لقد عمت الشكوى في الآونة الأخيرة من تدهور اللغة العربية، نطقاً وكتابة، سواءً على المستوى الاكاديمي أو التعليمي أو الثقافي لكن الأمر كعاداتنا في معظم مناحي حياتنا اقتصر على النقمة والسخط وتبادل الاتهامات، سواء أكانت موضوعية أم جغرافية وبدلاً من إضاءة شمعة اكتفى الجميع بلعن الظلام. إذاً تدنت لغتنا الجميلة وحق لها أن تتدنى مادامت في الجامعات مجرد خطوط على السبورات ينقلها الطالب كما هي دون زيادة أو نقصان. فإذا ما حان وقت الامتحان يكتبها الطالب كما هي على كراسته. فلا يطلب منه للتأكيد على معرفته لا مثال، ولا شيء للعلم والبيان. فبالله عليكم ياسادة ويا كرام، كيف لهذه اللغة ان ترقى، والطالب فيها كالببغا يحفظ ويجيب دون فهم أو دراية بذاك الشأن. وللأسف بعض وسائل الاعلام تتقاعس عن مهمتها الإعلامية في هذا الشأن.. فتصور ذلك بأنه خاص بوزارة التربية والتعليم، وأنها وسيلة ثقافية وترفيهية ليس لها دخل باللغة ولا شأن. وصارت لغة القرآن غريبة لدى العامة وقريبة لدى الخاصة من ذوي الثقافة. وخلاصة حديثنا هذا نقول : إذا كانت الدول الغربية تخسر الأموال الباهضة في سبيل تعليم لغاتها المختلفة في البلاد الغربية وتحرص كل الحرص على فتح المعاهد والمدارس، لجذب أكبر عدد من الطلاب الهاوين لتلك اللغات.. فلم نحن نستخسر على لغتنا بعض الدروس الخاصة في قواعدها، ونستكثر عليها دقائق محدودة من وسائلنا الإعلامية التي هي بمثابة منير يقتحم كل منزل. لم لا نكلف خاطرنا بتخصيص وقت لفهم قواعدها أليس عيباً وعيباً كبيراً على مجتمع عربي مسلم ان لايفهم من لغته إلا الظواهر منها ومن عاميتها. أليس عيباً علينا كعرب ومسلمين دستورنا القرآن أن نعيش في ذل الجهل بقواعدها فلا نعلم لم هذا نصب ولم هذا رفع ولم هذا كسر. ومايزيد الطين بلة أولئك الفتيات العالمات للغات الأجنبيات، الجاهلات بقواعد النحو العربي، تلك العلاقات. فتراها تسخر وتضجر من تعلم نحوها ولغتها. ولما تسألها عن نصب «إن الطالب» ترد عليك بسخرية فائقة.. هذه سخافات تعلمونا وكأننا في الصين أو الولايات. نحن في عصر أرقى اللغات «سروري، ونو، ؟؟». وهكذا أصبحت لغتنا طلفسة بطلفاس. لا يعلمها حق علمها إلا القليل القليل من الناس.