تجاوزت شهرة العقيق اليمني حدود جماليته وفنه الى ربطه بالكثير من الاساطير والخرافات .. وقد تنوعت التفسيرات والروايات المتناقلة حول بداية معرفة اليمنيين لهذا النوع من الاحجار الكريمة .. وتعد صناعة العقيق فى اليمن من الصناعات الحرفية التى تشتهر بها صنعاء القديمة على وجه التحديد وتلقى رواجاً كبيراً داخلياً وخارجياً ومصدرها الاحجار الكريمة الموجودة فى مناطق متفرقة من اليمن حيث يستخرج العقيق اليمني من بطون الجبال وتمر صناعته بعدد من المراحل حتى تأخذ شكلها النهائى بما يعرف / بالفص / ويعد استخراجه من اهم الحرف التى اشتهر بها اليمنيون منذ القدم ولا يزال النشاط الحرفي فى اليمن قائماً لدى العديد من الاسر كمهنة متوارثة . وتجاوزت شهرة العقيق اليمني حدود جماليته وفنه الى ربطه بالكثير من الاساطير والخرافات .. وقد تنوعت التفسيرات والروايات المتناقلة حول بداية معرفة اليمنيين لهذا النوع من الاحجار الكريمة فكثير من الروايات ترجع بداية اكتشاف هذا الحجر الثمين الى عصر الدولة الحميرية فى اليمن. كما ترددت اسماؤه كثيراً فى كتب التاريخ فمنها مؤلفات لسام اليمن الهمداني الذي وثق اصناف العقيق اليماني وله شهرة تاريخية كأحد الاحجار الكريمة النفيسة والمطلوبة في بعض الدول العربية والإسلامية خاصة دول الخليج والعراق وايران . وتفيد المعلومات أن ممارسة اليمنيين لمهنة نحت الجبال والصخور وبناء القصور ادى الى اكتشافهم لهذه الحجارة الصماء وهو منافس قوي للذهب والفضة. وللعقيق اليماني مزايا كثيرة واستخدامات مختلفة تجذب الكثيرين نحو الاقبال عليه واقتنائه وشرائه وفيه من الخصائص الفنية التي يتمتع بها ألوانه الاخاذة واحجامه النادرة الى جانب الزخارف التي يحتوي عليها من صور واشكال ورسومات متعددة فضلاً عن الرونق الجمالي الذي يضفيه على المصنوعات الذهبية والفضية عندما تطعم به وهو قوي وصلب ومؤثر في الزجاج دون ان يتأثر علاوة على رسومه الجذابة . وتتميز هذه الرسومات بنقوش طبيعية لا تتدخل يد إنسان في صنعها وإنما تتكون كما يقول بعض خبراء العقيق في اليمن نتيجة البرق او عند هطول الامطار في هذه الاحجار الكريمة غير انه لا يمكن الجزم او الاخذ بهذا القول على محمل الجد وهذه السمات بصرف النظر إن كانت حقائق ام خرافات هي التي جعلت العقيق اليمني اكثر رواجا فى المعارض التي شاركت فيها اليمن فى عدد من الدول . واستخراج العقيق اليمني من مناجمه عملية تحتاج لجهود جبارة في شق الصخور بآلات حديدية وخبرة فى البحث عن اماكن وجود عروق العقيق ولا يعرف أماكنها إلا اناس مختصون ومتوارثو المهنة .. والوصول الى الاحجار الكريمة يكون من مساحة لا تتجاوز عشرة امتار وعمق يصل الى ثمانية امتار ثم اخراجه على هيئة كتل مختلفة الاوزان داخل الصخور فى مناطق جبلية بمحافظات حضرموتوصنعاء ولحج وذمار . وعملية انتاج العقيق اليمني محصور حدوثها في مدينة صنعاء القديمة وحدها دون غيرها من المدن اليمنية الاخرى وفي باب اليمن وحده يكثر وجود حرفيي العقيق وتجاره حيث يحاول كل منهم اقناع الزائر بما عنده من اشكال وألوان تصل الى عشرين نوعاً من الاحجار الكريمة اهمها العقيق الرماني الاحمر والعقيق المشجر الذى يتميز بأشكال ورسوم طبيعية ويصنع منه قلائد وخواتم وهو ارقى انواع العقيق المستخدم في الزينة ويسمى ايضا بالجزع البقراني وهى تسمية امتدت عبر التاريخ ووثقها العلماء العرب المهتمون بالمعادن والاحجار الكريمة مثل الهمداني في القرن الثالث الهجري . وفى الاسواق الشعبية وحيث يوجد سوق العقيق فى مدينة صنعاء يوجد منافس للعقيق اليماني وهو العقيق الهندي الرخيص الثمن غير ان الحرفيين اليمنيين يؤكدون ان جودة العقيق المحلي تتغلب على غيره لتمسك الناس بأصالة منتجاتهم الحرفية والمحلية ولاعتقادهم بجودته حيث قال عنه ارسطو فى القرن الرابع قبل الميلاد حجر عقيق واصنافه كثيرة واجودها ما يجلب من اليمن واحسنه ما اشتدت حمرته وصفت صفرته اما حجر جزع فهو حجر ذو الوان كثيرة يؤتى به من اليمن والصين . وطالب المهتمون بصناعة العقيق في الجهات المختصة بالاهتمام بتشحيع الاستثمار لهذه الصناعة وتسويقه خارجيا سواء كانت صناعته بالوسائل التقليدية او عن طريق الميكنة الحديثة والتي اثبتت التجارب عبر التاريخ بأنها لا تقوم بالجودة التي تقدمها وتوفرها الطريقة التقليدية . وقد قامت الدولة بإنشاء مركز وطني للحفاظ على الحرف اليدوية وادخال آلات جديدة لإنتاج وصك العقيق فيما تبذل جهود علمية لتحديد اماكن وجود وحجم انتشار العقيق بغرض استثماره وتصديره وحتى لا تنقرض حرفة انتاجه باعتبارها جزءاً من تراث اليمن ومشغولات شعبية حرفية يدوية ولما لها من مردود اقتصادي مهم لمنتسبي هذه الحرفة .