لا شك بأن العلاقة الزوجية تمتلك خصوصية لايمكن اقتحامها وتقوم في الأساس على المودة والرحمة.. ولهذا نجد أن الإسلام قد حض على الزواج ورغب فيه كما أن نبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم أوصى الشباب بالإسراع إلى الزواج وجعل المرأة الصالحة خير متاع الدنيا. ولقد حض الإسلام على الزواج احصاناً للشباب والشابات ودرء للفتن وللفساد في المجتمع وحفظاً للنسل الإنساني وإعماراً للكون والحياة ومن هذا المنطلق نجد أن الفقهاء أنزلوا الزواج خمس منازل وجعلوا له خمسة أحكام وهي: يكون واجباً في حق من قدر عليه وخاف الزنا بتركه. يكون مندوباً في حق من رجا النسل. يكون مكروهاً في حق من لا رغبة له فيه ولا يرجو نسلاً ويقطعه عن عبادة غير واجبة. ويكون مباحاً في حق من لم يخف الزنا ولم يرج نسلاً ولم يقطعه عن عبادة غير واجبة. ويكون محرماً في حق من يضر بالمرأة بعدم وطء أو نفقة أو كسب محرم. وأخيراً فإن للزواج فوائد عدة منها حفظ النسل والذي يعد الأصل في النكاح وغض البصر وحفظ الفرج عن المحرمات فالزواج يحصن الفتى والفتاة ويجعل النفس هادئة ومستقرة ويقطع الطريق إلى الفاحشة وإغواء الشيطان ويحمي المجتمع من مخاطر الفوضى الجنسية وما يتبعها من أمراض فتاكة وقاتلة.. وكذلك فإن الزواج يعمل على تحقيق تماسك المجتمع ويجعل منه قوة صلبة ومن المستحيل إضعافها أو اختراقها.