تصدرت حلويات العيد والمكسرات مبيعات الأسواق والمحال التجارية خلال ايام العيد، باعتبارها من السلع المناسباتية التي تحظى بإقبال كبير من المواطنين بمختلف شرائحهم، ويعد اقتناؤها عادة اجتماعية متجذرة، بل إنها احد معالم الاحتفال بهذه المناسبة « عيد الأضحى المبارك». إلا أن منافسة الحلويات والمكسرات المستوردة من الخارج لما هو منتج محليا ، باتت حقيقة وواقعاً نعايشه اليوم.. ولكن ورغم تزايد الإقبال عليها إلا أن المحلي ما يزال يحتل مكانة مرموقة في نظر الغالبية بمن فيهم الذين يشترون حلويات مستوردة، حيث إنهم يحرصون في الوقت نفسه على شراء حلويات محلية. جعالة العيد وتشمل «جعالة العيد» العديد من أنواع الحلويات والمكسرات.. وأولها المكسرات وتشمل: الزبيب واللوز ، وحب العزيز ، القرع ، الفستق، الدخش ، سن العجوزة ، ومجموعة أخرى عبارة عن تشكيلة متكاملة من أنواع الشوكولاتة المستوردة . اضافة الى ذلك يحتل الكعك المنزلي مكانة رئيسة في «جعالة العيد»، حيث ان أجواء إعداده تعد احد المعالم والطقوس المقترنة بأجواء دنو العيد، والتفنن في أصنافه أمر تجد فيه ربات البيوت فضاءً رحباً للتنافس، وأخيرا تأتي العصائر والمشروبات . ويأتي دور الحلويات لتبدأ أصنافها بالمحلية وهي: المشبك، والهريسة بأنواعها، والحلاوة المحببة، وغيرها ضمن قائمة تضم جملة من أنواع الحلويات المحلية، إضافة إلى ما يسمى محلياً الحلويات الهندية التي تصنع محلياً مثل: «الجاتيا، ومونتال، والبرفي، والدو، وحلويات جوز الهند» عادة اجتماعية مكرسة وفي هذه المناسبة «عيد الاضحى» تفاجأ كثير ممن يتفننون في شراء حلويات العيد لهذا العام بوجود أنواع عديدة مستوردة تغرق الاسواق المحلية وبأسعار متفاوتة ، الا أنهم شددوا على أن اقتناء البلدي منها يعد مسألة مهمة تبعث على الاعتزاز بتقديمها للزوار والمهنئين بالعيد . يقول الحاج عبدالله الصبري (50عاما) من صنعاء القديمة: إن حلويات العيد من الاشياء الضرورية التي يجب أن تكون حاضرة في مراسيم احتفالات عيدي الأضحى والفطر المباركين.. مشيرا انه لم يعهد يوما في حياته أن تنازل هو أو احد أفراد أسرته ومن يعرفهم ويزورهم تخليهم عن شراء حلويات العيد . ويستدرك الحاج الصبري :إن الفرق بين جعالة العيد في الوقت الحالي وقديما هو أن القديم كان يعتمد على الحلويات المحلية ، وأسعارها كانت بسيطة ، أما الآن، حسب قوله فقد دخلت أنواع جديدة ومستوردة وأسعارها غالية . ويشاطره الرأي جاره محمد صالح (موظف) والذي قال: ان أسرته وكل أقاربه لا يمكن ان يحتفلوا بالعيد وليس في بيوتهم تلك الحلويات والمكسرات ، ويلفت النظر إلى ان عدم شرائه لذلك قد يعرضه للإحراج أمام زواره . وعلى النقيض منهم يرى القاضي عبدالجليل محمد ان تقديم الحلويات أو مايقابلها من واجب الضيافة للمعيدين الذي يأتون لزيارة أرحامهم في البيوت اليمنية من السنة النبوية الشريفة.. مبدياً استغرابه مما يقوم به بعض الناس من شراء أشياء ليست ضرورية كأنواع الشوكولاته الخارجي الباهظ الثمن وبكميات كبيرة بقصد المفاخرة والإسراف والترف . ارتفاع اسعار المكسرات وقد شهدت أسعار الزبيب والمكسرات هذا العام ارتفاعا حادا مقارنة بالعام الماضى، مما دفع الكثير من الأسر إلى تخفيض الكميات التى كانت تقوم بشرائها بهذه المناسبة. وأكد مواطنون أن هذا الارتفاع في أسعار المكسرات من الزبيب والجوز تسبب فى إحجامهم عن شراء الكميات التى كانوا يقومون بشرائها سنويا، ودفعهم إلى تخفيض الكمية التي كان متوقعا شراؤها.. مشيرين إلى أن أسعار الزبيب خصوصا البلدي ارتفعت أكثر من الضعف، وهو ما دفع بالكثير إلى اقتناء الزبيب المستورد الذى شهد أيضا ارتفاعات ملحوظة في أسعاره. ورأوا أن هذا الارتفاع في أسعار المكسرات يعكر عليهم فرحتهم بالعيد، مطالبين برقابة حكومية على أصحاب المحلات.. واعتبروا ارتفاع أسعار المكسرات بأنه ارتفاع فاحش جعل الكثير منهم يعزف عن شرائها رغم أنها من أساسيات العيد لديهم . حيث لم يخف شهاب عبدالرزاق (موظف) حقيقة مشاعره بالضيم انه يشتري القليل من هذه الحلويات كون دخله بسيطاً ، والمعروض في السوق من الحلويات قد زاد سعره بشكل كبير ، مؤكداً أن ضرورة وجود تلك المواد في منزلة تكون فقط في متناول الزوار . انفتاح السوق الى ذلك يرى خبراء اقتصاديون أن انفتاح السوق اليمنية، والاندماج المجتمعي وتنقلات اليمنيين من محافظة الى أخرى للعيش بسبب الأعمال والتزاوج وغيره ساهم في توحد اذواقهم في اختيار الحلويات لتكون ضمن طقوسهم العيدية . فيما يعزو آخرون ارتفاع أسعار الحلويات والمكسرات العيدية، الى زيادة العرض على الطلب ، بالإضافة إلى أن الحلويات المستوردة التي دخلت السوق المحلية بكميات كبيرة وضعت نفسها في مرتبة ادنى من حيث الجودة مقارنة بالمحلي « البلدي « وهو ما دفع بارتفاع أسعار الأخير. حسب تعبيرهم . تجار التجزئة من ناحيتهم أكدوا أن الحلويات المستوردة قد أوجدت استقراراً للأسعار ووفرة كبيرة في السوق برغم من ان بعضها لا يرقى إلى جودة المحلي خاصة الزبيب والذي تشتهر بلادنا بزراعته .