تعتبر جمعية أصدقاء مرض الدم بتعز من أولى الأصوات الإنسانية في اليمن والتي تطرق آذان القرن الواحد والعشرين لتوصل صرخة مرضى الدم الذين أصبح عددهم يفوق التصور.. وتسعى الجمعية جاهدة إلى التقليل من أعداد المصابين بأمراض الدم وصولاً إلى استئصالها نهائياً ومن خلال تكثيف عملية المسح الشامل للمرضى في كل مناطق الجمهورية والعمل على توفير كل الوسائل الطبية الدوائية أكثر مما هي عليه الآن.. ولمزيد من المعرفة التقت «الجمهورية» أولاً الدكتور خالد النهاري مدير جمعية أصدقاء مرضى الدم والذي تحدث لنا أولاً عن أبرز الأهداف التي تأسست الجمعية من أجلها حيث قال: توفير الخدمات الصحية الحقيقة أن جمعية أصدقاء مرضى الدم تأسست من أجل تحقيق عدد من الأهداف أهمها تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية وذلك عن طريق إقامة مركز متخصص لذلك وتزويد الأسر المصابة والمجتمع بالمعلومات الأساسية الخاصة بنوع المرض والسعي من أجل إيجاد مراكز متخصصة لهذا الغرض وإن من أبرز إنجازات الجمعية افتتاح مركز الشهيد محمد الدرة الطبي لأمراض الدم في عام 2001م وذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني كأول مركز طبي لباكورة بقية المراكز.. خاصة وأنه من المؤسف عدم وجود مراكز طبية متخصصة لأمراض الدم لتقديم العناية الطبية والتمريضية والاجتماعية وتثقيف الأسر بهذه الأمراض وطريقة معاملة المريض وتغذيته والحفاظ عليه ووقايته من نوبات المرض فبعد مرور سنوات على إنشاء الجمعية ومركزها الطبي نجد غياب التفاعل القوي والداعم لتحويل مركز الشهيد محمد الدرة إلى مركز طبي متكامل يخدم أكثر مما هو عليه الآن حيث إن هذا المركز يعمل على المسح الشامل للمرضى في جميع مناطق الجمهورية ورصد الحالات ومتابعتها وتوفير مايحتاجه مريض الدم وتوفير كل الوسائل الطبية الدوائية أكثر مما هو الآن للسيطرة على الحالات والتقليل منها حتى يتم استئصالها نهائياً. دعوة تحذيرية وأضاف الدكتور خالد بأنه ونتيجة لكثرة الحالات المرضية التي يندر إصابتها بغير أمراض الدم وكذلك أسرهم وجيرانهم فقد قمنا وكما أشرت سابقاً بتأسيس مركز محمد الدرة الطبي لأمراض الدم كواجب إنساني ووطني.. ومن هذا المنطلق فإنني أوجه دعوة إلى كافة الجهات الرحيمة ومنظمات المجتمع المدني والعلماء وخطباء المساجد بضرورة العمل على توعية الناس وتحذيرهم من زواج الأقارب وأضراره وضرورة القيام بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة قبل الاقدام على الزواج للتأكد من خلوهما من الأمراض.. ومشيراً إلى أن الجمعية ومنذ أن تولى رئاستها الفخرية الدكتور عبدالناصر الكباب مدير عام مكتب الصحة والسكان بتعز شهدت نقلة نوعية في مجال تقديم خدماتها الطبية لتنفيذ مختلف نشاطاتها الطبية والتمريضية والاجتماعية وفي مجال تثقيف المجتمع بالمرض وكيفية التعامل مع الأشخاص المصابين بأمراض الدم. أمراض الدم وعن امراض الدم.. تحدث الدكتور خالد النهاري بالقول: يمكن الوصول إلى تعريف امراض الدم اعتماداً على معرفة العناصر المكونة له حيث إنه يتكون من ثلاثة عناصر دموية وهي الكريات الحمراء والكريات البيضاء والصفيحات وعناصر أخرى مثل البروتينات وعوامل التخثر وبعض العناصر وكلها تسبح في سائل البلازما المصورة وتنشأ العناصر الدموية السابقة من جهاز خاص في جسم الإنسان ويدعى الجهاز الشبكي البطاني وهذا الجهاز تشتق من أحد أعضائه خلية تدعى بالخلية الابتدائية ويسميها البعض بالخلية الشبكية وتسمى أيضاً بالخلية الجذعية والتي تتطور إلى خلية ابتدائية ثانية وتدعى أرومة الخلايا الدموية والتي فيما بعد تتطور حسب طبيعة ونوع المؤثر الذي يصيبها في مرحلة تطورها فتنتج إما سلسلة الكريات الحمراء أو سلسلة الكريات البيضاء أو سلسلة الصفيحات.. ولذلك فإن أي اضطراب أو خلل يصيب الكريات يعد مرض دم وعلى سبيل المثال فإن فقر الدم المنجلي وفقر دم البحر المتوسط وفقر الدم بنقص الحديد جميعها أمراض تصاب بها الكريات الحمراء أما سرطان الدم والغدد الليمفاوية