مثلت دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية لعقد حوار وطني تحت قبة مجلس الشورى وسقف الشرعية الدستورية استجابة موضوعية للتحاور حول مختلف القضايا الوطنية وبما يؤدي إلى الاتفاق على رؤية موحدة تكون محل إجماع وطني للانطلاق نحو البناء والتنمية.مسئولية أكاديمية .. د خديجة السياغي نائب رئيس جامعة تعز: إن جاز لي التكهن فالمؤتمر المزمع بعد أيام سيقف بدرجة أساسية على ماتم انجازه في الحوارات السابقة بين الأحزاب، الحزب الحاكم من جهة وأحزاب اللقاء المشترك من جهة أخرى ثم السعي لخلق حوار جاد بين أطراف الحكومة وشركائها من مختلف أطياف وهيئات ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني وصولاً إلى بلورة آليات واضحة لحل القضايا الراهنة التي تكاد تعصف بالبلد والعياذ بالله وما من شك بأن إشراك هذا العدد الواسع في عملية الحوار سيسهم في تجسيد مفاهيم الثقافة الديمقراطية والحوار في تفاصيل الحياة اليومية لتحل محل الثقافة السلبية وثقافة اللامبالاة.... كما نتطلع من المؤتمر أن يركز فيه المتحاورون على مكامن الخلل الحقيقي والبحث عن المسببات الأصلية لاشتعال الأزمة ثم الخروج بالحلول الجادة لكل المحن التي أوصلتنا إلى هذه الفتنة ،وبالطبع لن يتسنى لهم ذلك إلا بإزاحة المصالح الضيقة جانباً ونقل هموم ومطالب ممثليهم من شرائح الشعب بكل أمانة ومصداقية بعيداً عن التشدق بمطالب مستحيلة ترجعنا إلى الوراء بنصف قرن وأكثر بدلاً من أن نعول على تلك المطالب مد جسور مستقبلية للتجربة الديمقراطية الناجحة التي سلكتها بلادنا خلال السنوات الماضية.. وأضافت الدكتورة خديجة السياغي: إن دعوة صادقة من فخامة الرئيس كهذه تؤكد وتجدد كينونتنا جميعاً أبناء الوطن..شركاء في مسئولية حماية الوطن من أية زوابع أو مؤامرات باعتباره وطن الجميع ولا فصل بين طرفي المعادلة في هذه المسئولية أو تحميل أحدهما الأعباء والتبعات وإعفاء الآخر ويشهد التاريخ أيضاً أن المصالح الوطنية ومكاسب الشعب التنموية مثلت الإطار الذي تكاملت في طياته ملامح التكامل الشعبي والرسمي بصورة اللحمة الوطنية على مدى تاريخنا المعاصر. وأضافت نائب رئيس جامعة تعز: لا شك أن مؤتمر الحوار بإذن الله سيضم أساتذة جامعيين من مختلف الجامعات سواء من عملوا فيها مسبقاً أو من يزالون أو من انخرطوا في مجال البحث العلمي أو المشاركون في العمل السياسي والدبلوماسي وغير ذلك ممن صقلتهم التجارب والدراسات والأزمات التي عايشوها في هذا الوطن الغالي على قلوبنا.. وما آمله من هؤلاء النخبة المشاركة الفاعلة وطرح الحلول بروح العالم وبلسان الصدق وبعقل المعرفة والحكمة والرؤية الثاقبة لكل مامن شأنه تدارك الأزمة الراهنة.. فالأكاديميون في هذا الجانب يتحملون في الوطن أمانة ليست بالهينة فينبغي عليهم إذاًَ تجاهل انتماءاتهم الحزبية جانباً ليقولوا الحق. فرصة تاريخية .. ويقول د. عبدالقادر مغلس: لم يعد يحتمل الوطن المزيد من الجراح، وعلى اليمنيين بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية أن يلتفتوا إلى المستقبل ويجب أن يضعوا ماضي الأمس خلف ظهورهم، ولن نجد سوى الحوار الذي به سننتقل إلى مربع أكثر أمناً واستقراراً، وجاءت دعوة الأخ رئيس الجمهورية لتدشين حوار وطني واسع استجابة لنداء العقل والحرص على مصلحة الوطن والشعب، إن فخامة رئيس الجمهورية بحكم موقعه السيادي ومسئووليته على أبناء الوطن جميعاً أطلق هذه المبادرة ليقطع الطريق أمام من يريد إدخال الوطن في أتون أزمة شاملة، إن الوطن يواجه تحديات كبيرة وليس لدى اليمنيين سوى الكلمة بديلاً للبارود ولغة الرصاص وقد تعب اليمنيون من تصويب الرصاص، بل إن الرصاص قد ملهم وسئم التعايش معهم. على العقلاء في الساحة الوطنية وبالذات الحزب الحاكم وأحزاب المشترك التقاط مبادرة الرئيس والتعامل معها بمسئولية، وعليهم الارتقاء فوق كل الصغائر والالتفات نحو قضايا أكبر من الخلافات، فالحوار لغة العقلاء ويكفي أن أقول إن الله سبحانه وتعالى حاور ابليس ولماذا يرفض أبناء يمن الإيمان والحكمة أن يجلسوا وجهاً لوجه ويتحاوروا فالاستحقاقات الديمقراطية تعطلت في ظل الرفض المتبادل بين السلطة والمعارضة وعدم قبول الآخر. أرى شخصياً أن هذه هي الفرصة التاريخية أمام اليمنيين فلا يضيعوها.. فالتطورات في الساحة الوطنية تتسارع في اتجاهات مختلفة ومغايرة ونخشى أن تتسارع وتنعكس