دعا الدكتور علي الصكر إلى دراسة تراث الفنان الراحل هاشم علي أكاديمياً بصورة جادة وبعيداً عن عبارات التأبين والإطراء. وأشار الصكر في ندوة نظمتها مؤسسة «السعيد» للعلوم والثقافة بتعز أمس عن الفنان التشكيلي الراحل هاشم علي في ورقته المعنونة ب «مقدمة لدراسة هاشم علي» إلى (ستة) مداخل يجب دراستها هي: التصنيف الزماني, ثقافته, الفاعلية الاستثنائية لألوان الفنان، المراحل الفنية عند الفنان الراحل, واقعية هاشم علي, مرحلة السبعينيات وأسلوب الفنان، موضحاً أن فناننا الراحل هو فنان مؤسسي يريد الموازنة بين الذات والموضوع والأسلوب والمضمونات والواقع والفن. وأضاف الدكتور الصكر: إن هاشم علي ظهرت براعته في تنفيذ الصور الشخصية (البورتريهات) كما أتقن خلفيات اللوحة واختزال التفاصيل لصالح التعبيرية الرمزية التي توصي أكثر مما تسرد بشكل مباشر وترمز أكثر مما تصرح، مستعرضاً بعض لوحات الفنان الجمالية. الدكتور علي بن علي الراعي - أحد عشاق فن الأستاذ هاشم علي - أشار إلى أن الفن نشأ من هاشم علي ومن ذاته ، كما أنه نظر إلى الأمور نظرة فلسفية تجاوزت القشور وغاصت في الأعماق فأصبحت لوحاته سيمفونية عزفتها يد الأقدار. وتطرق الراعي في قراءته للفنان إلى ثلاث نقاط؛ ففي لوحة عازف الناي أشار إلى أنها جسدت ثلاثة مشاهد هي الانحناء للناي وعازفه ونشوته في إغماض عينيه ونقله إلى عالمه الذي غاص فيه. كما استعرض لوحتي (عازف الطار الباكي، ضارب الطار) وكيف دمج الفنان بتقنية عجيبة بين إحساس العازف واندماجه في عالمه الخاص. وأضاف الدكتور علي الراعي: إن لوحة (أنا والشمس) والتي يظهر فيها امتداد وكبر اليد والقدم أراد بها الفنان إظهار عملية الإنتاج وأن هذا الترميز هو أساس الإنتاج.