محافظة تعز تعتبر من أكثر المحافظات اليمنية والتي تنتشر بين حناياها أمراض الدم وبأنواعها المختلفة؛ فقد أفادت آخر الإحصائيات الطبية بأن مديرية القاهرة من أكثر المديريات تعج بأمراض الدم ويليها مركز العزاعز بمديرية المواسط وجبل حبشي والراهدة وصبر والقبيطة والجعاشن؛ فماهي أمراض الدم؟ وما أنواعها؟ وكيف نتمكن من تجنب حدوث الإصابة بها؟ ولماذا تعتبر القاهرة من أكثر المديريات إصابة بأمراض الدم؟وغيرها من الأسئلة والتي طرحناها بين يدي الدكتور بشير سلام الحمادي نائب مدير الجمعية اليمنية لأصدقاء أمراض الدم الاجتماعية بتعز: ماهية أمراض الدم ^^..نود أولاً إعطاءنا صورة متكاملة عن ماهية أمراض الدم؟ يمكن الوصول إلى تعريف أمراض الدم اعتماداً على معرفة العناصر المكونة للدم.. حيث يتكون الدم من ثلاثة عناصر دموية وهي الكريات الحمراء والكريات البيضاء والصفيحات وعناصر أخرى مثل البروتينات وعوامل التخثر وبعض العناصر وكلها تسبح في سائل البلازما المصورة وتنشأ العناصر الدموية السابقة من جهاز خاص في جسم الإنسان ويدعى الجهاز الشبكي البطاني والذي يتكون من الطحال والعظام والغدد الليمفاوية ولويحات باير بالأمعاء والكبد..وتشقق من أعضاء الجهاز الشبكي خلية “ أم” والتي تدعى الخلية الابتدائية ويسمونها البعض بالخلية الشبكية وتسمى أيضاً بالخلية الجذعية والتي تتطور إلى خلية ابتدائية ثانية وتدعى أرومة الخلايا الدموية ثم تتطور حسب طبيعة ونوع المؤثر الذي قد يصيبها في مرحلة تطورها فتنتج إما سلسلة الكريات الحمراء أو سلسلة الكريات البيضاء أو سلسلة الصفيحات.. ولذلك فإن أي اضطرابات أو خلل يصيب هذه الكريات أو الجملة الشبكية البطانية يعد مرض دم فمثلاً فقر الدم المنجلي وفقر دم البحر المتوسط “ الثالاسيميا” وفقر الدم بنقص الحديد هي أمراض تصاب بها الكريات البيضاء.. وأن فقر الدم اللاتكوني هو الآخر مرض يصاب به نخاع نقي العظام ومرض الصفيحات الأساسي هو أيضاً مرض تصاب به الصفيحات الدموية. مرض التكسرات ^^..وماذا عن فقر الدم المنجلي والمعروف بمرض تكسرات الدم والمنتشر بكثرة في اليمن؟ مرض فقر الدم المنجلي والمعروف بمرض تكسرات الدم هو مرض وراثي من أمراض الهيموجلوبين وهو مرض شديد وكثير المضاعفات وله آثار سلبية على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية..ويتصف هذا المرض بنوبات اشتدادية من الآلام البطنية والعظمية والمفصلية نتيجة حدوث النوبات المنجلية “التكسر”.. كما يترافق هذا المرض دائماً بانحلال المزمن والذي يؤدي إلى فقر دم مزمن..وإن النوبات المنجلية تحدث دائماً بسبب زيادة لزوجة الدم وهذه بدورها تؤدي إلى بطء جريان الدم في العروق الدموية الشعرية مما يؤدي إلى انسدادها وطهور الخثرات والاحتشاءات في مختلف الأعضاء وهذا ما يمكن أن نعلل به حدوث أكثر أعراض المرض وعلاماته.. وأما الأعراض الباقية فغالباً ماتنجم عن العامل الانحلالي الشديد والذي يتجلى بفقر دم شديد ومزمن ويرقات وزيادة عمل نقي العظام واضطرابات كبدية ومرارية. وراثية الإصابة ^^..وكيف تحدث الإصابة بمرض تكسرات الدم؟ تحدث الإصابة بهذا المرض لدى المريض وذلك عندما يكون أبواه حاملان لهذا المرض أو أن أحد الأبوين حامل لهذا المرض والآخر مريضاً به أو كلا الأبوين مرضي بهذا المرض ففي الحالة الأولى تأتي فرصة الإصابة بالأبناء بنسبة 25 بالمائة هم مرضى ونسبة 25 بالمائة سليمين ونسبة 50 بالمائة حاملون للمرض وفي الحالة الثانية تكون نسبة إصابة الأبناء 50 بالمائة ونسبة 50 بالمائة حاملين للمرض وأما في الحالة الثالثة فإن جميع الأبناء هم مرضى وعليه فإن لهذا المرض نوعين من الإصابة إما متوافق الأمشاج ويدعى فقر الدم المنجلي متجانس الأمشاج والنوع الثاني هو متغاير الأمشاج ويدعى حامل فقر الدم المنجلي.. تجنب المرض ^^..