أحتاجُ أن أبكي نعم! أنا البنتُ التي تَخلطُ في الشوارعِ وتخطئُ في العدِّ والحسابْ البنتُ التي تضحكُ طيلةَ الوقتْ وتبتلعُ ابتساماتِ المارّة حين لا تعرفُ أسخريةٌ أم إشفاقْ تحملُ قِطّتَها فوق صدرِها تجوبُ طرقاتِ البلدةِ بجلبابِها الرَثِّ وشَعرِها المنفوش ومن جيبِها الممزوقْ يسقطُ قِشْرُ الفولِ وكِسَرُ خبزٍ جافْ أسنانُها سقطتْ من فرط الضحكْ فابتلعَتها لأنْ ليس لها أمٌّ علّمتها طقسَ الشمسْ “يا شمس يا شموسة...” ولأن عجوزًا تجلسُ عند بابِ الخَلْق علّمتها أن ابتلاعَ الضِّرس يُنبتُ غيرَه لهذا لم تتخلصْ من الكِسَرِ اليابسة وأجّلتْ قَرْضَ أظفارِها الصفراءِ حتى مَوْسمِ الأسنانْ.
وحيدةٌ / متوحّدةٌ لا أهلَ لها لا أصدقاءْ وأخفقَ الناسُ في حبِّها تغنّي / رغم اللثغةِ ورغم انعدامِ السِّين والشِّين والثَّاء والصَّاد صَلَبَها رجلٌ على ساقيةِ البلدة واستولدها طفلةً أطعمتْها من خبزِها الناشفِ فماتتْ لا أهلَ لها ولماذا الناسُ يخفقون في حبِّها! فكّرَتْ في الأخير أن تبكي نعم عبيطةُ القريةِ تحتاجُ الآن أن تبكي على كتفِكَ أنتْ أنتَ الذي لا ينْهَرُها حين تُخطئُ في عَدِّ أصابعِها ولا يتلصّصُ على فخذِها حين ينحسرُ الثوبُ أمام وهجِ الفرنْ .