محافظة عدن وأصبح لنا إدارة وحضور فاعل في كافة المحافل والفعاليات والأنشطة التي تشهدها محافظة عدن في ظل قيادة الدكتور عدنان عمر الجفري محافظ المحافظة. {.. هل تمكنتم من إيصال رسالة المرأة إلى السلطة المحلية والحصول على مايعزز وينمي دورها في المجتمع اقتصادياً وسياسياً؟ نعم .. ففي الجانب الاجتماعي والاقتصادي عملنا على إبراز المهام والصلاحيات التي ينبغي للمرأة الحصول عليها والتمتع بها في ظل دولة الوحدة المباركة باعتبار المرأة شريكة أخيها الرجل في تسيير عجلة الحياة الاقتصادية والمعيشية والسياسية وضرورة دعمها وتشجيعها من قبل السلطة المحلية على اعتبار أن المرأة نصف المجتمع ومن حقها أن تشارك في عملية تنمية المجتمع المحلي والحصول على الخدمات التي تعزز دورها.. والمشاريع المتعلقة بقطاع المرأة وقد تم بهذا الصدد رفع الدراسات وطرح المقترحات المتعلقة بإمكانيات زيادة الاهتمام والدفع بدور المرأة بما يمكنها ويعزز دورها مثلاً في حصولها على حقها بالترفيعات والدرجات الوظيفية في السلم الوظيفي وألا يكون ذلك حكراً على الرجل وتبقى درجة المدير العام محدودة على عدة نساء فقط، فالمرأة أثبتت في اليمن وبالذات في مدينة عدن بأنها جديرة بإسناد المهام الجسيمة عليها وهي عند المستوى من الكفاءة والاقتدار والطموح الكبير الذي لايقف عند حد معين مثلما استطاعت المرأة والفتاة في محافظة عدن أن تحصل على أعلى الدرجات والتخصصات العلمية وبمراكز متفوقة جداً مثل حصول فتيات عدن على المراكز الأولى للعشرة الأوائل الحاصلين على درجات الامتياز ومافوق ال 09% منذ الصف الأول الأساسي وحتى الثالث الثانوي وعلى مستوى محافظات الجمهورية.. فإن هذا التفوق يقابله إصرار من قبل المرأة في محافظة عدن على تحقيق أعلى معدلات النجاحات في الحياة العامة السياسية والاقتصادية وغيرها والتي تأتي في مقدمتها أعلى معدلات التوعية بين صفوف النساء في المحافظة.. وفي نشر الوعى في أوساط المجتمع كون المرأة عنصراً فاعل ومؤثر في الحياة العامة.. نشاط ميداني {.. هذا على المستوى التوعوي والاجتماعي ماذا بالنسبة للنشاط الميداني؟ قدمنا وقمنا بعدد من الأنشطة الميدانية خلال الفترة الماضية ومن ذلك النزول الميداني إلى مديريات محافظة عدن الثمان والالتقاء بالمرأة وتنمية الوعي بين أوساطهن في تنمية مهاراتهن وقدراتهن في تعلم المهن الحرفية والمهنية خصوصاً في ضواحي مدينة عدن بين أوساط النساء الأشد فقراً كماهو في مناطق الخيسة وبئر علي وفقم وعمران بمديرية البريقة. كما تم إقامة حفل تكريمي في 8 مارس لتكريم حوالي 04 امرأة في محافظة عدن من المرافق المختلفة عرفاناً بدور المرأة وتقديراً لأهميتها كشريك لأخيها الرجل.. رفع مستوى المرأة {.. ماهي أوجه الدعم التي تقدمونها لرفع مستوى المرأة اقتصادياً وتحسين ظروفها المعيشية؟ نقوم بإعداد الاحصاءات في مجال تشغيل وتعليم المرأة ودفعها في الاقبال على التعلم بمافي ذلك دراسة محو الأمية والالتحاق بالدورات والورش المهنية والتأهيلية والتدريبية كمجالات الخياطة والحياكة وغيرها،وذلك من خلال التنسيق مع المنظمات المعنية بقضايا المرأة والتي تقدم وتنظم برامج موجهة لرفع مستوى المرأة بمافي ذلك بحث المشكلات المتصلة بالمرأة ونقوم من خلال عملنا في الإدارة العامة لتنمية المرأة بتزويد تلك المنظمات والإدارات المعنية بالمرأة بالتقارير التي تبرز مشاكل المرأة والمقترحات بوضع الحلول والمعالجات لها،وكذا في إبراز الجهود الرسمية وغير الرسمية التي تعمل على تنمية المرأة اقتصادياً واجتماعياً.. اهتمام منظمات المجتمع {.. هل لديكم علاقات واتفاقيات مع منظمة مجتمع مدني مهتمة بتنمية المرأة؟ نعم من أهم مرتكزات عملنا إقامة علاقة وثيقة مع منظمات المجتمع المدني وتعمل بشكل رئيسي في تشجيع المرأة وتقوية أواصر علاقاتها بهذه المنظمات المجتمعية وبالذات المهتمة بشأن المرأة. منظمات المجتمع المدني كثيراً ماتنظم الدورات والورش كما أن المرأة كثيراً ماتحصل على بعض خدماتها خصوصاً من الجمعيات الخيرية والنسوية وغيرها. كما أننا نقوم بمساعدة الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بما تربطنا من علاقات بها بالتنسيق والتعاون في تنمية المرأة وتزويدها بأعمال المسوحات والدراسات والمقترحات وكذلك الاحصائيات وبالتعاون أيضاً مع الجهات الداعمة والقنوات المهتمة بقطاع المرأة لدعم وتمويل المشاريع التي تخدم المرأة وتطور الأنشطة النسوية وهذا كله لم يأتِ إلا بفضل دعم الجهود الرسمية وحرص القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والحكومة وقيادة السلطة المحلية بمحافظة عدن، وبفضل تعاون الجميع والعمل بروح الفريق الواحد كل ذلك سيعزز من دورنا ومن دور المرأة واسهامها الفاعل في الحياة العامة وفي تحقيق التنمية ليس على مستوى قطاع المرأة وحسب ولكن المساهمة بكل فعالية في تحقيق التنمية الشاملة لوطن ال 22 من مايو المجيد. {.. ماذا عن الأنشطة الخارجية.. وهل لديكم علاقة تعاون مع منظمات دولية مثلاً؟ لدينا مشاركات خارجية لتمثيل المرأة في محافظة عدن والمرأة اليمنية بشكل عام حيث كان لنا شرف المشاركة في برنامج الزائر الدولي للولايات المتحدة والتي مثلنا فيها بلادنا كممثلة للمرأة اليمنية المنتخبة في المجالس المحلية.. وفي هذه الزيارة التي شاركت فيها نساء من معظم الدول.. تعرفنا على التجربة المحلية في الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال زيارات ميدانية تم تنظيمها لعدد من الولاياتالأمريكية والإلتقاء بعضوات المجالس المحلية فيها.. وكيف تطورت تجربة المحليات بالولاياتالمتحدة وماهو دور المرأة الأمريكية ومشاركتها في الحياة السياسية بالماضي والحاضر.. كما تم استعراض تجربة اليمن في هذا المجال ومشاركة المرأة اليمنية في الانتخابات المحلية والتي لقيت ارتياح كبير من قبل المشاركات والجانب الأمريكي الذي أشاد بها رغم حداثة التجربة الديمقراطية ومشاركة المرأة اليمنية في الانتخابات المحلية وحصولها على بعض المقاعد وخصوصاً في محافظة عدن. مساهمة في بناء المجتمع {.. إذا كان البعض يرى أن المرأة ليست جديرة بتحمل المسئولية في المقاعد المحلية على اعتبار وجود مهام ومسئوليات تتطلب جهداً أكثر.. والمرأة ليس لديها الوقت الكافي لذلك.. ماردكم على ذلك؟ لست مع هذا القول، فالواقع يقول ويؤكد أن المرأة جديرة بحمل مسئولية من أي نوع خصوصاً توليها مهام في المجالس المحلية المنتخبة، فهي من حقها أن تشغل أي وظيفة ومن حقها أن تساهم في بناء المجتمع وفي وضع ورسم الخطط والموازنات السنوية للمحليات سواء في المديريات ام في المحافظات ام على مستوى الوطن اليمني بأكمله فإذا كانت المرأة تمثل نصف المجتمع اليمني وهي تمتلك نفس الحق لأخيها الرجل في التصويت والترشيح فإنها أيضاً من حقها أن ترشح نفسها ومن حق كل الناس وبما في ذلك الأحزاب السياسية أن يكونوا إلى جانب دعم المرأة وتشجيعها في الإقدام على ترشيح المرأة وتمكينها من الحصول على الفوز سواء بالمقاعد المحلية ام البرلمانية. {.. هل يعني ذلك أنكم تدعمون «الكوتا» الذي تضمنه البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية..؟ وماذا بشأن رفض بعض الأحزاب؟ مامن شك بأن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مهتمة بقطاع المرأة بدليل ما أعطي للمرأة من اهتمام وحصولها على حقها في المشاركة بالحياة السياسية ومن ذلك تعيين عدد من الحقائب الوزارية للمرأة ووكيلات ومدراء عموم. أما موضوع الترشيحات فمن حق المرأة أن ترشح نفسها مثلما هو حق لكل الرجال دون استثناء والدليل على ذلك ماحصلت عليه المرأة خصوصاً في عدن من مقاعد بفوزها بحوالي11 مقعداً محلياً. أما بالنسبة لبعض الأحزاب السياسية فللأسف هم يريدون صوت المرأة كناخب فقط أما أن تكون هي من ترشح نفسها فلا وهذا عدم إنصاف للمرأة وغير عادل بأي شكل من الأشكال،فلماذا تريد تلك الأحزاب استغلال صوت المرأة ولاتريد أن تقف إلى جانب المرأة أو أن تكون المرأة من يمثلها سواء في البرلمان ام المحليات،ومع كل ذلك تدعي تلك الأحزاب بأنها تطالب بتفعيل الديمقراطية وتعزيز جوانبها التي تحرم حق المرأة في الترشيح ودخولها كمرشحة وكمنتخبة وهو نوع من ممارسة الاضطهاد للمرأة التي يرفضها الدستور اليمني.