وكيف يمكن تجنب حدوث الإصابة بمرض تكسرات الدم؟ يمكن أن نتجنب ولادة طفل مصاب بهذا المرض بعمل الفحوصات الوراثية اللازمة قبل الزواج حيث إن هذا المرض ينتشر بزواج الأقارب أكثر من زواج الأباعد.. كما أن الشخص المصاب بالمرض نجد أن أبويه يلاحظ عليهما أنهما سليمان وصحيحان، ولكن يتضح أنهما ومن خلال الفحص الوراثي بأن كلا الأبوين يحملان حلة هذا المرض الخطير جداً.. وحالياً يوجد دعم كبير من قبل الدكتور/ عبدالناصر الكباب مدير مكتب الصحة والسكان بتعز ومجلس التنمية الصحية بالمحافظة والاتحاد الأوروبي وذلك من أجل تجنب ولادة أطفال مصابون بهذا المرض.. كما أود الإشارة هنا بأن الدكتور الكباب قد لعب دورا كبيرا في تذليل الصعوبات التي نواجهها وعمل على دعمنا والوقوف إلى جانبنا لمكافحة أمراض الدم.. القاهرة والعزاعز ^^..لماذا تعتبر مديرية القاهرةبتعز هي من أكثر المديريات إصابة بأمراض الدم؟ لأنها من أقدم مديريات محافظة تعز وكثرة الهجرة إليها من الأرياف والمدن المجاورة وقدم تزاوج الأقارب وتصادف تزاوج الحاملين بالمرض ولكونها أيضاً مركزاً للمدينة.. كما أن مركز العزاعز والواقع في مديرية المواسط يعتبر أيضاً من أكثر المراكز تكثر فيه أمراض الدم ولأسباب عدة منها تزاوج الأقارب وتصادف تزاوج الحاملين للمرض بين أبناء هذا المركز والمراكز المجاورة له كذلك فإن مرض الناعور وهو مرض يصيب الذكور ويعف عن الإناث وهو وراضي ومن أمراض الدم وتجده هو الآخر ينتشر بكثرة في مناطق الراهدة والقبيطة وجبل حبشي والجعاشن وأما مرض الغوال والذي يعد أحد أمراض الدم ويصيب الذكور وقد يصيب الإناث بشكل نادر وسجلت حالاته في منطقة صبر ومديرية القاهرة.. هنالك اختلاف ^^..برأيك هل هناك اختلاف بين معنى الشخصي المريض بالتكسرات وراثياً وصحياً ومعنى الشخص الحامل لمرض التكسرات وراثياً وصحيا؟ بالتأكيد فالشخص المريض بالتكسرات هو يحمل صلة المرض على كلا الصبغتين الجسميين من الأب والأم وهو الصبغي رقم “6” في سلسلة الحمض النووي “DNA” والمتشكل في الحياة الرحمية للجنين وبالرغم من أن هذه الحلة غير قادرة على إظهار أعراض المرض إذا كانت على صبغي جسمي واحد “منحنية أو مقهورة” فإنها تستطيع إظهار أعراض المرض على المريض الذي يحملها إذا كانت على الصبغتين الجسميين القادمين من نطفة الأب وبويضة الأم وإن هذه الحلة تستطيع إظهار صفات المرض وأعراضه إذا اكتملت الفرصة باجتماع الحلة القادمة من الأم والحلة القادمة من الأب، وبينما في الشخص الحامل للمرض فإنه يحمل على أخذ الصبغتين القادم من نطفة الأب أو بويضة الأم وبالتالي فإن هذه الحلة لا تستطيع إظهار المرض أما المعنى الصحي.. ففي الحالة الأولى يكون الشخص المريض يعاني من الأمراض والعلامات لأي سبب يعود على الجفاف أو فقر الدم وأما في الحالة الثانية فإن الشخص الحامل للمرض فلا تبدو عليه الأعراض والعلامات للمرض أبداً إلا ما ندر.. أمنيات ^^.. ما الذي تتمنون تحقيقه حتى تكون مهام الجمعية أكثر فعالية في مكافحة أمراض الدم؟ لدينا الكثير من الأمنيات التي نحاول بقدر الإمكان تحقيقها منها أمنية أن يكون للجمعية مبنى خاص بها ومبنى للمركز الطبي التابع لها.. وأمنية توفير أجهزة طبية حديثة ومتطورة مثل جهاز الترحيل الكهربائي وأمنية دعم الجمعية بأدوية خاصة بأمراض الدم كما تتمنى الجمعية بأن هناك استجابة وإقبالا كبيرا من قبل الإخوة المواطنين للتبرع بالدم وتسجيل أرقام تلفوناتهم في المركز الطبي التابع للجمعية.. خاصة وأن للتبرع بالدم فوائد عديدة منها أن المتبرع بالدم يخسر كريات الدم الحمراء الشائخة وفي مقابل ذلك يكسب توارد كريات فتية في دمه والتبرع ينشط العظام المنتجة كلكريات الدموية ومؤدياً إلى تقويتها وتختفي الأعراض المزمنة كالدوار والفتور وألم المفاصل.