هي أمراض تصاب بها الكريات البيضاء.. أما فقر الدم اللاتكويني هو مرض يصاب به نخاع نقي العظام ومرض نقص الصفيحات الأساسي هو مرض تصاب به الصفيحات الدموية. تكسرات الدم وأشار الدكتور خالد إلى أن مرض تكسرات الدم والمسمى أيضاً بفقر الدم المنجلي يعتبر مرضاً وراثياً وينتمي إلى فصيلة أمراض الهيموجلوبين وتكثر إصابته في العرق الأسود وتقل إصابته في بقية العروق. ويتصف هذا المرض بنوبات اشتدادية من الآلام البطنية والعظمية والمفصلية نتيجة حدوث النوبات المنجلية ويترافق هذا المرض دائماً بانحلال الدم المزمن والذي يؤدي إلى فقر دم مزمن وتحدث الإصابة بهذا المرض لدى المريض عندما يكون أبواه حاملين لهذا المرض أو أن أحد الأبوين حامل لهذا المرض والآخر مريض به أو كلا الأبوين مرضى بهذا المرض ففي الحالة الأولى تأتي فرصة الإصابة للأبناء بنسبة 25% مرضى و25% سليمون و50% حاملون للمرض وفي الحالة الثانية تكون نسبة إصابة الأبناء 50% و50% حاملون للمرض وفي الحالة الثالثة فإن جميع الأبناء هم مرضى. إحصائيات ويشارك الدكتور بشير سلام الحمادي نائب مدير الجمعية بالحديث عن أبرز مناطق محافظة تعز احتضاناً لأمراض الدم حيث قال: في الواقع أننا ومن خلال عملية المسح التي قمنا بها وعلى مستوى محافظة تعز لاحظنا أن مديرية القاهرة تعتبر من أكثر المديريات التي تعج بأمراض الدم ويعود السبب في ذلك إلى قدم المديرية وحدوث الهجرة إليها من الأرياف والمدن المجاورة مما ساهم ذلك في حدوث تزاوج الأقارب ويليها مركز العزاعز والواقع في مديرية المواسط والذي يعتبر من أبرز المراكز التي تكثر فيه أمراض الدم.. أما في مناطق الراهدة والقبيطة وجبل حبشي والجعاشن فإنه ينتشر فيها مرض الناعور والذي يصيب الذكور وهو مرض وراثي ويندرج ضمن قائمة أمراض الدم.. أما مرض الفوال فإنه يصيب الذكور وقد يصيب أيضاً الاناث وبشكل نادر ولقد سجلت حالاته في صبر ومديرية القاهرة. حمى الضنك وعن وباء حمى الضنك وطبيعة الدور الذي لعبته الجمعية في معالجة الحالات المصابة بالوباء تحدث الدكتور بشير سلام بالقول: حمى الضنك هو عبارة عن مرض فيروسي ينتقل عن طريق بعوض يعرف باسم الأيدس والذي يلدغ نهاراً ويتكاثر في المياه المكشوفة الراكدة ولقد وجد هذا البعوض مناطق محافظة تعز بيئة خصبة وملائمة لنشر فيروساته المميتة ونظراً لخطورة هذا الوباء الفتاك فإن الجمعية ومركزها الطبي لم يقف مكتوف الأيدي لمقارعة هذا المرض والتصدي له، حيث إن المركز لايزال إلى الآن يستقبل العديد من الحالات المصابة بحمى الضنك ويعمل على تقديم خدماته الطبية والتمريضية لهذه الحالات وبحسب الإمكانيات التي يمتلكها المركز ومن هذا المنطلق فإنني اؤكد ضرورة أن يتعاون المجتمع والجهات المعنية مع الجهات الصحية من أجل الوقاية من هذا المرض والذي يعتبر من صنع الإنسان. فوائد التبرع بالدم وعن فوائد التبرع بالدم.. تحدث الدكتور بشير سلام بالقول: ثمة فوائد تحدث من وراء التبرع بالدم منها أن الشخص المتبرع بالدم يخسر كريات الدم الحمراء الشائخة وفي المقابل يكسب توارد كريات فتية جديدة في دمه وينشط العظام المنتجة للكريات الدموية ومؤدياً إلى تقويتها وتختفي معها الأعراض المزمنة كالدوار والفتور وألم المفاصل كما أن الشخص المتبرع بدمه تجرى له كافة الفحوصات الطبية التي تجعله أمام مرآة صحته أضف إلى أنه يحقق هدفاً نبيلاً وسامياً وذلك بمساعدته على إنقاذ إنسان تعرضت حياته للخطر.. وبالمقابل فإنه يشترط على المتبرع بدمه أن يكون وزنه 50كيلو جراماً وأكثر ويكون عمره بين «1850سنة» وخالياً من امراض السكري والحساسية والربو والصرع واليرقان والملاريا وآفات القلب وآفات التنفس وأن لا يقل خضاب الدم «الهيموغلوبين» عن 13غراماً وإلا يكون المتبرع قد أعطى دماً منذ شهرين وألا يكون مصاباً بأمراض مزمنة كالسل والبرداء والأقرنجي والأمراض المنقولة جنسياً ويجب ضغط المتبرع فوق ال100ملم من الزئبق كما أنه لايجب أخذ الدم من الحامل أو المرضع أو حديثة الولادة أو التي اجهضت حديثاً.