سلباً على ركاب السفينة اليمنية جميعاً في السلطة والمعارضة. دعوة العلماء لمائدة الحوار .. عبده محمد حسان مدير عام مكتب الأوقاف والارشاد بمحافظة تعز تحدث في هذا الإطار بقوله: ينبغي أن يدرك الجميع وخاصة المدعوين للحوار من قبل فخامة رئيس الجمهورية ، أهمية الحوار تحت قبة مجلس الشورى باعتباره يمثل مختلف أطياف العمل السياسي والاجتماعي لأن اعضاءه امتلكوا خبرة لا يستهان بها خلال السنوات الطويلة من حياتهم التي قضوها في خدمة هذا الوطن وتلمس أوجاعه هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فهم يمثلون كافة الاحزاب والتنظيمات السياسية التي كان لها دور وطني خلال السنوات الماضية إضافة إلى احتضان مجلس الشورى كوكبة من علماء اليمن الأفاضل ورجال الدين والفكر والتنوير لذا فيمكن الركون والامتثال إلى حكمتهم ونظرتهم الصائبة من خلال التشاور مع جميع المشاركين في المؤتمر وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية للبحث عن حلول جذرية وفاعلة بكل المقاييس من شأنها إخراج البلد من هذه الفتن الناشبة شمالاً على أيدي الحوثيين وجنوباً بفعل قوى ما يسمى ب«الحراك» في الجنوب. ولافتراض ماينبغي لإنجاح مؤتمر الحوار أضاف مدير عام الأوقاف القول: إن جاز لنا استباق الأحداث أعتقد أن الأطراف المدعوة للحوار خاصة قيادة أحزاب اللقاء المشترك ستكون على عاتقهم لإنجاح المؤتمر أمانة جسيمة ينبغي عليهم مراعاتها وهي تقديم المصلحة الوطنية وتجاهل مادون ذلك من المصالح الضيقة والابتعاد عن مواقد الفتن واستثمار الأزمات واستغلال الأزمات الراهنة لمد جسور المطالب المنافية لمقتضى القانون والدستور والعقل والمنطق وكذا النهج الديمقراطي الذي نعول عليه جميعاً. وأضاف الأخ عبده حسان: جاءت فطنة وحنكة فخامة الرئيس للدعوة إلى الحوار قبل اسبوعين تقريباً من تفاقم تدخل بعض عناصر القاعدة في أبين استشعاراً منه بما يمكن أن يحدث وما قد تؤول إليه الأمور بالفعل وماعلى الأطراف المدعوة للحوار إلا تلبية دعوة القيادة الرشيدة لأنها دعوة نحو النجاة وتثبيت الأمن وتضميد الجراح وإحقاق الحق وإقصاء الباطل. كما أن علماء اليمن ال «22» الممثلين ل «22» محافظة ننتظر منهم الاسهام الفاعل والمؤتمر الجاد في مؤتمر الحوار ليس تكريماً لدعوة الرئيس القائد فقط بقدر ماهي أي مشاركتهم تكريم وتشريف لليمن الذي دعاهم جميعاً للاستشفاء على أيديهم،لذا فمن المخجل والمشين تجاهل دعوة مؤتمر الحوار من قبل أي كان.. وإن شاء الله لن يكون ذلك.. هذا أملنا الكبير أهمية مشاركة شيوخ القبائل ..الشيخ عبدالباري الحسني م. تعز أعطى بالغ الأهمية لمشاركة نخبة من شيوخ القبائل اليمنية في هذا المؤتمر المزمع بعد أيام إن شاء الله كون مجتمعنا مايزال جانب واسع منه مجتمعاً قبلياً ينشط غالباً إلى دعاوى العرف والتعصب والاحتشاد والاصطفاف أيضاً وراء كل فكرة يقتنعون بصوابها.. مضيفاً: يتباين الفعل والتأثير القبلي في قضايا الوطن من محافظة إلى أخرى فأمانة العاصمة غير الجوفوتعز غير أبين وعدن غير شبوة والضالع .. لذلك فقد سمعنا أن فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله وجه أولى الدعوات للمشاركة في مؤتمر الحوار لمشائخ القبائل إيماناً من فخامته بالتأثير الفاعل لمسار القبيلة في النهج الديمقراطي جنباً إلى جنب مع مسارات العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، كما هي ثقة يوليها دوماً فخامته تجاه أبناء تلك القبائل كباراًوصغاراً كونهم كياناً اجتماعياً بالغ الأثر من الصعب تجاهله من وسط مجمل المزيج الاجتماعي لليمن من أقصاه إلى أدناه ،وهذا ليس في اليمن فحسب بل في معظم البلدان العربية وخاصة دول الخليج. وأضاف الشيخ الحسني: الكل يعلم أن «الشيخ» في معظم مناطق اليمن لم يعد حبيس العمامة و«الغّلة» والسخرة وما إلى ذلك بل صار الشيخ تاجراً وسياسياً ومثقفاً بل وأكاديمياً جامعياً أيضاً، ولن أطيل الحديث عن المشيخة كي لايؤول كلامي فما أردت قوله باختصار لما قلت أنني أعول على المشائخ المدعوين للمشاركة في المؤتمر مشاركة تتعصب وتتمحور مطالبها مجملاً في مصلحة الوطن بأسره لا مصلحة منطقة أو قبيلة أو جماعة بعينها ليغدوا اليمن بلد الإيمان والحكمة لابلد التمزق والفرقة والأفغنة،فالمرحلة خطيرة للغاية، بحاجة إلى تشمير السواعد لطرد التدخلات الفارسية والقاعدية من بلادنا الحبيبة.