ينتمي إلى المدرسة الكلاسيكية أولئك الفنانين الذين أخذوا يحاكون الأعمال الأدبية القديمة ويلتزمون بالقواعد والقوانين التي وضعها أرسطو وينظرون بإعجاب شديد إلى أدب القدامى من اليونانيين والرومانيين والذين واكبوا مختلف الأزمنة الغابرة.. فالأدباء الذين ينتمون إلى هذه المدرسة يستوحون منها موضوعاتهم وأساليبهم في التأليف.. ولقد برزت الكلاسيكية في الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر وأنتمى إليها عدد من مشاهير الأدب آنذاك وكان من أبرزهم بوالو والذي ألف كتابه الشهير «فن الشعر» والذي ضمته خصائص الأدب الكلاسيكي الاتباعي. وأما بالنسبة للأدب العربي فقد أطلقت كلمة كلاسيكية على تلك المرحلة العربية التي تراوحت فيما بين ظهور الأدب الجاهلي ونهاية القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي ولقد تميزت الكلاسيكية العربية بمفهومها للأدب على أنه صناعة وعلى الأدباء ضرورة الإلتزام بقواعد وقوانين معروفة ونجد أن الكلاسيكية عممت أيضاً على عصر النهضة وشعراؤها ساروا على خطى القدامى من حيث اختيار الألفاظ والتعابير والصور والموضوعات حتى أنه قيس نبوغ الواحد منهم بمقدار اقترابه من إنتاج أديب عاش في المرحلة الكلاسيكية الأولى.. ويعتبر الشاعر محمود سامي البارودي الرائد الأول للمدرسة الكلاسيكية.. أما الشاعر أحمد شوقي فإنه يعتبر شاعر الكلاسيكية الأول في أدبنا العربي وبعده يأتي ماتبقى من شعراء جيله.