تنفذ أمانة العاصمة حالياً عدداً من المشاريع التنموية والخدمية الهادفة إلى استغلال مياه الأمطار الاستغلال الأمثل والحفاظ على مخزون المياه الجوفية في مختلف الأحواض المائية في الأمانة . وقال وزير الدولة أمين العاصمة عبدالرحمن الأكوع في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) : " إن أمانة العاصمة تنفذ حالياً عدداً من المشاريع المائية الهامة التي يجري العمل فيها بوتيرة عالية أهمها وأبرزها مشروع الحوض المائي بمنطقة الروضة بجوار الكلية الحربية والبالغ كلفته الإجمالية 150 مليون ريال" . وأوضح ان المشروع يهدف إلى تجميع مياه الأمطار والحفاظ عليها للاستفادة منها في تغذية المياه الجوفية وأعمال التشجير للحدائق والجزر الوسطية في الشوارع بدلاً من استنزاف المياه الجوفية وذلك من خلال إنشاء بحيرة مائية كبيرة تتكون من حوضين متجاورين تبلغ مساحة طول كل منهما 200 متر في 120 متراً وبعمق 10 أمتار . ولفت الوزير الأكوع إلى أهمية تنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي يتوقع ان يبلغ حجم المياه التي سيتم حجزها نصف مليون متر مكعب ، ناهيك عن أنه يتم حالياً أيضا تنفيذ مشروعين آخرين مماثلين لهما في المنطقة الشمالية أمام القوات الجوية ومشروع آخر في المنطقة الجنوبية من العاصمة بالقرب من شارع الستين بجوار مقبرة النجيمات. وبين أمين العاصمة أن تنفيذ هذا المشروع يأتي بناءً على توجيهات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي زار مشروع الحوض المائي بالروضة في منتصف نوفمبر الماضي وتأكيد فخامته اهمية التوسع في مثل هذه المشاريع التي تحافظ على مياه الأمطار واستغلالها لتغذية المياه الجوفية وري الحدائق والمسطحات الخضراء وبما يحافظ على المياه الجوفية . وأضاف : " إن الحجم الكلي لأحواض حصاد المياه في المواقع الأربعة للمشروع بعد إنجازها بشكل متكامل ستبلغ بحدود مليون متر مكعب ما يعادل مليار لتر من المياه". وذكر الوزير الأكوع أنه يجري العمل حالياً في تنفيذ توسعة وتحسين وإنشاء قناة تصريف مياه الأمطار في شارع الخمسين الممتد من جولة شهران حتى شارع حدة بكلفة تسعمائة مليون ريال بتمويل حكومي . ويشتمل المشروع على أعمال توسعة الإسفلت الرئيس لتصريف مياه الأمطار وأعمال الأرصفة الجانبية والجزر الوسطية ، إضافة إلى انه تستكمل حالياً الإجراءات الفنية المتعلقة بتنفيذ مشروع شبكات الصرف الصحي بأمانة العاصمة المرحلة الرابعة، وتبلغ كلفة المشروع حوالي 32 مليون دولار بتمويل مشترك من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والحكومة اليمنية. ويهدف المشروع إلى تحسين أنظمة معالجة وتجميع المياه العادمة لمناطق المشروع بحيث يتم استكمال الصرف الصحي بمساحة إجمالية 6 آلاف هكتار وسيتم تغطية 80 بالمائة من المساحة المأهولة بالسكان . كما يهدف المشروع أيضاً إلى تحسين الحالة البيئية والتخلص من الأمراض الوبائية والحفاظ على مخزون المياه الجوفية من التلوث بمياه الصرف الصحي، بالإضافة للقضاء على ظاهرة طفح المياه في الشوارع العامة بأمانة العاصمة. كما يهدف المشروع إلى تخفيض الضغط على محطة المعالجة وذلك بإنشاء محطة لمعالجة مخرجات تنكات النضح في منطقة الحشيشية، وكذا تطوير ورفع كفاءة وأداء المؤسسة المحلية والناتج عن تطبيق نظام إدارة المعلومات (ام آي اس) وما يتعلق به من حفظ المعلومات والبرامج والمخططات وتدريب وتأهيل كوادر المؤسسة. من جهته اعتبر مدير عام مكتب الزراعة والري بالأمانة المهندس باسل أنيس حسن يحيى في تصريح مماثل ل «سبأ»: إن مكتب الزراعة في الأمانة يعتبر من أكثر الجهات الحكومية استفادة من مشاريع الحفاظ على المياه الجوفية التي تنفذها أمانة العاصمة أهمها مشروع الحوض المائي. وأوضح المهندس يحيى أنه تم وضع خطة عمل ودراسة جدوى اقتصادية للاستغلال الأمثل لحصاد مياه الأمطار التي تتجمع في المواقع أثناء مواسم الأمطار وذلك من خلال إنشاء خزانات في الأماكن المغلقة مثل حديقة الثورة بالإضافة إلى الاستفادة من مياه الوضوء لبعض المساجد القريبة من الجزر الوسطية والشوارع الكبيرة المشجرة . مشيراً إلى انه تم تحديد خمسة جوامع لتنفيذ المشروع وكذا استكمال الدراسة لعمل خزان وشبكة ري خارجية من الجوامع المختارة إلى المواقع المستهدفة. وقال مدير مكتب الزراعة بالأمانة : " إن مثل هذه المشاريع التي تم إدراجها ضمن مشاريع المكتب الاستثمارية للعام القادم 2010 ، من شأنها أن تعمل على استغلال مياه الأمطار المتجمعة في ري المزروعات والأشجار مما يسهم في تخفيف العجز القائم في المياه والتقليل من استنزاف المياه الجوفية الخاصة بالشرب بالإضافة إلى الارتقاء بالجوانب الصحية والبيئية ووضع الضوابط والإجراءات الكفيلة بمنع الحفر العشوائي الذي يؤدي إلى استنزاف المياه". وذكر أن مكتب الزراعة والري في الأمانة له تجربة سابقة رائدة ومتميزة في مجال استغلال مياه الأمطار من خلال استغلاله المياه الأمطار المتجمعة من بحيرة السائلة أمام الرئاسة وأمام الدفاع الجوي في الروضة حيث بلغ إجمالي ما تم شفطه من المياه في تلك المواقع نحو عشرة آلاف متر مكعب خلال ستين يوماً . ونوه بأن هذه الكمية حققت نجاحاً كبيراً في تخفيف العجز القائم في المياه المطلوبة للري التي يتم استنزافها على حساب المياه الجوفية بالإضافة إلى إنعاش الرقعة الخضراء والشجيرات الموجودة في الجزر الوسطية والأزهار خاصة في شارع ياسر عرفات والستين الشمالي ومثلت قاعدة الديلمي . وبين مدير عام مكتب الزراعة والري بالأمانة أن كمية مياه الأمطار التي تتساقط على اليمن تتراوح بين 68 و73 مليار متر مكعب سنوياً ، ولا يتم استعمال إلا القليل منها ، حيث يتبخر أكثر من 40 بالمائة منها ولا يتم استغلالها بشكل ملائم في أحواض التغذية أو أنظمة الري.