يمكننا الوصول إلى تعريف أمراض الدم اعتماداً على معرفة العناصر المكونة للدم حيث يتكون الدم من ثلاثة عناصر دموية وهي الكريات الحمراء والكريات البيضاء والصفيحات وعناصر أخرى مثل البروتينات وعوامل التخثر وبعض العناصر وكلها تسبح في سائل «البلازما» وتنشأ العناصر الدموية السابقة من جهاز خاص في جسم الإنسان ويدعى الجهاز الشبكي البطاني والذي يتكون من الطحال والعظام والغدد الليمفاوية ولويحات باير بالأمعاء والكبد وهذا الجهاز تشتق من أحد أعضائه خلية أم تدعى الخلية الابتدائية ويسميها البعض بالخلية الشبكية كما تسمى هذه الخلية بالخلية الجذعية والتي تتطور إلى خلية ابتدائية ثانية وتدعى بارومة الخلايا الدموية ثم تتطور حسب طبيعة ونوع المؤثر الذي قد يصيبها في مرحلة تطورها فتنتج إما سلسلة الكريات الحمراء أو سلسلة الكريات البيضاء أو سلسلة الصفيحات ولذلك فإن أي اضطراب أو خلل يصيب هذه الكريات يعد مرض دم فمثلاً فقر الدم المنجلي وفقر دم البحر الأبيض المتوسط وفقر الدم بنقص الحديد جميعها أمراض تصاب بها الكريات البيضاء وفقر الدم اللاتكوني هو مرض يصاب به نخاع العظام ومرض نقص الصفيحات الأساسي وهو مرض تصاب به الصفيحات الدموية. وهنا أشير إلى أن تكسرات الدم هو مرض وراثي من أمراض الهيموجلوبين وتكثر إصابته في العرق الأسود وتقل إصابته في بقية العروق وهو أكثر انتشاراً في افريقيا وفي مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وفي الهند.. ولكن هذا المرض واسع الانتشار لدى الزنوج في الولاياتالمتحدةالأمريكية ويتصف هذا المرض بنوبات اشتدادية من الآلام البطنية والعظمية والمفصلية وذلك نتيجة حدوث النوبات المنجلية «التكسر» كما يرافق هذا المرض دائماً انحلال الدم المزمن والذي يؤدي إلى فقر دم مزمن وإن النوبات المنجلية تحدث دائماً بسبب لزوجة الدم وهذه بدورها تؤدي إلى بطء جريان الدم في العروق الشعرية مما يؤدي إلى انسدادها وظهور التخثرات والاحتشاءات في مختلف الأعضاء وهذا مايمكن أن نعلل به حدوث أكثر أعراض المرض وعلاماته وأما الأعراض الباقية فغالباً ماتنجم عن العامل الإنحلالي الشديد والذي يتجلى بفقر دم شديد ومزمن ويرقان وزيادة عمل نقي العظام واضطرابات كبدية ومرارية.